الأغنام النجدية من الفياض المعشبة إلى ساحات الإنترنت
"ثلاثة آلاف.. ثلاثة وستمائة.. أربعة آلاف.. نصيبك.." ليبدأ مشوار الألف مرة أخرى يقف المحرج وسط الأغنام النجدية لدقائق لا تتجاوز الخمس لتعرض شاة ثانية وثالثة ورابعة في تنافس كبير بين المربين للفوز بسلالات ممتازة لتحسين الإنتاج لديه وليربح صفقة يرى أنها ستكون ذات مردود جيد لما يملكه من قطيع، هذا ما جرى في ساحات مهرجان (نجدي4) والمقام في عنيزة الخميس الماضي وسط حضور غير متوقع تجاوز المربين والمنتجين إلى المتفرجين الذين كان عددهم كبيرا هذا العام.
بدأ المهرجان بحراج الأغنام النجدية في مزاد علني يشهده الحضور،
حيث كان متوسط البيع للرأس الواحد 2500 ريال، في حين أن بعض الأنواع شهدت مزايدات من قبل الحضور في تنافس محموم لامتلاك بعض الأنواع الجيدة، في حين أن بعض الأنواع لم يكن لها نصيب من المزايدات لفقدانها بعض الصفات المعروفة للمربين والتي من أهمها طول الرقبة وعرض الظهر والارتفاع ومظهر الشعرة والتي يعرفها المربون من النظرة الأولى.
من ناحية أخرى، تشهد الفحول النجدية ارتفاعا كبيرا في الأسعار والتي تحمل صفات نادرة حيث تنافس فحول الإبل من حيث الأسعار, ويراوح متوسط سعر الأنواع الممتازة بين 50 و60 ألف ريال مع وجود أنواع نادرة تم بيعها بسعر يصل إلى 130 ألف ريال, وعادة يكفي الفحل المنحدر من سلالة ممتازة لتلقيح100 رأس من الأغنام.
وأوضح صالح عبد العزيز المقيطيب المشرف على مهرجان (نجدي4)، أن يوم المهرجان انقسم لأربعة أقسام تسجيل المشاركين في فترة الصباح ليبدأ المزاد من بعد الظهر وحتى صلاة العصر لتبدأ العروض داخل الحظائر التي تم تأجيرها للعارضين بقيمة رمزية 100 ريال للحظيرة الواحدة, بحيث لا يتم عرض أكثر من أربعة رؤوس داخل الحظيرة مع إمكانية عرض أكثر من مجموعة لتسهيل عملية الفحص والمشاهدة لتبدأ المرحلة الثالثة وهي عرض النوادر مساء اليوم نفسه.
وبين المقيطيب أن فكرة المهرجان نبعت من اجتماع مصغر للمربين أقامه أحد ملاك الأغنام أعقبه اجتماع آخر ليتم عرض الفكرة ويتم الإعلان عنها وإنشاء موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية. وأضاف "الموقع معروف لجميع مربي الأغنام النجدية على مستوى المملكة".
وقال المقيطيب إنه سيتم إنشاء موقع دائم ومجهز لإقامة المزادات بشكل دوري يحوي مدرجات وممرا للأغنام يستطيع المربي والهاوي مشاهدة المعروض بشكل واضح, كذلك إنشاء حظائر دائمة وتنظيم الموقع بشكل يتناسب مع المهرجان.
على الجانب الآخر شهدت الأغنام النجدية في السنوات العشر الماضية تراجعا ملحوظا لدى الملاك وتجار المواشي, حيث انتشرت الأغنام النعيمي بشكل ملحوظ، وأرجع الملاك والتجار سبب تراجع الأغنام النجدية أمام أغنام النعيمي إلى ارتفاع أسعار النجدي وكذلك إلى أن النجدي يحتاج إلى رعاية خاصة وكبيرة بينما لا تحتاج النعيمي إلى ذلك، إضافة إلى ما يعتقده بعض المربين من كثرة الأمراض التي تصيب الأنواع النجدية والتي تسبب خسائر كبيرة لملاك تلك الأنواع، إضافة إلى ارتفاع أسعار الفحول ذات الصفات الممتازة في النجدي.
ويرى المقيطيب أن أنواع النعيمي لا تصل إلى أسعار النجدي، ويرى أحد المربين أن 100 من أنواع النجدي تعادل عددا كبيرا من النعيمي إذا كانت تلقى اهتماما ورعاية. ويعد سعر الأغنام النجدية مرتفعا مقارنة بأسعار النعيمي خصوصا في الأنواع التي تكون معدة للذبح لفارق الوزن في اللحوم حيث تكون كمية الفراء في النعيمي أكبر منها في النجدي وكذلك لمذاق اللحم والنكهة الخاصة للنجدي.