أسواق النفط في أسبوع .. ارتفاع الفيروس يخمد تفاؤل اللقاح وكبح الإنتاج بانتظار «أوبك +»

أسواق النفط في أسبوع .. ارتفاع الفيروس يخمد تفاؤل اللقاح وكبح الإنتاج بانتظار «أوبك +»
إنتاج الولايات المتحدة من النفط ارتفع إلى 10.9 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 13 نوفمبر.

تلقت أسواق النفط دفعة هذا الأسبوع بفعل احتمال التوصل إلى لقاح فعال لكوفيد - 19 وآمال في أن «أوبك» وحلفاءها سيواصلون كبح الإنتاج، فيما عززت مؤشرات على تحرك صفقة تحفيز في واشنطن الآمال في الأسواق العالمية.
ووفقا لـ"رويترز"، ارتفعت أسعار النفط بنحو 1 في المائة أمس، لتسجل ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، في حين حد من المكاسب تجدد إجراءات الإغلاق في عدة دول للحد من انتشار فيروس كورونا.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت 75 سنتا، بما يعادل 1.7 في المائة، لتجري تسويتها عند 44.96 دولار للبرميل.
وربحت عقود الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط تسليم كانون الثاني (يناير)، وهي أكثر نشاطا، 52 سنتا، أو 1.2 في المائة، لتسجل 42.42 دولار للبرميل. وارتفعت عقود غرب تكساس الوسيط لكانون الأول (ديسمبر)، والتي حل أجلها أمس، 41 سنتا، أو 1 في المائة، لتجري تسويتها عند 42.15 دولار للبرميل، وربح كلا الخامين 5 في المائة هذا الأسبوع.
ودعمت احتمالات فعالية لقاح كوفيد - 19 أسواق النفط هذا الأسبوع، إذ قالت شركة فايزر إنها ستقدم طلبا للهيئات الصحية المعنية في الولايات المتحدة اليوم، للموافقة على الاستخدام الطارئ للقاحها، وهو أول طلب من هذا القبيل، في خطوة كبرى نحو توفير الحماية من فيروس كورونا المستجد.
وقال بيورنار تونهاوجن، مدير شؤون أسواق النفط في "ريستاد إنرجي"، "على الرغم من حقيقة أن الأمر سيحتاج في واقع الأمر إلى وقت لتطبيق حملة لقاح عالمية، وهو وقت سيعاني خلاله الطلب على النفط، ترد أنباء إيجابية يوميا عن تسليمات اللقاح".
وأفادت شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز، بأن شركات الطاقة الأمريكية قلصت هذا الأسبوع عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي العاملة للمرة الأولى في عشرة أسابيع. وتراجع عدد حفارات النفط والغاز، وهو مؤشر مبكر على مستقبل الإنتاج، بمقدار اثنين إلى 310 هذا الأسبوع، فيما انخفض عدد حفارات النفط وحدها بواقع خمسة إلى 231 بعد بلوغه الأسبوع الماضي أعلى مستوياته منذ آذار (مارس).
وقال ستيفن إينس كبير استراتيجي السوق العالمية في "أكسي"، إن أسواق النفط قلصت مكاسبها الأسبوعية "إذ أخمد ارتفاع الفيروس تفاؤل اللقاح". وأضاف "لكن القرار بيد «أوبك». لن يتم اتخاذ قرار رسمي قبل اجتماع «أوبك +» الوزاري بكامل هيئتها في نهاية الشهر الجاري".
وستبحث «أوبك +»، المجموعة التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وروسيا ومنتجين آخرين، سياستها للإنتاج في اجتماع 30 تشرين الثاني (نوفمبر) وأول كانون الأول (ديسمبر)، وسبل تعزيز أسواق الطاقة.
وتضغط على الأسعار أيضا المخاوف حيال استمرار الانتشار الواسع لفيروس كورونا، خاصة في أوروبا والأمريكتين الشمالية والجنوبية.
ويعمل المنتجون في «أوبك +» على مهمة كبح الإنتاج لمنع اتساع الفجوة بين العرض والطلب والمحافظة على تماسك نسبي للأسعار في ظل مخاطر وآثار الجائحة السلبية بشكل واسع في الاقتصاد العالمي، لكن لا يمكن إنكار استمرار تعثر أسعار النفط في العودة إلى المستوى، الذي يحتاج إليه معظم المنتجين، خاصة أعضاء «أوبك».
وتعكس، عودة تنامي المخزونات النفطية الأمريكية للأسبوع الثاني على التوالي، حجم الصعاب، التي تخوضها السوق، خاصة ارتفاع الإصابات الجديدة بالجائحة واتساع نطاق الإغلاق الاقتصادي والتدمير الواسع في الطلب على النفط الخام والوقود بعد تراجع حركة التنقل في أغلب دول العالم.
وقد تكون قضية مد العمل بتخفيضات الإنتاج الواسعة، أحد متطلبات المرحلة الصعبة الراهنة، لكن الأمر ما زال مطروحا للتشاور والنقاش بين المنتجين حتى موعد الاجتماع الوزاري الموسع لدول «أوبك» وحلفائها في أول كانون الأول (ديسمبر) المقبل، ولا سيما أن بعض المنتجين ما زال يرى ضرورة أن يلتزم جميع الأعضاء أولا بحصص الإنتاج الحالية قبل التفكير في تمديد تلك التخفيضات.
إلى ذلك قال تسوتومو سوجيموري رئيس اتحاد البترول الياباني، أمس، إنه يتوقع أن ترجئ «أوبك» وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم «أوبك +»، على الأرجح، خطة لزيادة الإنتاج في كانون الثاني (يناير)، وأن يلتزموا بالتخفيضات القائمة البالغة 7.7 مليون برميل يوميا.
وأوضح أن الطلب في اليابان على البنزين ربما ينخفض بشكل أكبر مجددا في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) بسبب ارتفاع الإصابات بكوفيد - 19 مجددا في الآونة الأخيرة.
وأفادت بيانات من "رفينيتيف أيكون" وحسابات لـ"رويترز" أمس، بأن طاقة تكرير النفط الأساسية المتوقفة في روسيا لتشرين الثاني (نوفمبر) روجعت بالزيادة 8 في المائة، مقارنة بخطة سابقة إلى 2.061 مليون طن.
وأظهرت البيانات أنه لم يطرأ تغير على الطاقة المتوقفة لكانون الأول (ديسمبر) عن الخطة السابقة عند 0.492 مليون طن.
وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة بنحو 400 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع قبل الماضي، كما صعدت مخزونات الخام الأمريكية، حيث كشفت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، عن زيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط إلى 10.900 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مقارنة بـ10.500 مليون برميل يوميا في الأسبوع السابق له.
وانخفضت واردات الولايات المتحدة من النفط بنحو 245 ألف برميل يوميا في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 5.25 مليون برميل يوميا، كما تراجعت صادرات النفط في الولايات المتحدة إلى 2.74 مليون برميل يوميا في الأسبوع الماضي، لتصل إلى 762 مليون برميل يوميا.
وبالنسبة إلى صافي واردات الخام الأمريكي "الفارق بين الصادرات والواردات"، فتراجع بنحو 228 ألف برميل يوميا، مسجلا 2.50 مليون برميل يوميا. وعلى صعيد المخزونات الأمريكية من النفط، فارتفعت بنحو 0.8 مليون برميل خلال الأسبوع نفسه عند مستوى 489.5 مليون برميل، في حين ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 2.6 مليون برميل.
وأعلنت الشركة العامة لأعمال القطر والإنقاذ والخدمات البحرية، أمس الأول، أن ناقلة النفط MONTE URQUIOLA رست على رصيف شركة الخليج العربي في ميناء الحريقة النفطي لشحن مليون برميل نفط خام، بعد تقديم الخدمات البحرية لها من قبل معدات الشركة.
وقال مصطفى صنع الله رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، إن إنتاج ليبيا من النفط الخام بلغ نحو مليون و250 ألف برميل يوميا، ليتجاوز الإنتاج مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ 2014 بعد أقل من شهرين على إعلان الجيش الليبي استئناف التصدير.
وفي 17 من أيلول (سبتمبر) الماضي أعلن المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، استئناف تصدير النفط شرط عدم استخدامه لتمويل الإرهاب، نتيجة مشاركة فعالة في الحوار الليبي - الليبي الداخلي، مع أحمد معيتيق نائب رئيس المجلس الرئاسي، بهدف رفع المعاناة عن المواطنين.
وفي 11 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا رفع حالة القوة القاهرة عن حقل الشرارة النفطي كآخر إغلاق للمنشآت النفطية في البلاد.

الأكثر قراءة