ثقافة وفنون

السينما السعودية .. سوق مليارية في غضون 5 أعوام على الأكثر

السينما السعودية .. سوق مليارية في غضون 5 أعوام على الأكثر

ارتفاع إيرادات شباك التذاكر السعودي جاء من خلال 260 شاشة فقط.

السينما السعودية .. سوق مليارية في غضون 5 أعوام على الأكثر

التعطش إلى السينما في المملكة لم يكن على حساب النوع والجودة.

تفردت السينما السعودية خلال عام 2020 بسمة التوسع والنمو عالميا، وكذلك الأكثر ربحا في الشرق الأوسط، رغم الانخفاض الحاد الذي شهدته عائدات شباك التذاكر عالميا، إثر الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا، ليخالف السعوديون هذا الاتجاه.
يأتي هذا النمو مصاحبا لاتفاقية جديدة وقعتها "نتفليكس" العالمية مع استوديوهات شركة "تلفاز 11" السعودية، لإنتاج ثمانية أفلام جديدة، يطرح أولها أواخر عام 2021، تتويجا لنجاح تجربة مجموعة أفلام "ستة شبابيك من الصحراء"، ومواكبة شغف السعوديين بالفن السابع.
73 مليون دولار
كشف عن أرقام مبيعات السينما السعودية في منتدى META Cinema، الذي عقد في دبي الشهر الماضي، وبينت الأرقام أن السوق السعودية تجاوزت السوق الإماراتية، التي تعد الأكثر ربحية في المنطقة وحققت 51 مليون دولار في 40 أسبوعا، فيما حقق شباك التذاكر في المملكة أكثر من 73 مليون دولار للفترة ذاتها، بزيادة مليوني دولار مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2019.
ووفقا لكاميرون ميتشيل الرئيس التنفيذي لشركة فوكس سينما، الذي نقلت تصريحاته مجلة "فاريتي" الأمريكية، فإن سوق السينما في السعودية الوحيدة على مستوى العالم التي استطاعت التوسع في عام 2020، ونمت بمعدل 4 في المائة، رغم ظروف إغلاق دور السينما حينما فرضت السلطات حظرا للتجول لمواجهة تفشي كورونا، متوقعا نمو المبيعات في المملكة بنسبة 8 في المائة، وبلوغها حاجز 120 مليون دولار، فيما ستبلغ في الإمارات 60 مليون دولار، وذلك ضمن إيرادات سوق المنطقة، التي تقدرها هوليوود بـ220 مليون دولار، نصفها ستكون سعودية.
وفي دلالة على تأثير الجائحة في سوق التذاكر السينمائية في منطقة الشرق الأوسط، فقد بلغت مبيعاتها خلال عام 2019 نحو 600 مليون دولار، منها 110 ملايين دولار من نصيب السينما السعودية.
ويشير متخصصون إلى أن سوق التذاكر في المملكة أصبحت علامة فارقة في المنطقة، التي استأنفت نشاطها في عام 2018، بعد حظر دام نحو أربعة عقود، وتكشف في نشاطها الحالي تعطشا للسوق للتعرف على هذه التجربة، ولا سيما من جيل الشباب، الذي يشكل نحو 70 في المائة من المواطنين.
كما يذكر ديفيد هانكوك محلل شركة "أوميديا" أن السعودية تسير على الطريق الصحيح لتهيمن على أسواق المنطقة، بسوق مليارية في غضون خمسة أعوام على الأكثر، وواحدة من أكبر عشر إلى 15 سوقا في العالم.
أرباح 260 شاشة فقط
أشارت المجلة الأمريكية الأسبوعية، في تقريرها، إلى أن الغريب والمثير في الأمر أن ارتفاع إيرادات شباك التذاكر السعودي جاء من خلال 260 شاشة فقط، بينما يعمل في الإمارات ضعف هذا الرقم، بمعدل 614 شاشة.
وفي تفسير للعلاقة بين عدد شاشات العرض والعائد المالي، أوضحت المجلة أن متوسط أسعار التذاكر في السعودية يصنف بأنه الأعلى في المنطقة، ويبلغ 17.60 دولار، وفي الإمارات 12.80 دولار، أما في الكويت 11.90 دولار، وربما هذا يفسر الإيرادات العالية، إضافة إلى إقبال الجمهور على المقاعد المحدودة، في حين تشير المعلومات إلى أن السوق السعودية ستحتضن 700 شاشة قيد التشغيل بنهاية عام 2021.
وتعاني السينما العالمية هذا العام انخفاضا في شباك التذاكر، بلغ 80 في المائة، أما الخسائر التي أصابت قطاع السينما فكانت فادحة، منها توقف أعمال التصوير، وإغلاق دور العرض، وفقدان آلاف العاملين وظائفهم، وخسائر وصلت - بحسب تقديرات - إلى 30 مليار دولار.
8 أفلام جديدة
في السياق ذاته، واستكمالا للتميز والطلب على السينما السعودية، أبرمت شركة "نتفليكس" للبث الرقمي اتفاقية شراكة مع المجموعة السعودية للإنتاج والتمويل، المعروفة باسم "تلفاز 11"، لإنتاج ثمانية أفلام جديدة، يرى أحدها النور مع نهاية العام المقبل.
ولم تخف "نتفليكس"، في بيان لها، ما تحقق من نجاح للأفلام الستة التي عرضتها للشركة نفسها، وحملت عنوان "ستة شبابيك من الصحراء"، التي حازت جوائز، وعرضتها أمام جمهور 190 دولة، بلغات متعددة، في خطوة باركها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، واصفا إياها عبر حسابه الرسمي على "تويتر" بأنها "خطوة رائعة".
في حين قالت نهى الطيب رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لدى "نتفليكس"، "إن الشركة تؤمن بأن القصص الرائعة يمكن أن تأتي من أي مكان وتثير إعجاب المشاهدين أينما كانوا، ولهذا السبب يعملون على توسيع مكتبتهم من المحتوى السعودي، وإبراز جمال القصص السعودية، من خلال العمل جنبا إلى جنب مع صناعها، لإنتاج قصص حقيقية ومثيرة للاهتمام سيكون لها صدى واسع بين الجماهير العربية والعالمية".
ولقي خبر الشراكة تفاعلا إيجابيا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا أن "تلفاز 11" اشتهرت بإنتاجها النوعي، وبرامجها على "يوتيوب" التي تحقق مشاهدات عالية، وهي استوديوهات سعودية أسسها كل من علاء يوسف فادان، وعلي الكلثمي، وإبراهيم الخير الله.
ليس على حساب الجودة
التعطش إلى السينما في المملكة لم يكن على حساب النوع والجودة، وهذا ما أثبته فيلم "321 أكشن"، الذي تعرض لانتقادات حادة من الجمهور، وإن كان بعض الانتقادات خالطته المبالغة، وصبت أغلبية التعليقات انتقاداتها على الممثلين، الذين لا يتمتعون بالخبرة الكافية، وأغلبيتهم قدموا من منصات التواصل، دون أي أعمال فنية سابقة.
ولقي وجود بعض شخصيات الفيلم ردود فعل وصفت بـ"العنيفة"، رغم مرور أقل من أسبوعين على عرض الفيلم على شاشات السينما، وتدور أحداث الفيلم الذي ألفته الفنانة ميساء مغربي حول ممثلة معتزلة تفرغت لرعاية ابنتها، لكنها تقرر التراجع عن اعتزالها والعودة إلى التمثيل من خلال فيلم جديد، ويقع عديد من المفارقات الكوميدية خلال تصوير الفيلم الجديد، ويشارك فيه مع مغربي عدد من الممثلين، مثل: ماجد مطرب، والشاعر زياد بن نحيت، خالد يسلم، نور الدين يوسف، راكان عبدالواحد، عبير سندر، هنا زهير، في فؤاد، وعبدالعزيز الدليجان المعروف باسم "دايلر".
ودافعت الفنانة ميساء مغربي في لقاءات تلفزيونية عن العمل بأن هناك من "جيّش" الرأي العام ضد المشاهير المشاركين في فيلم "321 أكشن"، وقالت "إنها حملة مدبرة مدفوعة الأجر، ظلمت العمل في أول أيام عرض الفيلم، رغم أنها عادة لا تؤمن بنظريات المؤامرة"، لكنها استدركت حديثها بقولها "ربما أسأنا اختيار النجوم، رغم أنهم جيدون فنيا"، ونفت ما أشيع عن ميزانية الفيلم التي قيل إنها تجاوزت 13 مليون ريال، وكشفت أن ميزانية الفيلم بلغت نحو مليون دولار، وتنازلت عن أجرها دعما لفكرته.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون