ملفات تربوية على طاولة وزير التربية الجديد.. مشروع "التطوير" والمدارس المستأجرة والعلاقة مع المعلمين

بينما يباشر الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم الجديد، عمله في الوزارة، لرسم مستقبل نحو خمسة ملايين طالب وطالبة في المملكة، إضافة إلى أكثر من 400 ألف معلم ومعلمة، يتوقع أن تزدحم طاولته بكم من الملفات الساخنة لعل من بينها مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم الذي رصد له أكثر من سبعة مليارات ريال، ومشكلة القضايا المرفوعة من قبل المعلمين، والقضاء على المدارس المستأجرة.
والوزير الجديد هو رجل استخباراتي عرف بقربه من الملك عبد الله حيث كان قد شغل وكيل الحرس الوطني في المنطقة الغربية، وعرف بشغفه بالتصوير الفوتغرافي حيث أقام عدة معارض، وهو صاحب صور نادرة للملك عبد الله من خلال مرافقته الدائمة له.
ويعتقد قريبون من الوزارة أن من بين العوائق التي تواجه وزارة التربية والتعليم في الوقت الحالي، عدم استكمال توافر الأراضي، في الوقت الذي سعت فيه الوزارة سابقا إلى إيجاد حلول مناسبة وتوفيرها مع وزارة المالية والشؤون البلدية والقروية. وتشير آخر الإحصائيات الصادرة من وزارة التربية والتعليم فإن عدد المدارس الحكومية في مراحل التعليم العام في المملكة أكثر من 4735 مدرسة حكومية مقابل 4242 مدرسة مستأجرة لعام 1427/1428هـ، ويدرس فيها نحو 2351819 طالبا وطالبة.
في حين، ما تم حصره بالنسبة للاحتياج المتبقي لإدارات التربية والتعليم –تعليم البنات- بحسب الخطة التي وضعتها الوزارة، بالنسبة للمشاريع التي ستحل محل المباني المستأجرة، كانت نحو 1000 مشروع مدرسي، مستثنية المدارس التي يقل عدد طالباتها عن 50 طالبة وعددها نحو 850 مدرسة. ومعلوم أن وزارة التربية والتعليم السابقة قد حددت موعدا أقصاه 1433هـ للانتهاء من المباني الحكومية للقضاء على المباني المستأجرة تماما، هل ستتمكن الوزارة الحالية من الانتهاء من هذه المشكلة في نفس الموعد؟
في حين، بدأ مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم يدخل عامه الثالث ولم يبق له سوى ثلاث سنوات، وثمة مشاريع كبيرة مع شركات تقنية وأخرى متعلقة بالمشاريع الإنشائية وأخرى متداخلة مع صلب العملية التعليمية، ومن نظرة عامة للمشروع يلاحظ أنه يسير ببطء، فالمشروع لم ينفذ إلا في 50 مدرسة على مستوى المملكة، هل ستتمكن الوزارة الحالية من السير بمشروع الملك عبد الله بخطى أسرع لتشمل عملية التطوير جميع مدارس المملكة في نفس مدة المشروع (6 أعوام)؟
#2#
كما أن أنظار المعلمين تتجه حاليا إلى ملفهم الذي يتعلق بمنحهم الدرجة المستحقة، هل سيؤدي هذا التغيير الوزاري إلى نسيان هذا الملف واستمرار المعاناة؟ أم ستعمل الوزارة الحالية على حل هذه المشكلة وإنهاء قضيتهم المتمثلة في منحهم الدرجة المستحقة على المستوى الجديد الذي نالوه بتوجيه من المقام السامي؟
وتلتزم وزارة التربية والتعليم بتعيين خريجي كليات المعلمين، لكن المشكلة أن هناك دفعات سابقة تخرجت خلال فترة تحول الكليات إلى وزارة التعليم العالي، فلم تعد التربية والتعليم ملتزمة بتعيينهم، في حين ما زالوا يعلقون آمال على تعيينهم في وظائف معلمين وفقا لاحتياج وزارة التربية والتعليم، خصوصا أن شهاداتهم لا تؤهلهم للعمل في وظيفة أخرى غير التدريس.
ويأتي التغيير في الوقت الذي اعتزمت وزارة التربية والتعليم العام المقبل بالبدء في تطبيق نظام رتب خاصة بالمعلمين (معلم، معلم أول، معلم مشرف، خبير)، وسيحصل المعلم من خلالها على عدد من الميزات منها: تخفيف النصاب، تسهيل النقل، حضور مؤتمرات وندوات عالمية وغيرها. هل سيزيد هذا القرار من عطاء المعلمين ويحفزهم على التميز؟ وماذا عن تطبيقه على أرض الواقع؟
ولا تزال مشكلة تحسين مستويات أوضاع المعلمين قائمة وشائكة بين الوزارة التي أكدت تحسين المستويات دون فروقات، بينما طالب عدد كبير من المعلمين بضرورة تطبيق التحسين مصحوبا بالفروقات، وبالتالي عدم مساواة المعلمين القدامى بالجدد في المستويات.

بن معمر:
#3#
في هذا السياق، شدد فيصل بن معمر نائب وزير التربية والتعليم، على ضرورة ضمان مخرجات تعليمية متسلحة بالقيم والحوار والاعتدال والوسطية والتسامح، متطلعا إلى أن يسهم من موقعه الجديد في تطوير العمل التربوي والتعليمي وفق البرامج والخطط التطويرية الطموحة في وزارة التربية والتعليم، القائمة على الشراكة الفاعلة بين المؤسسات التربوية والتعليمية وبين مؤسسات المجتمع الفاعلة، في طليعتها مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المملكة.
وقال ابن معمر " أعاهد الله ثم مليكي وأبناء وطني آباء وأمهات وأبناء، أن أكون أمينا على ما اؤتمنت عليه بما يرضي وجه الله أولا ثم ما يحقق تطلعات الدولة والمجتمع من العملية التربوية والتعليمية".
ورفع ابن معمر أسمى عبارات الشكر وعظيم تقديره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإلى ولي عهده بمناسبة الثقة الملكية الكريمة بتعيينه نائبا لوزير التربية والتعليم.
وقال يشرفني أن أرفع إلى مقام خادم الحرمين الشريفين أسمى آيات الشكر وعظيم التقدير، والثناء لمقام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، على ما حظيت به من ثقة سامية كريمة غالية وتشريفي وتكليفي بالعمل في خدمة الدين والوطن من خلال منظومة العمل التربوي والتعليمي.
ودعا ابن معمر أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، وأن يكون عند حسن ظن القيادة، وأن يديم على البلاد العز والأمن والرخاء.