ثقافة الشتائم ومطلقة الأحساء

ثقافة الشتائم ومطلقة الأحساء

ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي تصف زوجة بعلها بأوصاف غير مناسبة كأن تصفه بالحمار!
ولا تسألوني كيف علمت بهذا؟ أو أنني أضع هذه العبارة لأن زوجتي تطلق هذا الوصف عليّ مراراً وتكراراً. بل لأن في مجتمعنا فئة اعتاد أفرادها على مناداة بعضهم بعضا بأسماء الحيوانات. ومدى قبول الشخص هذه الأسماء يعتمد على نوع الحيوان فالأسد ليس كالبغل، ولا الغزال كالبقرة وإن كنا نأخذ من البقرة ما هو أهم من لحم الغزال.. فالعادات لها دور كذلك في الموضوع.
من الشتائم الرجالية والنسائية: يا حمار(ة).. يا كلب(ة).. يا بقرة.. يا قرد(ة).. يا ثور(ة) بالرغم من أنّ أنثى الثور هي البقرة.
يعتاد الفرد على هذه المصطلحات، ثم نتساءل عن أسباب مشكلات نفسية كثيرة نعانيها.. ألقاب مفتوحة للاستخدام بلا حدود ولا مراعاة للعواقب.. في معاقل التربية.. في مدارس.. في بيوت.. تنتشر هذه العادة..!
وقصة مطلقة الأحساء لا تخبرنا عن زوجة غير مؤدبة بل إنها غير حكيمة أيضاً لأنها تتناول شؤون بيتها الداخلية في حضرة الآخرين. وهي ليست الوحيدة فهناك أخريات وآخرون. أفلا يوجد من الرجال من يتحدث عن زوجته ومشكلاته معها لدى الآخرين؟! ألا يوجد من النساء من تعيش تحت وطأة رجل ليس برجل في تعامله معها؟ بل لا تجد أباً أو أخاً يحتضن ضعفها ويدعمها؟! بل إن عليها الصبر والكف عن الشكوى!!
لست في مكان الدفاع عن المرأة ولا الرجل هنا،.. نعلم أن هناك شقا، وكذلك نمتلك الرقعة، لكننا قد لا نعلم كيف نضع الرقعة.
شخصياً أرى أنّه كان بإمكان الزوج معاقبة زوجه بمنعها من زيارة صديقاتها والحصول على كماليات تحبها حتى تعتذر، لأن المجتمع سيكون في ورطة كلما قام زوج بطلاق زوجته على سفاهة تصدر منها؛ فما أجمل أن يربيها وما أجمل أن تنصاع وتعي هي بعد ذلك.. فلا طعم للزواج دون مكدرات.
كان بإمكان الزوج معاتبة الزوجة ومناقشتها حول الوصف الذي أطلقته عليه، فهذا ليس ضعفاً بل تعاطياً مع الحدث، وليس أول العلاج لكل جزء مصاب القطع، أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

عدد القراءات 854 نشر في 2008/12/3

الأكثر قراءة