التواصل أصبح نادراً ولا أحد يعرف جيرانه

التواصل أصبح نادراً ولا أحد يعرف جيرانه

انتشرت في المجتمعات الخليجية ظواهر عدة تتمثل في عزوبة الشباب وعنوسة الفتيات، فهل لهذه الظاهرة علاقة فعلية بغلاء المهور؟ وهل تؤثر البطالة في الأمر؟ وما الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مؤسسة الزواج؟
المؤكد ـ وفقا للمؤشرات الإحصائية المتاحة ـ أن ممارسات أخرى بدأت تطفو على السطح، وتسبب مشكلات متعددة.
طرحنا هذا الموضوع في المجلس ووجد متابعة وردودا مميزة لأهمية الموضوع وتعانقه مع اهتمامات الشباب من الجنسين وكانت الحصيلة مثيرة ومثرية فلنقتسم متابعتها.
في البداية ترى (وفاء) أن هناك أسرا كثيرة لا تضع المهر شرطا للزواج. أعرف فتيات كثيرات يرغبن في الزواج. المشكلة في الشباب بالمناسبة: شكرا على سرعة التجاوب مع الشكوى. وتؤيدها أمل وترى أن غلاء المهور ليس السبب فهناك تغير في تفكير الشباب في موضوع الزواج، ويقول (عبد الله) عندنا خوف من الزواج، واعتقاد أنها نهاية الحرية والسعادة والاستمتاع بالحياة. (حمد المبطي) رأى أن عزوف الشباب بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار وكثرة المصاريف إضافة إلى أن أغلب البنات صرن لا يرغبن في الأخلاق لأن الأهم كم في رصيد العريس. أما (عنان) فيقول الزواج سكن ويقترح لو كان هناك دورات للراغبين في الزواج، حتى يعرفوا كيف يتعاملون مع المرأة وبشيء من السخرية يعيد (درويش) السبب إلى نانسي عجرم وهيفاء وهبي، فالشباب يريدون زوجات مثلهما أما (المسعودي) فيرى أن السبب الأول عدم وجود وظيفة وإذا كان عنده وظيفة رفعوا عليه المهر، ويتساءل أين نذهب دلوني، منتشي يرى أن الموضوع له علاقة بانفتاح الناس على الفضائيات، وأن تأخر سن الزواج من الأمور التي انتشرت عالميا ونحن جزء من العالم وغلاء المهور سبب والبطالة كذلك.
( فهد) يؤكد أن المهور غالية. ويتحدث عن نفسه قائلا: أنا واحد من الشباب وصلت 30 عاما وما تزوجت كلما ذهبت إلى ناس قالوا 60 ألف 70 ألف 80 ألف. غير الأشياء الباقية مثل القصر وإيجار الشقة وغيرها وأنا راتبي خمسة آلاف ريال لا أحد يحط سبب غير المهور لأنها هي السبب الرئيس. ويحكي (سلطان) تجربته أيضا فيقول: أنا صار عمري 38 سنة ولم أتزوج تدرون لماذا؟ ما عندي أخوات يبحثن لي عن عروس فماذا أفعل؟ أما (شاب صريح) فكان صريحا جدا وقال: للأسف الحرام أرخص من الحلال والسفر أصبح هو الحل لكثير من الشباب وأنا منهم ليس مجاهرة، ولكن لكي يتضح لكم أن المؤشر مرتفع في هذه الناحية وقد تصل إلى نسبة 60 في المائة من الشباب وجد طريقة غير شرعية لإشباع غرائزه. أرجع وأقول للأسف الحرام أرخص من الحلال. طبعا هذا الكلام ما راح يحرك أحد. أنا لي خمس سنوات أجمع مهر وأتزوج لم أستطع فعل ذلك. وطبعا لأن هذا الأمر غريزي وفطري فإن للصبر حدودا. سقطت مني كل القيم والشيم ولم أعد أبالي لا بقيم ولا غيرها. ومع أني كنت أحتقر من يسافر لفعل مثل هذه الأمور. ولكن الآن عرفت السبب الحقيقي لذلك. عندما يكون لدي في حسابي 20 ألفا فإنها لن تزوجني ولكنها ستجعلني أقضي شهر عسل رائع خارج المملكة. وأتمنى أن يتغير الحال ونستطيع أن نتزوج بالحلال. لذلك مقولتي صحيحة "للأسف الحرام أرخص ماديا بكثير من الحلال"، والوضع سيكون خطيرا في السنوات المقبلة إذا لم يحصل تغيير وحل جذري.
محمد المغربي رد على شاب صريح وقدم له نصيحة أن يراجع نفسه فيما كتبه، الحرام أرخص من الحلال، أرجوك كل الرجاء أن تستغفر الله. أولها المجاهرة والثانية تشجيع الآخرين على الطريق نفسه، وأنا واثق كل الثقة بأنك تعلم مضار ذلك من الناحية الصحية والاجتماعية وقبلها الدينية. أخيرا أخي أقول لك إنني تزوجت وأنا أقل من ميسور الحال، والحمد لله الآن فوق المتوسط. أبنائي خمسة لم يولد واحد منهم إلا وحصلت على درجة في وظيفتي وعندما رزقني الله توأما أصبحت اليوم التالي وقد بشرني المدير العام بدرجتين.
ويسرد آخر لم يذكر اسمه تجربته فيقول: الزواج إرهاق ومصاريف كثيرة يتكبدها الرجال لما نخطب يقولون المادة ما تهمنا وبعد الملكة يتضح كل شيء طلبات وراء طلبات وإن ما لبينا زعلت العروسة وتقول بخيل، والله استغلال فاضح من قبل البنت لزوجها ولا تفكر في مراعاة ظروفه ما دام يقدر ويحب يلبي لها طلباتها نصيحة أخوية: زواج الأقارب صديت عنه وقلت البعيد أفضل ولكن للأسف القريبة تقدر وضعك أكثر من غيرها، ويعلق (طاهر حزام) من اليمن فيقول: ليس هناك اختلاف في الأسباب فالسبب الأكثر شيوعا حتى في اليمن هو المغالاة في المهور، يسروا ولا تعسروا. إضافة إلى تكاليف حفلات الزواج. وكل واحد يريد أن يقلد الآخر في حفل الزواج. وفي اليمن أيضا ظهرت ظاهرة الزواج الجماعي وهي ظاهرة جيدة لكن هناك من الأسر والفتيات أصبحن يرفضن هذا الزواج، فهن يهدفن إلى أن يشار إليها بالأصابع "فلانة عملت عرس ولا ملك الزمان".
(منصور) يعلنها صريحة: الغلاء مرفوض في كل الأمور، ولكن من يريد الزواج فسيساعده الله على إكمال دينه، المشكلة يقولون غلاء المهور ولكن ما يصرف خارج إطار المهر أضعافه سواء لأهل العروس أو لحفل الزواج أو للهدايا أو السفر لشهر العسل... إلخ والرغبة في تقليد الآخرين وفلان وفلانة ليست أفضل مني وغيرها.
ويضيف (شرقاوي): لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إذا كانت البنت وأهلها على استعداد لتقدير ظرف العريس فسيكتب لها الله نصيبها الذي تستحقه بقدر صفاء النية، أما والله إذا كانت تتطلع للبرستيج والمظاهر والسفر والهدايا والقاعة الفخمة وجملة من الطلبات المرهقة فعليها الانتظار والصبر ولكن لازم تحط في بالها العنوسة.
(عبد المنعم الحسين) يقول: بصراحة الإنسان إذا أراد الشيء فعله. أنا أرى أن غلاء المهور أعذار واهية. لا أنكر أن بعض الناس لا تملك المبلغ الكافي للزواج، لكنها تملك ما يزوجها إذا أرادت ذلك. مثلا أنت يا الشاب لا تضع شروطا صعبة باختيار البنت. اختر بنتا على قدك (إلا إذا كان الطمع موجودا، فهذا شيء ثاني). لا تقنعني يا أخي الشاب أن البنت التي أقل منك مستوى ماديا ستطلب أكثر مما عندك. وأوجه كلامي للبنات لا تتشرطن كثيرا ـ جزاكم الله خيرا ـ، مع أني أرى أن البنت الراغبة في الزواج والعاقلة ليست ذات شروط صعبة بل شروط معقولة.
محمد يرى أن المشكلة في ثقافة الزواج للجنسين المهر والقصر ومصاريف ليلة الدخلة وشهر العسل وتأثيث الشقة وبنات حوا لازم مثل فلانة وابن آدم اللي ما يتعب فيه سهل يخليه ويشوف غيره.
الحل عندي لكم جميعا نتنازل عن كبريائنا شوي ونرضى بالقليل الوسط ما فيه حفلة خطوبة، الشقة (غرفة نوم على القد ألفين ريال، تجهيز مطبخ أربعة آلاف ريال، ألفي ريال تكييف، أربعة آلاف أثاث بسيط)، مهر(20 ألف) وزواج في الاستراحة (ثلاثة آلاف حد أقصى) وذبيحتين واجمع الحبايب.
ورأى مهندس أن الحقيقة ليست المهور هي المشكلة في الوقت الحالي لأن المهور، وكما نعلم ليست مثل ذي قبل فقد تبدل الحال.هناك عدة مشاكل من ضمنها: ليس هناك وعي كامل لدى المجتمع بأهمية الزواج والاستقرار. وجود البطالة بين أوساط الشباب والفتيات.عدم الشعور بالمسؤولية عند الشباب مما قد ينفرهم من الزواج تقصير الأهل في التوعية لأبنائهم.
أبو ناصر يقول قرأت الموضوع بإمعان وقرأت التعليقات وفي رأيي المتواضع أن المشكلة بعدم الاتصال بين الطرفين (العروسين) والتفاهم بينهم على أمور كثيرة والاتصال الآن متوافر ويكفل الأهل الاحتياطات الأزمة لابنتهم وأرجو من العروسين أن يكون التفاهم على مستقبلهم وحل المشاكل بعد الزواج وكذلك الابتعاد عن المجاملة.
ويحكي متصفح لم يذكر اسمه تجربته فيقول: أنا شاب عاقد قراني منذ سبعة أشهر ولم أستطيع أن أتزوج أو أدفع ريال من مهري علما أن مهري 40 ألف ريال, لكن وربي يشهد عليّ أقساط سيارة وقروض لأنني بنيت للهروب من كابوس الإيجار ولم يتبقى من راتبي سوى مصروفي الشهري أنا وسيارتي، وأما البيت يصرف عليه الوالد من الشؤون الاجتماعية علما أن راتب الوالد من الشؤون الاجتماعية لا يتجاوز ثلاثة آلاف ريال مع وجود عائلة. المهم أنني متكل على ربي وإن شاء الله يحلها.

عدد القراءات: 1990

الأكثر قراءة