منافسة دولية وزيادة الطلب على الإطارات المتطورة

تضاعف حجم إنتاج و حصص السوق الصينية من إطارات السيارات و ذلك وفق المعلومات الواردة عن الشركات المصنّعة للإطارات في الصين.
يأتي هذا في وقت تتزايد فيه أعداد و حجم نشاط الشركات التي تعتبر نفسها كبرى الشركات المصنّعة للإطارات في المنطقة. وفي الحقيقة فإن تداخل أعمال و نشاطات تلك الشركات و تنوعها لا يعطي مصداقية كبيرة لما أعلنته كما أنه لا توجد إحصاءات رسمية حول الموضوع .
ولكن المؤكّد أن كل المجموعات و الشركات و المصانع تتوقع نمواً واضحاً وزيادة في طاقتها الإنتاجية . ولا تمنع تلك الشركات نفسها رغم هذا من دق ناقوس الخطر بسبب تراجع الطلب الواضح على منتجات شركة ميشلين العالمية في مجال تصنيع الإطارات. ويقول البعض إن على شركة ميشلين أن تكرر ما اتخذته من إجراءات العام الماضي حيث قررت تسريح موظفيها و وقف الإنتاج في المنطقة إلى حين حدوث تغيير في الطلب.
ويفيد تحليل للسوق قامت به شركة بيرللي الإيطالية العالمية في مجال تصنيع الإطارات أن سوق الإطارات الصينية تعزز حصتها من السوق العالمية بما يصل إلى ثمانية مليارات دولار، أي 9 في المائة من تلك السوق. ويتوقع ارتفاع حجم الإنتاج في القطاع حتى عام 2010 بنحو 50 في المائة بما يعني ضخ نحو 200 مليون وحدة ذات جودة أفضل .
وكانت الصناعة الصينية المحلية قد تبنت في السابق تقنية عجلات الرايوان السيلولوز القديمة. أما الآن فإن صناعة الإطارات الحديثة تزداد بصورة واضحة. و تزداد المنافسة بوضوح في السوق الصينية حيث تفيد مصادر مطلعة أن وجود 325 مصنعاً للإطارات في الصين تنتج مجتمعةً نحو 133 مليون إطار في السنة معظمها لاستخدامات السيارات الاقتصادية ذات الاستخدامات المتعددة و الخفيفة. ويخصص 50 مليونا منها لاستخدامات السيارات الصغيرة و الخاصة. وإذا أردنا إجراء مقارنة فإننا نقول إن ألمانيا تنتج نحو 60 مليون إطار للسيارات الصغيرة و الخاصة سنويا في حين لا يزيد معدل الإنتاج الصيني على 410 آلاف إطار وهذا يعتبر قليلاً نسبياً، بحيث يجب إدماج تلك المصانع
وتتوقع المصانع الأجنبية اتخاذ خطوات و إجراء عمليات تحديث و تطوير، حيث تؤسس شركات مشتركة مع الشركات المحلية بطاقات إنتاجية كبيرة. وهنالك خطط طموحة على سبيل المثال في ظهور كومهو، إذ شهد عام 2004 تصنيع هذه الشركة الكورية الجنوبية نحو سبعة ملايين إطار، و من المفترض أن يصل حجم الإنتاج إلى 20 مليون إطار في عام 2007 و لا تستطيع الشركات مقاومة إغراء حدوث نمو سريع في ظل انخفاض أجور الأيدي العاملة حيث تشكو منظمات العمل حتى الآن من أجور تصل إلى 0.42 دولار فقط في الساعة.
ويصب إنتاج كافة الشركات و المصانع لخدمة السوق المحلية في الأساس، ومع ذلك، فإن الاستيراد و التصدير يكتسبان أهمية، إذ إن نصف حجم الاستيراد ينتج في الأصل في اليابان. وتتبعها ألمانيا من حيث إنتاج إطارات السيارات الصغيرة بنسبة تعادل نحو 18 في المائة . إلا أن التصدير لا يلعب دوراً بارزاً حتى الآن في ألمانيا.
ومن الصين، يتم تزويد الولايات المتحدة الأمريكية بالأخص، وهونج كونج، والإمارات.
وأهم الشركات المزوّدة المصنّعة في المنطقة هي مجموعة الشركات الفرنسية ميشلين المتحدة مع شركة شانجهاي تاير واريور، Shanghai Tyre Warrior، وبيرللي الإيطالية، Pirelli، وهانكوك من كوريا الجنوبية، Hankook ، وكومهو من كوريا الجنوبية، Kumho. وهناك جوديير من الولايات المتحدة ، Goodyear، ويوكوماها اليابانية، Yokomaha، و سوميتومو اليابانية، Sumitomo، وشركة بريدجستون اليابانية، Bridgestone .
وتوقف مشروع الشركة الألمانية كونتيننتال Continental لإقامة شركة مشتركة, ولم تنجح كونتيننتال في وضع قدم لها في السوق الصينية من خلال صناعة الإطارات إلا أن هذا سيتغيّر قريبا.
ويقول مانفريد فينمير رئيس المجموعة إن شركته ستسعي لزيادة و دعم مركزها في الصين.
وتقول صحيفة "ربر جورنال" Journal Rubber إن مجموعة ترايانجل في مدينة شاندونج الصينية من بين الشركات المصنّعة المحلية الأوروبية التي تحقق حجم مبيعات كبير في السوق الصينية مؤكدة أن المجموعة تحتل المركز الرابع في حجم المبيعات في أسواق الصين .
وتبدو شركة جيتي تاير، Giti، كأكبر شركة صينية مصنّعة للإطارات وهو ما تؤكده الشركة نفسها في شانغهاي، حيث تمتلك شركة جيتي ستة مصانع، ويعمل لديها نحو 19 ألف عامل، وتنتج نحو 18.5 مليون إطار في السنة، منها ستة ملايين للتصدير. كما أقامت جيتي أخيرا شركة مشتركة مع شركة نوكيان، Nokian الفنلندية .
وتوصّلت كافة الشركات المصنّعة لإطارات السيارات إلى وجوب تحقيق نمو يفوق طلب السوق بما في ذلك أيضا شركة بيرللي التي لم يبدأ مصنعها الجديد نشاطه في مدينة يانزوهو في مقاطعة شاندونج الصينية إلا قبل ثلاثة أشهر فقط و يضم المصنع الجديد المخصص لإنتاج الإطارات الخاصة بالسيارات الصغيرة 750 موظّفاً وتصل طاقته الإنتاجية إلى 1.2 مليون إطار سنويا .
ويرى فرانسيسكو جوري، رئيس قسم الإطارات في مجموعة بيرللي الإيطالية أن هذه هي اللحظة المناسبة للاستثمار في الصين: ومنذ فترة قصيرة، لا تبدو مقاطعات الدولة منغلقة كالسابق، وأسواقاً ذاتية، بل منفتحة على المنتجات مع أجزاء أخرى من الصين. ولهذا يمكن أن يتم التزويد من خلال مصنع واحد إلى أنحاء الدولة كلها .

ويرى جوري أن معدلات النمو في سوق إطارات الشاحنات تقل كثيرا عن نظيراتها للسيارات الصغيرة وحسب تقديرات بيرللي فإن حجم الطلب تضاعف من عام 2001 إلى عام 2007 بنحو 40 مليون إطار في السنة.

والأكثر أهمية بالنسبة لجوري هي الظروف، وذلك لأن الصين استثمرت في العام الماضي الكثير من الأموال في بناء و تعزيز شبكات الشوارع لتتمكن العجلات عالية الجودة من السير على شوارع أفضل. وتبلغ حصة السوق من إطارات السيلولوز مثلاً، أو إطارات أحزمة الحديد نحو 20 في المائة من قيمة الإنتاج لاستخدام السيارات الاقتصادية ذات الاستخدامات المتعددة و الخفيفة، حيث من المفترض أن ترتفع هذه النسبة حسب توقعات شركة بيرللي حتى عام 2010 إلى 60 في المائة. وهذه العجلات التي تُعد أغلى سعراً بنحو 20 إلى 40 في المائة، تقدّم المزيد من الأمان على الشوارع المحسّنة، ومستوى جودة أعلى عند القيادة.
وتهدف بيرللي في هذا القطاع من السوق حتى عام 2006 إلى حصة من السوق الإجمالية لعجلات الشاحنات تبلغ نحو 3 في المائة. ويتضمن ذلك نحو سدس السوق من الإطارات عالية الجودة. وتضم مجموعة الشركات الدولية التي تعمل على التزويد بهذا النوع من الإطارات في الوقت الراهن هي، بريدجستون، Bridgestone، وميشلين، Michelin، وجووديير، Goodyear.
واستثمرت بيرللي في مصنعها للعجلات في الصين نحو 90 مليون دولار. وفي غضون العامين المقبلين تنوي المجموعة أن ترصد المبلغ نفسه في بناء مصنع لإنتاج إطارات السيارات الصغيرة و الخاصة. ويقول جوري إن شركة بيرللي تنتج في الصين لتزويد السوق المحلية الموجودة هناك إضافة إلي تزويد بعض الدول الموجودة في شرق آسيا. وتركز التقنية الجديدة لمجموعة بيرللي لإنتاج الإطارات من خلال المنشآت الآلية الصغيرة، على إنتاج مجموعة من الأحجام المختلفة من الإطارات عالية الجودة.