فتيات العاصمة يقتحمن "التسويق العقاري"

فتيات العاصمة يقتحمن "التسويق العقاري"

اتجه عدد من فتيات العاصمة إلى مهنة التسويق العقاري بعد أن أتعبهن حلم الحصول على وظيفة، وعلل الكثير منهن أن مهنهن الجديدة غريبة عن مجتمعنا، لا تحتاج إلى شهادة ولا دراسة، فكل ما تحتاج إليه العلاقات الرسمية وطلاقة اللسان, والأهم من هذا كله المعرفة البسيطة بأمور العقار، إذ إن هذه الوظيفة تتمثل في عملهن مسوقات عقاريات يعملن لحساب عدد من المكاتب التي تطمح إلى اقتحام السوق النسائية وعرض ما لديها من فرص واستثمارات عقارية، على النساء أنفسهن.
تقول حنان العبد الله المتخرجة في الجامعة منذ ثلاث سنوات، إن الملل بدأ يتسرب إليها بعد إيمانها بأنها لن تجد وظيفة جيدة لها بعد ماراثون طويل من البحث عن وظيفة تناسب تخصصها في علم الأحياء، فتقول إنه بعد ما يئست من البحث عن وظيفة ملائمة، شاءت الأقدار في يوم من الأيام أن تلعب مصادفة دور الوسيط بين مكتب والدها وبين امرأة أخرى كانت تبحث عن منزل، حيث إن والدها يمتلك مكتبا عقاريا.
وتزيد: إنها لم تكن تعلم أنها تقوم بعملية تجارية, واستطاعت أن تخرج من خلالها بمبلغ خمسة آلاف ريال كأتعاب في تلك العملية، مضيفة أن هذه العملية كانت الشرارة الأولى لعده صفقات تجارية أتمتها مع عديد من النساء، مشيرة إلى أنها تخرج من العملية الواحدة بمبلغ لا يقل عن أربعة آلاف ريال بحسب حجم الصفقة، موضحة أنها أتمت ما يفوق تسع عمليات, وأنها حاليا تفاوض في عمليتين جديدتين.
من جهتها, أكدت أم فراس المسوقة العقارية, أن فكرة التسويق العقاري كانت تراودها منذ فترة طويلة، خصوصا بعدما توفي والدها وقضوا مدة تفوق السنتين في البحث عن منزل مناسب بسبب عدم وجود محرم, وأن العمليات العقارية يحتكرها الرجال تماما.
وتقول أم فراس إنها استطاعت إقناع إحدى صديقاتها بأن تتوسط لها للعمل لحساب مكتب أخيها للتسويق عن عقاراته في الجلسات والتجمعات النسائية، مبينة أنها مهنة بسيطة ولا تحتاج إلى مجهودات جبارة، فكل ما تحتاج إليها طلاقة اللسان والثقة بالنفس، موضحة أن عديدا من النساء يثقن بالنساء أكثر من الرجال، كما أن المرأة تفهم ما تحتاج إليه المرأة عندما تبحث عن منزل لها، وكلها أسلحة استطاعت توفيرها في عملية التسويق. وحول الحرج من مهنتها أكدت أنها بداية كانت تخجل من التعريف عن نفسها كمسوقة عقارية، إلا أنها مع التعود وتكرار العمل انزاح جميع ما كان يصيبها، كاشفة أنها تقوم حاليا بالعمل لدى أكثر من مكتب وأن الطلبات لديها بالعشرات, معظمهن اخترن العقار كخيار آمن من البوار بعد أزمة الأسهم.
وفي الموضوع نفسه تحدثت نهلة العمران المسوقة العقارية التي تترأس مجموعة من المسوقات العقاريات، فتكشف أنها كانت الذراع اليمنى لزوجها في استثماراته العقارية، إلا أن وفاته جعلتها في فوهة البركان وأن عليها إدارة العمل وحدها، عندها انطلقت شرارة العمل مع النساء في بيع وشراء العقارات، واصفة التعامل مع النساء بالممتاز وأنهن أضمن من الرجال في البيع والشراء، كما أن الغيمة تنجلي وتستطيع التحدث بحرية مع النساء عندما يردن شراء أو بيع أو استئجار العقار، مؤكدة أن المرأة تدفع أفضل من الرجل.
وأشارت العمران إلى نقطة جديدة في عالم العقار, حيث كشفت أنها تقوم حاليا بتصميم البيوت بأذواق وآراء نسائية، مبينة أن ذوق الرجل يختلف تماما عن ذوق المرأة عند شراء العقار، وهذا ما لمسته من تعاملها مع كلا الجنسين.
وحول المسوقات اللاتي تترأسهن وصفتهن بأنهن نساء أعمال المستقبل، حيث أشارت إلى أنها لا تقاضيهن بالراتب بل بالنسبة، إذ إن كل واحدة تحدد ما تستحقه من المكافأة بنفسها، مستذكرة إحدى المسوقات لديها التي تقاضت في إحدى العمليات مبلغ تجاوز 30 ألف ريال، منتقدة النساء اللاتي يبحثن عن وظيفة على مكتب، منوهة بأن السوق العقارية تحتاج إلى المزيد والمزيد من المسوقات العقاريات، مشبهة التسويق النسائي بمنجم الذهب الذي يفيض بمكنونه.

الأكثر قراءة