معركة الزوجات
كل إنسان في هذه الحياة سيشعر بفداحة خسارته حين يكتشف أنه منح الطرف الآخر ما لا يستحقه من العطاء والتضحيات، فكيف لو كان الأمر يتعلق بزوجة وهبت حياتها لزوج كانت لا تعد نفسها شيئا ذا قيمة من دونه. تفانت في حبها وعطائها وتضحياتها وصنعت منه محور الكون الذي تدور جميع ذراتها الوجودية حوله، وبالغت في تعظيم شخصيته البشرية الضعيفة حتى صنعت منه ملاكا لا يرتكب الخطايا، ثم تكتشف بالمصادفة أن هناك امرأة أخرى في حياته لينهار عالمها انهيارا كليا ويغرقها الحطام، فتكفر بالوفاء والتضحيات ثم تدخل في دوامة الأحزان والشتات والبكاء على الأطلال.
حتى إذا استوعبت الصدمة قليلا وتفقدت خسائرها العظيمة ومقدار الفرص المتبقية لها للخروج بانتصار في معركتها، وجدت أن الطلاق هو الحل الوحيد الذي سيحقق لها مكسبا يشعرها بكرامتها بعدم قبولها مشاركة امرأة أخرى في زوجها، وأنا هنا لست ألوم بعض الزوجات على اتخاذ مثل هذه القرارات لأن الألم الداخلي وقتها يفوق كثيرا أي تفكير عقلاني، لكن ما أتعجب منه ما يحدث من خلط عجيب في المفاهيم بعد ذلك، دعونا ننظر إلى الأمر من زاوية عجيبة ستصيبكم بالصداع والغثيان معا. زوجة تثور ثائرتها وترغي وتزبد وتلعب دور الضحية ببراعة متناهية وتطلب الطلاق لأن زوجها تزوج عليها، ثم بعد ذلك تقبل أن تكون زوجة ثانية لزوج آخر لديه زوجة وأبناء.
سؤالي لمثل هؤلاء الزوجات
- كيف لا تقبلين أن يتزوج زوجك من زوجة ثانية ثم تقبلين أن تكوني زوجة ثانية لرجل آخر فيما بعد؟.
- كؤوس الذل والمهانة والغدر والخيانة التي مررت فيها مع زوجك الأول حين اكتشفتي زواجه من أخرى، هل تشعرين بلذة الانتقام وأنت تسقينها للزوجة الأولى التي هدمت حياتها بزواجك من زوجها؟.
هذا الخلط العجيب للمفاهيم في عقول بعض الزوجات يجب أن يتوقف. قرار طلب الطلاق حين يتزوج الزوج بزوجة ثانية هو قرار شخصي، لكن عار على كل زوجة من هذه النوعية موافقتها على الارتباط برجل متزوج، بينما هي ثارت ثائرتها حين تزوج زوجها من أخرى، الأمر فعلا محير.
وخزة
ترتكب بعض الزوجات خطأ كبيرا حين تجعل من زوجها محور الكون فتسحق نفسها تحت عرشه سحقا، فبقدر اهتمامها المبالغ فيه ستكون المعركة شرسة للغاية حين تكتشف حقيقته.