اتجاه ليجو نحو الصين وأوروبا و"بلاي موبيل" تركز على السوق الألمانية

اتجاه ليجو نحو الصين وأوروبا و"بلاي موبيل" تركز على السوق الألمانية

اتجاه ليجو نحو الصين وأوروبا و"بلاي موبيل" تركز على السوق الألمانية

يتحرك كورت جيرتلر برشاقة ويبدو مستمتعا بالعمل حين يتنقل بين الصالات التي لم تزل خاوية قائلا: "خلال أشهر قليلة ستوجد هنا الماكينات الجديدة وسيتوافر في الخارج أيضا ونش ضخم يستطيع نقل ما زنته 20 طنا من الألعاب".
ينتقل الحماس وحرارة الكلمات من كورت جيرتلر مدير المصنع الجديد في مدينة ديتنهوفن الألمانية إلى متابعيه الذين يتفقدون المصنع الذي أقامته شركة بلاي موبيل الألمانية Play Mobil التي يزداد الإقبال على إنتاجها من ألعاب الأطفال بشكل مطرد. وبلغ حجم مبيعات "بلاي موبيل" خلال العام الح إلى 359 مليون دولار متفوقة على ما حققته العام السابق بنسبة بلغت 11 في المائة.
ويقول هورست براندشتيتر صاحب الشركة إن الفضل وراء زيادة الطلب على إنتاج مصانعه يعود إلى جودة المنتج في المقام الأول وليس بسبب انخفاض الأسعار. ولعل هذا هو سبب عدم تفكير هورست براندشتيتر في توسيع نطاق أعماله لتصل إلى أسواق أوروبا الشرقية والصين, بل على العكس من ذلك فإن براندشتيتر يفضل التركيز على السوق الألمانية في الوقت الراهن.

ويؤكد براندشتيتر أنه مقتنع تماما بأن جودة المنتج تعد أهم الأسباب المهمة التي تؤدي إلى زيادة حجم المبيعات في ألمانيا حتى في ظل المنافسة في مجال تخفيض الأسعار كما تجري الأحوال حاليا. ويقول براندشتيتر إن خط الإنتاج الجديد في ديتينهوفن سيوفر 50 فرصة عمل دائمة جديدة تضاف إلى الوظائف السابقة التي يوفرها المصنع القديم في المدينة ويبلغ عددها 700 وظيفة.
ولا تكتفي شركة بلاي موبيل بإنتاجها في ألمانيا فقط, بل إن لها مصانع أخرى خارج ألمانيا في مالطا وفي إسبانيا وفي التشيك. وتوفر مجموعة شركات ومصانع براندشتيتر ما يصل مجموعه إلى 2500 وظيفة أكثر من نصفها موجود داخل ألمانيا.
ويذكر براندشتيتر صاحب الشركة أن توجيه إنتاج مصانعه إلى الصين وأوروبا الشرقية يتطلب بالضرورة تخفيض الأسعار لكنه يتساءل: "في هذه الحالة هل ستظل الجودة كما هي؟ وهل ستتمكن المصانع من تلبية احتياجات السوق بالشكل المطلوب؟" الإجابة تأتي على لسان براندشتيتر الذي يقول إنه من الأفضل الاستثمار في نطاق تحسين الجودة والكفاءة بدلا من النظر إلى خفض الأسعار.
وعلى النقيض من موقف "بلاي موبيل" تتحرك شركة ليجو الدنماركية العالمية المنافسة التي زاد حجم مبيعاتها العام الماضي على 900 مليون دولار. فـ "ليجو" التي كانت مكتفية بمصنعيها في الدنمارك وسويسرا قامت باتخاذ خطوة جبارة ونقلة نوعية لتصدير إنتاجها إلى الصين والتشيك. وحتى مركز التوزيع الرئيس لها في مدينة هوهينفيستت بولاية شليسفيج هولشتاين الألمانية على وشك الإغلاق بعد أن تحول المصنع الموجود في التشيك إلى مركز توزيع ألعاب "ليجو" للأطفال في منطقة وسط أوروبا بأسرها.
وتعتمد سياسة "ليجو" على تركيز الجهود في مناطق ضعف الإقبال على منتجاتها وذلك على عكس سياسة "بلاي موبيل" القائمة على تحسين خدماتها في الأسواق المتاحة لها وتحقق فيها نسب مبيعات جيدة. وقد يؤدي عودة شركة ليجو إلى التراكيب والأشكال التقليدية للألعاب في زيادة حجم مبيعاتها في تلك الأسواق وذلك في إطار محاولاتها المستمرة تقليل الخسائر. وفي مقابل ذلك تراجعت شركة ليجو وفقدت صدارتها لسوق ألعاب الأطفال في ألمانيا خلال أيلول (سبتمبر) الماضي وتخلت عن موقع الصدارة لحساب شركة ماتيل الأمريكية لألعاب الأطفال (التي تقوم بإنتاج وتصنيع العروسة باربي) لكنها ظلت متفوقة على شركة بلاي موبيل التي احتلت المركز الثالث في ترتيب حجم المبيعات في السوق.
في غضون ذلك تخلت شركة ليجو عن معظم مساحات مدن الملاهي والمتنزهات الأربعة التابعة لها الموجودة في مدن بيلوند الدنماركية وأولم الألمانية ووندسور في بريطانيا وكارلسباد في ولاية كاليفورنيا الأمريكية حيث تقوم شركة بلاكستون المساهمة الأمريكية بإدارة المتنزهات.
ولا يعتزم براندشتيتر شراء متنزهات "ليجو", بل يرغب في إقامة مزيد من المتنزهات التي تحمل اسم شركته. ولهذا فقد قام بمعاينة مواقع أرض واسعة في مدينة دوسيلدورف بهدف إقامة متنزه ثان للشركة في منطقة الرور الصناعية الكبرى أو في مدن حوض الراين الشهيرة مثل كولونيا أو دوسيلدورف. ويرى براندشتيتر أنه حتى ولو لم تحقق تلك المتنزهات ربحا ماليا مباشرا فإن لها أثرا كبيرا في رسم صورة ذهنية معينة لدى الزائر وربط الترفيه داخل المتنزه باسم الشركة, الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى زيادة حجم المبيعات.
ويقول براندشتيتر إن عدد زائري متنزه تسيرندورفر التابع للشركة تجاوز 600 ألف زائر العام الماضي بزيادة بلغت 20 في المائة على عدد الزوار في العام الذي سبقه كما زادت نسبة زوار المتنزه خلال تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 11 في المائة عن نسبة الزائرين العام الماضي. وينوي براندشتيتر إقامة مظلة كبيرة تغطي مساحة المتنزه لحماية الزائرين من الأحوال الجوية المطيرة خلال فصل الشتاء وهو ما يكلف نحو 35 مليون يورو.
ويمثل هذا المبلغ نحو ثلث استثمارات شركة بلاي موبيل داخل ألمانيا في العام الجديد التي تقدر بنحو 100 مليون يورو ويقول براندشتيتر باعتزاز إن شركته ستخصص 65 مليون يورو لمصنع ديتينهوفن الجديد الذي يتم تزويده بما يزيد على 300 ماكينة جديدة تمكن المصنع من إنتاج ستة ملايين لعبة أطفال يوميا.

الأكثر قراءة