سرطان الثدي في السعودية .. 800 حالة سنويا و50 % تكتشف متأخرة

سرطان الثدي في السعودية .. 800 حالة سنويا و50 % تكتشف متأخرة

السرطان معروف منذ قديم الزمان فقد جاء تعريف السرطان على يد أبو قراط ووصفه بأنه كتلة تنمو وتكبر في الجسم ومع الوقت أصبحنا نعرف أن الورم قد يكون حميداً أو خبيثاً والفرق أن الأول يكبر موضعياً ولا ينتشر بينما الخبيث له القدرة على الانتشار في باقي أنحاء الجسم .
تطوير الطب الحديث وضح أن السرطان ينتج عن خلل في الحامض النووي للخلية مما يؤدي إلى إشارات قد تشجع نمو الخلية أو إشارات تؤدي إلى وقف إشارات عدم النمو وبالتالي تتكاثر الخلية بشكل عشوائي غير منتظم ولا يتمكن الجسم من السيطرة عليها ويمكنه الانتشار عن طريق الدم أو العقد الليمفاوية إلى جميع أجزاء الجسم ويسمى السرطان حسب العضو الذي ينشأ منه فمثلاً إذا تكوّن الورم في الثدي يسمى سرطان الثدي. وعند وجود انتشار فمثلاً إذا انتشر إلى العظام او الدماغ يسمى سرطان ثدي منتشر.
لماذا كثر الحديث عن سرطان الثدي؟

سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى مقارنة بجميع الأورام التي تصيب السيدات فهناك تقريباً 800 حالة سرطان ثدي تشخص سنوياً في المملكة حسب إحصائيات السجل الوطني للأورام وأكثر المناطق إصابة المنطقة الشرقية ومكة المكرمة والرياض.
المزعج في الموضوع أن 48 – 50 في المائة من الحالات يتم تشخيصها في وقت متأخر أي في مرحلة الثانية والثالثة والبعض في الرابعة ، لذلك معرفة معلومات عن سرطان الثدي مهم جداً لتوعية السيدات عن هذا المرض وما المفترض فعله إذا ما لاحظت السيدة وجود تغيير في ثدييها .
أسباب سرطان الثدي :
لا يوجد سبب واحد ولكن هناك عدة عوامل قد تزيد من خطورة الإصابة لسيدة دون أخرى معينة المهم الإشارة إلى أن السبب الوراثي يمثل 10-15 في المائة من الحالات. وفي الأغلبية لا يكون السرطان ناتجا عن سبب وراثي وسنلخص هذه العوامل في الآتي:
العمر: فالإصابة بسرطان الثدي تزيد مع تقدم العمر .
لكل سيدة عمرها أقل عن 30 واحدة من 2212
لكل سيدة عمرها أقل من 40 سنة واحدة من 253
لكل سيدة عمرها أقل من 50 سنة واحدة من 54
لكل سيدة عمرها أقل من 60 سنة واحدة من 23
لكل سيدة عمرها أقل 70 سنة واحدة من 14
العوامل الهرمونية وتتلخص في الآتي :
حدوث الطمث في سن أقل من 12 سنة والتأخر في الانقطاع بعد سن الخمسين، عدم الحمل تماماً، أو حدوث الحمل في سن متأخرة بعد 30 عاماً لأول مرة ، كذلك استعمال الهرمونات البديلة.
- إصابة مسبقة بسرطان الثدي .
- إصابة مسبقة بأمراض في الثدي كوجود تكاثر في الخلاياء ولكنها غير سرطانية .
- نمط الحياة مثلاً (التدخين ، شرب الكحول ، النظام الغذائي غير السليم وزيادة الوزن).
- التعرض للعلاج الإشعاعي فمثلاً السيدات اللاتي تعرضن أثناء فترة البلوغ للعلاج الإشعاعي كحالات الورم الليمفاوي يكن أكثر عرضة للإصابة.

الوقاية من سرطان الثدي

في حالة وجود قصة عائلية هناك زيادة في خطورة الإصابة نحو ضعفين فعندما تكون هناك أم أو أخت مصابة تكون الخطورة مرة ونصف ضعف فقط ، إذا كانت المصابة في الثديين تكون خطورة خمس مرات، وإذا كانت المصابة أقل من سن الخمسين تكون الخطورة أكثر.
في حالة وجود عامل وراثي في الجينات فهؤلاء فئة خاصة ينبغي لهم مراجعة الطبيب والبدء الفحص 10 سنوات أقل من أصغر مريضة مصابة.
الوقاية عن طريق نظام الأكل:
تجنب الزيادة في الوزن، تناول مأكولات قليلة السعرات، أكل الخضار والفواكه، أكل الحبوب الغنية بالألياف، ممارسة الرياضة، والأهم هو اتباع الإرشادات في الفحص المبكر، الالتزام بمراجعة الطبيب سنوياً، الفحص الإكلينيكي من قبل الطبيب والفحص بالماموغرام سنوياً بعد سن الأربعين، أما تحت سن الأربعين مراجعة الطبيب كل ثلاث سنوات إلا عند وجود حالات في العائلة.

الإرشادات أو الأعراض التي يجب الانتباه إليها

أي تورم أو سماكة في الثدي، أي تغير في جلد الثدي، أي تورم تحت الإبط، تغير في شكل الحلمة، إفرازات من الحلمة ( عديمة اللون أو دموية)، حدوث تقرحات بالجلد أو الحلمة.

ملاحظات يجب الانتباه إليها:

حدوث آلام في الثدي أو احمرار قد تكون التهابا ولكن يجب مراجعة الطبيب. والتورم خلال الحمل أو الرضاعة قد تكون حميداً ولكن لا يجب إهماله، حيث يجب التوجه للطبيب وقد يكون طبيب نساء وولادة أو طبيب العائلة أو أحيانا طبيب جراحة ويجب وضع الخوف والحياء جانباً كيلا تضيع فرص الشفاء بإذن الله عند التوجه للطبيب.

عند التوجه للطبيب

أولاً: يتم فحص المريضة ومن ثم يتم إجراء فحص الأشعة ( الماموغرام) وحسب النتيجة قد يتم أخذ عينة من الثدي وإذا ما ثبتت الإصابة بالسرطان خاصة فإنه يتم المعالجة في احد مراكز الأورام ومعالجة هذا النوع من الأمراض يحتاج إلى تعاون عدة أطباء مختصين (إخصائي جراحة الثدي، إخصائي أورام، إخصائي إشعاعي، إخصائي نفسي، وإخصائي علاج تلطيفي).

مراحل العلاج

المرحلة الأولى هي التشخيص وإثبات وجود المرض من ثم قد تتعرض للعلاج الجراحي إضافة إلى العلاج الكيميائي والإشعاعي أو أحدهما أو إذا ما تم الاكتشاف مبكراً قد يتم الاستغناء عن العلاج الكيميائي تماما, وبالتالي يكون العلاج جراحياً ومن ثم الإشعاعي، إضافة إلى العلاج الهرموني أو المناعي حسب الحالة. ومن المهم أن نشير إلى أن العلاج يختلف من سيدة إلى أخرى حسب خصائص المرض التشريحي, فالمسمى واحد هو سرطان ثدي ولكن العلاج يكون حسب المريضة ووضعها الصحي.
فالتسلسل السليم لتشخيص علاج أورام الثدي (الفحص، الصورة، الخزعة، العلاج الكيميائي أو الهرموني، ما قبل الجراحة لتصغير الورم إذا كان كبيرا، الجراحة وما قد يتبعها).

مراحل سرطان الثدي

مرحلة قبل السرطان:
المرحلة الأولى: حجم الورم أقل من 2 سم والغدد غير مصابة .
المرحلة الثانية: حجم الورم 2-5 سم أو وجود غدد مصابة .
المرحلة الثالثة: حجم الورم أكبر من 5سم أو ورم مشتبة في جلد الثدي أو غدد مصابة عميقة تحت الإبط .
المرحلة الرابعة: منتشر في عضو من أعضاء الجسم الأخرى.

د.أم الخير عبد الله أبو الخير
استشاري أورام ورئيس قسم أورام الكبار

الأكثر قراءة