Author

بيروت والفوضى الإيرانية

|
أستغرب من تهافت بعض العرب للدفاع عن إيران ومشروعها في العالم العربي. تمت استباحة عواصم عربية عدة، بيروت، بغداد، دمشق، صنعاء. كل دولة دخلتها إيران، ضاعت السيادة فيها.
في لبنان، البلد الذي يتكئ على واقع حضاري ثري، وطبيعة جميلة، وشعب طيب، ما زالت مخالب حزب الله تهدد حريات الناس.
تمت استباحة مرفأ بيروت ومطارها، على مدى الأعوام الماضية، وظل هذا الحزب يفتح حروبا في جنوب لبنان دون الرجوع لحكومة بلاده، وهو يخوض حربا بالنيابة في سورية واليمن والعراق. ويعبر عن فرحه باستهداف المملكة من خلال عصابة الحوثي وميليشياته التي يتم تدريبها إيرانيا بكوادر ينتمون لحزب الله.
اليوم، وبعد التفجير الذي شهدته بيروت، يتكرر مطلب تفكيك سلاح هذه المنظومة الإرهابية، التي تسلب عواصم عربية أمنها واستقرارها. خيار السلاح في هذه الدول مرتهن لإيران وأجنداتها.
لم تأت إيران إلى دولة إلا وشاع فيها الدمار، وتغلغلت الفتنة بين مختلف أطيافها. وقد حاولت تنفيذ السيناريو نفسه في بعض الدول الخليجية.
ولا ينبغي أن ننسى جارنا الذي جار قطر حيث منحت شرعية للوجود الإيراني في بلادها، وأسهمت في ضخ أموال لتسليح حزب الله، ولها دور مشبوه في تمويل ميليشيا أنصار الله الحوثية في اليمن. وهي تلتقي مع إيران في تهديدها للأمن القومي العربي. هذه الحقائق يتجاهلها الإيرانيون العرب. لقد ألقى تفجير مرفأ بيروت الضوء على مضاعفات الظاهرة الإيرانية، وتوصيف حالة الخوف التي تتملك من يسعون لمواجهة ميليشيا حزب الله، ومطالبته ألا يوجه بنادقه ولا مناصريه للاستقواء على الشعب اللبناني.
لقد تحولت إشاعة المقاومة لإرهاب اجتماعي واقتصادي وعسكري، وأدت إلى عزل لبنان عن محيطيها العربي والدولي.
مأساة بيروت نقطة فاصلة، وخيار بين دولة بجيش واحد وحكومة تخدم كل الشعب اللبناني. أو دولة بأكثر من جيش ويستقوي عليها حزب الله وحلفاؤه.
إنشرها