عمالقة وادي السيليكون يلقون بثقلهم في الهند الواعدة

 عمالقة وادي السيليكون يلقون بثقلهم في الهند الواعدة

ضخ وادي السيليكون مليارات الدولارات في الهند منذ بداية العام، بقيادة "فيسبوك" و"جوجل" اللتين ضختا 5.7 مليار دولار و4.5 مليار دولار، على التوالي.
كذلك أبرمت شركتا صناعة الرقائق، "كوالكوم" و"إنتل"، صفقات في البلاد، إلى جانب سلسلة من شركات الأسهم الخاصة الرائدة في الولايات المتحدة، التي تركز على التكنولوجيا.
كل هذه الاستثمارات ذهبت إلى شركة واحدة: "جيو بلاتفورمز"، فرع الخدمات الرقمية والاتصالات في ريلاينس إنداستريز، مجموعة موكيش أمباني المترامية الأطراف، المنتشرة في مجالات تراوح من الطاقة إلى تجارة التجزئة، التي نمت خلال أربعة أعوام لتصبح أكبر شركة اتصالات في الهند، مع 388 مليون مستخدم.
بمساعدة مستثمريها الجدد، تهدف شركة جيو الآن إلى السيطرة على الاقتصاد الرقمي في الهند من خلال النهوض بأقسام التكنولوجيا لكل شيء، من التجارة الإلكترونية إلى البث، قبل عملية اكتتاب عام أولي من المنتظر أن تتم في غضون خمسة أعوام.
بالنسبة لوادي السيليكون، التحالف مع البطل الوطني المحتمل في الهند يمثل موطئ القدم الأكثر أمانا على الإطلاق في السوق الواعدة للغاية، ويأتي في الوقت، الذي يتحرك فيه المسؤولون في البلاد للحد من الاستثمار المنافس من الصين.
قال ساتيش مينا، المحلل في شركة فوريستر للأبحاث: "هذه الشركات تراهن الآن بقوة على الهند، فهي لا ترى نفسها في وضع بحيث تنمو السوق خلال الأعوام العشرة المقبلة وتكون خارجها. إنها تشتري إمكانية الوصول إلى المستقبل".
إذن، ما الذي تخطط له شركات التكنولوجيا على الساحل الغربي بالضبط للهند؟
بالنسبة لـ"فيسبوك" الهند هي أكبر أسواقها، مع أكثر من 300 مليون مستخدم، إضافة إلى 400 مليون على واتساب.
منذ الاستثمار في شركة جيو في نيسان (أبريل) أطلقت الشركتان مبادرة كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية في المنطقة، من خلال دمج منصة مجموعة ريلاينس، جوي مارت JioMart مع واتساب لربط ملايين الزبائن مع متاجر التجزئة المحلية، التي تبيع البقالة والمواد الأساسية.
يقول محللون إن استخدام واتساب مع "جي مارت" سيسمح لها بالاستفادة من السوق سريعة النمو للصفقات عبر الإنترنت، وهو مورد جديد واعد للإيرادات.
قال أجيت موهان، المدير الإداري في "فيسبوك" المسؤول عن الهند "دائما هناك محادثة حول هل يمكن أن يتصل الأشخاص الـ300 مليون، 400 مليون، 500 مليون التاليين بالإنترنت؟، لكن من المهم بالمثل التركيز على الجانب الآخر من المعادلة (...) كيف نطلق العنان للإمكانات بالكامل من خلال ربط الشركات الصغيرة الـ 60 مليونا التالية بالإنترنت أيضا؟".
أضاف موهان أن هذه الخطوة تمثل تطورا آخر يعكس أهمية واتساب المتزايدة كأداة تجارية في البلاد، "بالنسبة لكثير من الشركات الصغيرة الاتصال بالإنترنت اليوم في الهند يعني أن رقمها موجود على واتساب. عندما تتجول، تبدأ دائما برؤية اللافتة مع شعار واتساب والرقم".
في الوقت الحالي، أقل من 20 في المائة من إيرادات "فيسبوك" تأتي من منطقة آسيا والمحيط الهادي، جزئيا لأن سوق الإعلانات عبر الإنترنت في الهند صغيرة نسبيا.
كما تعاركت الشركة أيضا مع هيئات التنظيم الهندية في الماضي، التي في 2016 حظرت خطة الوصول إلى الإنترنت "الأساسية المجانية" الخاصة بها، ولم تحصل خدمة واتساب باي WhatsApp Pay بعد على الموافقة التنظيمية.
بشكل منفصل، أعلنت واتساب الأسبوع الماضي عن خطط للتفرع إلى مجال التأمين والائتمان في الهند، بينما أطلقت "فيسبوك" هذا الشهر إنستجرام ريلز Instagram Reels، تطبيق الفيديو القصير المنافس للتطبيق الصيني الشهير تيك توك، الذي تم حظره في الهند في حزيران (يونيو) الماضي.
من جانبها، تخطط "جوجل" للعمل مع شركة جيو لإنتاج هواتف ذكية جديدة منخفضة التكاليف تعمل بنظام الأندرويد، على أمل الحصول على موطئ قدم في سوق الهواتف الذكية الأسرع نموا في العالم.
يوجد في الهند 500 مليون مستخدم للهواتف الذكية ومن المتوقع أن ينمو العدد إلى 700 مليون بحلول 2022، وفقا لشركة كاونتربوينت للأبحاث، بينما يوجد 350 مليون مستخدم آخر يستخدمون الهواتف "العادية".
من خلال توحيد الجهود مع ريلاينس، التي لديها سِجل في الحصول على حصة سوقية من خلال المنتجات منخفضة التكاليف والرخيصة للغاية، قال محللون إن "جوجل" تراهن أن الشركتين يمكن أن تتوصلا إلى هاتف رخيص بما فيه الكفاية لجذب مئات الملايين من الهنود الذين لا يزالون لا يستخدمون الهواتف الذكية.
سوندار بيشاي، الرئيس التنفيذي لـ"جوجل" والشركة الأم، ألفابت، قال الشهر الماضي: "نحن نرى فرصة لإحداث تأثير أكبر بكثير مما يمكن أن تحدثه أي من الشركتين وحدها".
ترسيخ مكان في سوق الأجهزة سيضع "جوجل" أيضا في موقع رئيس لترويج خدمات أخرى، كما قال أرفيند سينجال، من شركة تيكنوباك Technopak الاستشارية. يشمل ذلك تطبيقات المدفوعات سريعة النمو - التي استحوذت على حصة سوقية منذ تأجيل منتج واتساب - إلى خرائطها.
قال سينجال: "احتمال أن يصبح هاتفك هو الهاتف المفضل لمعظم المستخدمين في الهند احتمال يزداد كثيرا. نسبة انتشارك تزداد كثيرا".
كذلك حصلت كل من "إنتل" و"كوالكوم" على حصتين صغيرتين في شركة جيو من خلال فروعهما الاستثمارية، مقابل 253 مليون دولار و97 مليون دولار، على التوالي.
لكن الصفقتان تمنحا شركتي صناعة الرقائق ميزة استراتيجية، خاصة بعد أن أعلن أمباني الشهر الماضي أن شركة جيو تطور مجموعة خدمات الجيل الخامس الخاصة بها.
قال راجين فاجاديا، رئيس كوالكوم الهند، التي تورد بالفعل مكونات لهواتف شركة جيو: "الأمر لا يتعلق فقط بالمال الذي يدخل، بل بالتعاون، مثل الدعم الهندسي، معرفة المنتجات، الوصول إلى السوق - كل هذه الأشياء تأتي ضمن الحزمة".
قال نيل شاه، من كاونتربوينت، إن الاستثمارات شكل من أشكال "الضغط الناعم على جيو" لشراء منتجات شركتي صناعة الرقائق. بإمكان شركة كوالكوم ـ مقرها سان دييجو ـ بيع رقائق أشباه الموصلات لشركة جيو لخدمات الجيل الخامس مع قيام شركة إنتل بتزويد محطات القاعدة الخليوية.
قال نيفروتي راي، رئيس إنتل الهند: "الاستثمار مدفوع نحو التكنولوجيا، التي تهتم "إنتل كابيتال" و"إنتل" كثيرا بشأنها".
في نهاية المطاف الجميع، من شركات صناعة الرقائق إلى عمالقة الإنترنت، يراهن على أن النجاح في الهند في الأعوام المقبلة يمكن أن يتكرر في أجزاء أخرى من العالم، مثل أسواق النمو المستقبلية في إفريقيا.
قال فاجاديا: "هذا العدد الهائل من السكان في الهند هو أحد أفضل الأسباب لإثبات شيء قابل للتطوير وبأسعار معقولة، ومربحة في الوقت نفسه، أعتقد أن كل شركة شاهدت ذلك".

الأكثر قراءة