العنصرية على مرمى حجر من السود في وادي السيليكون

العنصرية على مرمى حجر من السود في وادي السيليكون
تضاؤل الفرص أمام السود في وادي السيلكون تثير التساؤلات

عندما حاول إليوت روبنسون جمع المال لأحد صناديق رأس المال المغامر، أخبره المستثمرون المحتملون أنه ينبغي أن يبدأ من الصفر.
روبنسون الذي أصبح الآن شريكا في شركة بسمر فنتشر بارتنرز، إحدى أقدم شركات وادي السيليكون، يركز على الشركات الناشئة في مرحلتها اللاحقة، وهي الشركات التي تحتاج إلى استثمارات كبيرة لدفعها نحو الأسواق العامة أو الاستحواذ. قال روبنسون، وهو أسود: "كان لدي مستثمر قال لي حسنا، هذا ليس في الواقع نموذجا للذين مثلك".
إن أصحاب رأس المال المغامر السود يبدأون عادة بـ20 إلى 30 مليون دولار، أو 50 إلى 60 مليون دولار إذا أظهروا تقدما مبكرا.
يتبادل أصحاب رأس المال المغامر السود قصصا مثل قصة روبنسون منذ مقتل جورج فلويد في مينيابوليس قبل ثلاثة أسابيع، ما أشعل موجة جديدة من الانتقادات حول افتقار وادي السيليكون إلى التنوع، الذي استمر رغم الضغط المتواصل، منذ فترة طويلة من النساء وغيرهن من المجموعات الممثلة تمثيلا ناقصا.
غالبا ما تعود المحادثات إلى الشركاء المحدودين أو LPs، الذين يستثمرون في صناديق رأس المال المغامر - بما في ذلك الأوقاف الجامعية وصناديق المعاشات والأفراد الأغنياء.
في حين أن هؤلاء المستثمرين لديهم سلطة محدودة للتأثير في قرارات الاستثمار الفردية، إلا أنهم يسيطرون بشكل جماعي على الأموال التي تسمح لأصحاب رأس المال المغامر بتمويل الشركة التالية، من طراز من شاكلة إيربنب.
تؤثر قرارات LPs في عشرات المليارات من الدولارات التي تتدفق كل عام إلى شركات ناشئة واعدة جديدة، وتحدد أنواع التكنولوجيات التي تدخل في المجال العام، وأصحاب المشاريع الذين يجنون الثروة من اعتماد تلك التكنولوجيات.
قالت سارة كونست، العضوة المنتدبة لشركة كليو كابيتال، وهي صندوق لرأس المال المغامر الذي يختص بالمرحلة المبكرة: "صناديق رأس المال المغامر ينبغي أن تتلقى مكالمات هاتفية من اليسار واليمين الآن تقول: ’نريد أن نجتمع مع شركائك المتنوعين. نريد أن نفهم من هم. نريد أن نفهم خطتكم للخلافة‘". وادي السيليكون كان بطيئا في التغيير.
قال أصحاب رأس المال المغامر السود إنهم غالبا ما يصلون إلى "سقف زجاجي" عند محاولتهم الانضمام إلى أكثر الشركات شهرة في الصناعة، ونادرا ما يرتقون إلى ما بعد وظيفة الزميل أو العضو المشارك.
في 2018، كانت مجموعات رأس المال المغامر توظف 18 شريكا للاستثمار من السود، الذين يمثلون أقل من 2 في المائة من إجمالي الصناعة، وفقا لبيانات جمعها ريتشارد كيربي من شركة إيكوال فينتشرز Equal Ventures.
وكان عدد الذين يأتون من أصول من أمريكا اللاتينية أقل من عدد السود. "سيكويا كابيتال" التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مثال لشركات رأس المال المغامر في وادي السيليكون، لا يوجد لديها شريك أسود واحد بين موظفيها.
كتبت الشركة على منصة تويتر هذا الشهر: "يجب أن نبني فريقا أكثر شمولا في شركة سيكويا، وندعم مؤسسي التكنولوجيا الذين كانوا يفتقرون تاريخيا إلى الوصول إلى رأس المال. نرحب بالإحالات لمساعدتنا على تسريع جهودنا".
قال روبنسون الذي انضم إلى بسمر العام الماضي: إنه كان الشريك الأسود الوحيد للاستثمار في مجموعة من الشركات المرموقة، التي يقع مقرها الرئيس بالقرب من طريق ساند هيل، في شبه جزيرة سان فرانسيسكو.
وبدلا من ذلك، اختار كثير من أصحاب رأس المال المغامر السود، إنشاء أو الانضمام إلى شركات جديدة خارج قواعد القوة التقليدية لهذه الصناعة.
كان المستثمرون حذرين في دعمهم، مفضلين وضع أموالهم في شركات النخبة، مثل شركتي سيكويا أو جريلوك، التي لديها سجل طويل من العوائد.
يضع كبار المستثمرين العامين جزءا صغيرا من رأسمالهم في شركات استثمارية متنوعة، على الرغم من خدمة دوائر متنوعة مثل عمال البلديات.
قال روبنسون: "إن الأمر يشبه على نحو غريب فعلا روبن هود بالعكس".
يأتي ترددهم أيضا على الرغم من الأبحاث التي تبين أن مديري الاستثمار المتنوعين، إما أن يتطابقوا أو يتفوقوا على أقرانهم.
قال لاري مورس، المؤسس المشارك لشركة فيرفيو كابيتال، التي أسست منذ 26 عاما، وتستثمر في مديرين من خلفيات ممثلة بصورة منقوصة نيابة عن مجموعات مثل مؤسسة فورد: "لا أفهم، بصراحة تامة، لماذا لا يستثمر مزيد من الشركات (في مديرين متنوعين)؟ يمكنك أن تجد عددا لا يحصى من الأعذار، ولكنها ليست بالضرورة أسبابا قوية".
اقترح المصلحون مجموعة من الحلول، بما في ذلك الإبلاغ المنتظم لإحصاءات التنوع في شركات رأس المال المغامر والمستثمرين العامين.
في العام الماضي، بدأ مكتب الاستثمار في جامعة كاليفورنيا في الإبلاغ عن مقاييس تقيس تنوع موظفيه والمديرين الخارجيين، وفقا لقانون ترعاه آنا كاباليرو، العضوة الديمقراطية في مجلس شيوخ الولاية.
في أول تقرير له إلى المجلس التشريعي للولاية، قال جاجديب باشر كبير الإداريين الاستثماريين في الجامعة إن 35 من أصل 106 شركاء استثماريين خارجيين شملهم الاستطلاع كانوا "إلى حد كبير أغلبية متنوعة أو مملوكة للنساء" وفقا لمعايير مؤسسة نايت. ولم يقدم التقرير إحصاءات خاصة لرأس المال المغامر أو القطاعات الاستثمارية الأخرى.
كتب باشر وريتشارد شيرمان، حاكم جامعة كاليفورنيا، في مذكرة بتاريخ 29 أيار (مايو) الماضي إلى مجلس الحكام، عقب وفاة فلويد "أفعالنا محمولة على ما نعرف أنه صحيح، وهو أن الفرق المتنوعة تؤدي إلى أداء أعلى ونتائج أفضل".
"نعتزم زيادة وصولنا إلى المواهب المتنوعة وإدماجها عندما نستثمر، وعندما نوظف ونمارس حقوقنا كمساهمين في الشركات. لن ندع التحيز الضمني يعوق أداء الاستثمار لدينا". رفض باشر طلب مقابلة.
كانت صناديق التقاعد الكبيرة في الولاية أبطأ في الرد. شركة كالبرز، وهي صندوق تقاعد العاملين في القطاع العام في ولاية كاليفورنيا، الذي تبلغ قيمته 400 مليار دولار، رفضت تقديم بيانات حول التكوين العرقي أو النوعي لمديري رأس المال المغامر لديها.
قالت شركة كالبرز: "من المخالف لقانون كاليفورنيا أن تختار شركة كالبرز مديرا على أساس العرق، لذلك ليست لدينا هذه المعلومات".
كما أن لها استثمارات جديدة في رأس المال المغامر، ولكن في العام الماضي، استثمر نظام التقاعد في شركة تكنولوجي كروس أوفر Technology Crossover Ventures، التي تشتهر بدعم شركات ناشئة ناضجة في مجال التكنولوجيا، وهي على وشك طرحها للاكتتاب العام الأولي. لا توظف الشركة أي شريك استثمار أسود أو لاتيني أو أنثى.
وقالت إن نسبة 75 في المائة من الموظفين الذين تم تعيينهم في الشهور الـ18 الماضية كانت متنوعة، على أساس الجنس أو العرق.
كما رفضت شركة كالسترز Calstrs، التي تدير أكثر من 240 مليار دولار نيابة عن معلمي كاليفورنيا، مشاركة البيانات المتعلقة بالتنوع بين مديري رأس المال المغامر لديها.
حتى نهاية 2018، أفاد نظام المعاشات التقاعدية أن ما يسمى بالمديرين الناشئين يسيطرون على 1.8 مليار دولار من 20.3 مليار دولار في استثمارات الأسهم الخاصة، بما في ذلك رأس المال المغامر.
لا تشمل صفة "المدير الناشئ" مديرين متنوعين فحسب، بل تشمل أيضا مجموعات تستثمر من صناديقها الأولى أو الثانية أو الثالثة، بغض النظر عن الجنس أو العرق.
وقد جعل ذلك من برامج المديرين الناشئين هدفا للانتقادات، حيث أكد أصحاب رأس المال المغامر السود أنهم يدعمون إلى حد كبير ازدحام مديري الاستثمار البيض، الذين يجمعون أموالا جديدة منذ الأزمة المالية 2008.
بدلا من ذلك، فإنهم يحثون المؤسسات الكبيرة على ممارسة الضغط على صناديق رأس المال المغامر القائمة، مستشهدين بالمكاسب التي تحققت في تمثيل الجنسين في الأعوام الأخيرة. بالنسبة للبعض، يعني ذلك التهديد بحجب رأس المال إذا لم يتحسن التنوع.
قالت سيدني سايكس، المؤسسة المشاركة لمجموعة بلاك في سي BLCK VC: "حصلنا على اهتمام الشركاء المحدودين، وحصلوا هم على التأكيد باهتمام الشركات الكبيرة العاملة في رأس المال المغامر، وأثاروا هذه المسيرة القوية".
قال أندرو جولدن، رئيس شركة الاستثمار في جامعة برنستون، التي تدير وقفا بقيمة 26.1 مليار دولار، إنه لن يهدد بالخروج من شركات الاستثمار التي لا تحقق أهداف التنوع: "عائق التنوع لا يدور حول التحفيز بقدر ما يدور حول الناس الذين يحاولون معرفة كيفية القيام بذلك"، معترفا بأن موقفه يضعه في خلاف مع بعض النقاد.
وأضاف جولدن أيضا إنه لن ينشر إحصاءات حول تنوع المديرين الخارجيين، مضيفا أن "الأرقام تتقلب لأسباب كثيرة لا يفهمها جميع الجمهور".
بدلا من ذلك، أعطى جولدن الأولوية لتوظيف المديرين الممثلين تمثيلا ناقصا، وينادي وراء الكواليس بمزيد من التنوع في شركاء الاستثمار الحاليين.
وقال إنه في العامين الماليين الماضيين، كانت ثلاث من خمس شركات جديدة في رأس المال المغامر، قد تعاقدت معها برنستون يقودها شركاء سود: "يمكننا جميعا أن نعترف بأننا لم نكتشف الأمر، لكن دعونا نحاول أن نكون مبدعين" على حد قول جولدن.

الأكثر قراءة