FINANCIAL TIMES

اتجاهان لإنقاذ الاقتصاد: إعفاء الديون واستثمار «الأصفر اللماع»

اتجاهان لإنقاذ الاقتصاد: إعفاء الديون واستثمار «الأصفر اللماع»

كيريل سوكولوف

اتجاهان لإنقاذ الاقتصاد: إعفاء الديون واستثمار «الأصفر اللماع»

كتاب صحافي عصر الكساد جاريت جاريت بعنوان فقاعة حطمت العالم

اتجاهان لإنقاذ الاقتصاد: إعفاء الديون واستثمار «الأصفر اللماع»

"التحول الرابع" توقع أزمة مالية منتصف العقد الثاني من الألفية

شوربة البيض المخفوق لم تنتفخ بعد. من الصعب عدم رؤية هذا على أنه مجاز. سأحضر غداء صحيفة "فاينانشيال تايمز" مع كيريل سوكولوف، وهو مختص بالاستراتيجية الاستثمارية، صنع اسمه من خلال توقع التحولات الكبيرة في العالم على مدى عدة عقود، من نمو الصين بعد أحداث تيان ان مين، إلى صعود قطاع التكنولوجيا في منتصف التسعينيات. (من بين عملائه موكيش أمباني وسام زيل وريموند كوك). في الآونة الأخيرة، كان يحاول توجيه أنظار النخبة المالية إلى مخاطر السعي إلى حل مشكلات الديون بمزيد من الديون.

الوقت الحالي هو أوان هذا الموضوع أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى أن الميزانيات العمومية للبنوك المركزية المتضخمة أصلا قبل كوفيد - 19، تتجه إلى عنان السماء، في الوقت الذي يكافح فيه صناع السياسة للتعامل مع الأزمة، ناهيك عن نفخ فقاعة ديون كانت تنمو منذ نمت أعوام قبل الأزمة. مثل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أحاول صنع الرغوة، لكني لم أتمكن من ذلك. بن هول الشيف الخاضع للحجر مع سوكولوف في ليفوردكاي المشمسة في جزر البهاما ينصحني قائلا: "مزيد من الخفق". أنا نفسي قعيدة المنزل في بروكلين الممطرة. يظهر رأس هول على شاشة الكمبيوتر. يقول: "عليك عمل حواف عالية" وهو يعدل الكاميرا لإظهار حركة الرسغ المناسبة في عملية الخفق. قد لا يكون لدينا نمو اقتصادي. أو مطاعم. أو أي شيء يشبه "الحواف المتوسطة" التي تتطلبها وصفة هول، ولكن يمكننا تناول الغداء. وبما أن كل شيء أصبح الآن افتراضيا، فهذه الوجبة افتراضية أيضا. هذا يعني أنني يجب أن أطهوها بنفسي، على الرغم من أننا اتفقنا على الاستمتاع عبر سكايب بالوجبة نفسها، التي ابتكرها هول. هذه ليست المرة الأولى التي نتناول فيها العشاء معا. قبل بضعة أعوام، كنت ضيفة في "معسكر سوكولوف" في نادي أديرونداك ليج، وهو محمية طبيعية خاصة تأسست في عام 1890، للقاءات الصناعيين والساسة في جزء أصلي في شمالي نيويورك.

هذا المكان من النوع الذي لا تشتمل فيه كلمة معسكرعلى خيمة، بل مقصورة خشبية أنيقة تطل على البحيرة بإطلالات تصلح لتوضع على البطاقات البريدية. ناقشنا ما يعتقد سوكولوف أنه تحول مقبل، وهو الأكبر في حياتنا من "عصر تكوين الثروة إلى عصر توزيع الثروة". وجادل بأن ميزان القوى بين العمل ورأس المال سيبدأ في التحول نحو الشق الأول، وأن جميع اتجاهات السوق التي اعتدنا عليها - من ارتفاع أسعار الأسهم إلى الثقة بالسندات السيادية الأمريكية - ستنجرف جانبا في ركود من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى نظام جديد.

وقد أعاد ترتيب محفظته منذ الآن تحسبا لذلك، حيث قرر أن يكون لديه مركز دائن في الذهب، كتحوط ضد ما يعتقد أنه سيكون تآكلا لقيمة الدولار، في عالم مليء بأموال البنوك المركزية. ما أدهشني أكثر تخزينه للبضائع القابلة للتداول، والتأكد من أن شاحنته لديها ما يكفي من الديزل للسفر في جميع أنحاء البلاد دون توقف. كما قال في نشرة إخبارية: "من غير الواضح ما إذا كان تأرجح الدورة سيكون بطيئا ومتزايدا أم عنيفا ومتطرفا". الآن بعد أن تسبب كوفيد - 19 في انهيار السوق، وركود قد يسرع التحول إلى هذه الحقبة الجديدة، اجتمعنا مرة أخرى. نتناول البيض المخفوق بالكرنب، وكرات اللحم الروسية بحسب وصفة عائلته، وعشب المائي مع خضراوات ورقية، وكيك الشوكولاتة بالكوب.

أعترف أني اختبرت الوصفات مسبقا، كجزء من عشاء مبكر قدمته لعائلتي. (يسأل زوجي: "هل يمكننا أن نأكل مثل هذا كل ليلة؟" الجواب: لا). هذه وجبات جميلة - سهلة، طازجة، صحية. لحسن الحظ، لا يزال بإمكاني الحصول على المكونات في الحي الذي أعيش فيه، وإن كان ذلك بعد الوقوف في طابور خارج متجر البقالة مع زملائي من المتسوقين الذين يضعون الكمامات. أفكر في رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جاي باول، وأتساءل عما إذا كان عليه أن يقف أيضا في الطابور ليشتري مواد البقالة التي يريدها. في إطار التحضير، لم أكن أخفق البيض فحسب، بل أقرأ أيضا كتاب جاريت جاريت، صحافي عصر الكساد بعنوان فقاعة حطمت العالم 1932 A Bubble That Broke the World الذي أوصى به سوكولوف كتمهيد لعصرنا، لأنه يغطي كيف أسهمت إجراءات البنك المركزي في المسيرة المؤدية إلى انهيار سوق أسهم قائم على الديون في 1929 ومن ثم إلى الكساد العظيم. أنا أتأمل أيضا في رسم أرسله لي عن حركة قيمة الأسهم الأمريكية بين 1918 و 1932. الارتفاع والانخفاض يشبهان بشكل مخيف الفترة من 2009 فصاعدا. إذا كان التاريخ دليلا، فإن أمام الأسهم مسافة أخرى عليها أن تقطعها قبل أن تصل إلى القاع. هذا رأي سوكولوف، على أي حال. ويقول إنه في ذلك الحين مثلما هو الحال الآن: "كان محافظو البنوك المركزية يبذلون جهودا قوية دون جدوى" محاولين عبثا تحقيق انتعاش اقتصادي حقيقي من خلال السياسة النقدية. يقول سوكولوف، الجالس الآن على طاولة الطعام أمام شاشته: "كلما زاد الدين الذي تضيفه من خلال السياسة النقدية، بل وحتى بعض السياسات المالية العامة، ضعفت إنتاجية الدين". هذه ليست وجهة نظر شائعة هذه الأيام. خرجت فكرة التقشف ودخلت فكرة MMT - تحكم الدولة في عملتها بما يمكنها من طباعتها بحرية لتمويل عجز الإنفاق دون قلق.

إنها الأحرف الأولى من العبارة الإنجليزية التي تعني "النظرية النقدية الحديثة" أو "شجرة المال السحرية" اعتمادا على وجهة نظرك. سوكولوف يعتقد أن برامج التحفيز التي يتم إطلاقها في الولايات المتحدة وأوروبا وكثير من أجزاء العالم الأخرى، ستكون ذات نتائج سيئة على الأرجح. "أعتقد أننا في بداية فترة طويلة من الانكماش وانخفاض الأسعار وفقدان قوة التسعير. السبيل الوحيدة للخروج منها تمر عبر فترة طويلة من التقشف، ورفع معدل المدخرات الأمريكية بشكل عجيب".

ويشير كمثال للولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، عندما كان عجز الموازنة الفيدرالية مرتفعا، أعلى بكثير من 20 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، في بعض الأعوام (مقارنة بأكثر من 20 في المائة بحلول نهاية هذا العام) إلا أن معدلات الادخار الشخصي للأمريكيين، كانت بالتأكيد في مستوى المدخرات الصينية نفسه - نسبة عالية وصلت إلى 25 في المائة، بما في ذلك مكاسب الدخل من الحرب وصافي الصادرات، مقابل 8 في المائة أو نحو ذلك قبل أزمة كوفيد - 19، حيث تعززت بفعل التقنين في زمن الحرب.

في حين أنه من الصحيح أن لا أحد ينفق في الوقت الحالي، إلا أنه من المؤلم التفكير في حقبة طويلة من هذا القبيل من التقشف الأمريكي، التي من شأنها بالتأكيد أن تتسبب في معاناة كل من الشركات والمستهلكين بطرق لم يشهدها أي منا. سوكولوف، الذي يدعم جو بايدن، يشعر بالقلق من جراء ذلك، ولكن بما أنه يستثمر بشكل رئيس في الذهب وأسهم شركات تعدين الذهب، فإنه لم يتضرر شخصيا من تراجع السوق.

يبدو هذا الشخص البالغ من العمر 72 عاما مسْمرا ومسترخيا (يرجع الفضل في ذلك إلى التأمل اليومي) حيث يتدفق ضوء الشمس المشرق في منطقة البحر الكاريبي عبر خلفية رف كتب أنيقة، أصبحت قياسية في هذه الحقبة الغريبة من المؤتمرات الهاتفية المستمرة. وجهات نظر سوكولوف، التي شحذت عبر عمر من قراءة التاريخ، مقنعة بالنسبة إلي، فهو طفل مهاجر من الغرب الأوسط يخاف من الدين، ولم يفهم قط لماذا لم يدخر مزيد من الناس (ناهيك عن الشركات) قرشهم الأبيض ليومهم الأسود.

يقول سوكولوف نقلا عن مقابلة أجريت معه في إحدى رسائله الإخبارية مع الاقتصادي ليسي هانت، حيث عرض الاثنان وجهة نظرهما المشتركة حول الديون: "عندما تزيد الديون على 90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ينخفض النمو الاقتصادي بالثلث، وتتراجع سرعة الأموال. بالتالي، فإن الإنتاجية في هذا الدين تنخفض أيضا. كان الدولار من الديون يوظف للحصول على 40 سنتا من النمو.

الآن مع كل هذا التحفيز، يبلغ النمو نحو 25 في المائة". وعلى الأرجح سينخفض. "هل نبدأ الأكل؟" يسأل ويبتسم. أومأت برأسي لأقول "بالتأكيد" وأنا أفكر بكآبة في الكيفية التي قد تنخفض بها أصولي بالدولار في المستقبل الذي يشير إليه. العقارات في المدن الرئيسة مثل نيويورك تنخفض الآن، كما توقع سوكولوف منذ فترة طويلة. أنا ممتنة بصمت لواحدة من مزايا "العمل من المنزل" وهي أنه لا يمكن لأحد أن يراك وأنت تأكل. يذكرني الطعام بمنتجع هامبتونز، المنطقة التي لا شك أن عددا من قراء نشرة سوكولوف ذات العلامة التجارية "ما الذي تعلمته هذا الأسبوع" تخندق فيها انتظارا لزوال الأزمة. بطريقة ما، كنت أنتظر مثل هذا الغداء طوال نحو 15 عاما، هي المدة التي تابعت فيها عمل سوكولوف. لقد أوصاني به بارتون بيجز، مدير الأموال الراحل لأول مرة. كنت أتحدث معه كثيرا حول الأفكار الاستثمارية.

ذات مرة، في منتصف العقد الأول من هذا القرن، عندما كنت أشكو إلى بيجز تحول المشهد الإعلامي إلى سلعة بفضل المنافسة عبر الإنترنت، لاحظ أنه كان يدفع أموالا أكثر من أي وقت مضى للحصول على أكثر المنشورات الاستثمارية ذكاء. قلت له أن يرسل لي شيئا لا يمكنه العيش من دونه؛ ما تلقيته كان نسخة من نشرة "ما الذي تعلمته هذا الأسبوع" التي ينشرها سوكولوف، من خلال شركته الاستشارية 13D Global Strategy & Research. لم تكن هناك رسومات بيانية أو مخططات أنيقة وجذابة - من الناحية البصرية، بدت وكأنها بحث لمقال جامعي - لكنها كانت تبدو وكأنها دليل أساسي لكل اتجاه استثماري كنت ترغب في أن تتوقعه: الأزمة المالية الآسيوية، (يقول سوكولوف إن بناء أبراج بتروناس كان إشارة رئيسة بالنسبة إليه) وبداية سوق صاعدة للسلع في 1999، وهلم جرا. لم يفهم كل شيء على الوجه الصحيح.

(تغير موقف سوكولوف بحيث رأى أن الأسهم الأمريكية تسير باتجاه هبوطي قبل وقت قصير من انهيار شركات الدوت كوم، وكان يركز بشكل مفرط على النفط لأعوام). كان على حق في الغالب إذ راهن على المراكز الدائنة.

أتذكر على وجه الخصوص أنه لفتت نظري بشدة مقالة نشرت قبل أعوام كثيرة، حول المضامين الجيوسياسية للصين التي تحاصر السوق بالمعادن الأرضية النادرة. ما لفت نظري أيضا هو الحساسية الأدبية لسوكولوف. في كل أسبوع، كان يسلم للقراء نحو ست أفكار تدل على تبصر عميق: مخاطر الإرهاب قبل أسبوعين من الحادي عشر من سبتمبر، سلسلة مقالات عن الأوبئة بدأت في 1998 - ويشير أيضا إلى التعليم الكلاسيكي، وكتب مثيرة للاهتمام أو مغمورة مما قرأ، وحتى الاتجاهات الثقافية (نشر مقالات عن التحديات والفرص الاقتصادية للوحدة ولماذا يعود الرسم المجازي).

عندما حاولت الاتصال به بشأن كتابة مقال ضيف للمجلة الإخبارية التي كنت أعمل لديها في ذلك الوقت (رفض العرض) اكتشفت أحد الأسباب وراء سعة اطلاعه: أنه كان يفقد سمعه ببطء منذ أيام دراسته في الجامعة، وكان يقضى معظم وقته وحده مع الكتب. يقول: "كنت أكافح من أجل التأقلم في عالم أصبح أكثر هدوء باستمرار".

وفي النهاية، عملية زرع قوقعة صناعية أعادت سمعه إلى مستوى مقبول، لكن التجربة جعلته يشعر بتقدير خاص للسبب، على حد تعبير الفيلسوف باسكال، الذي يجعل "كل مشكلات البشرية تنبع من عدم قدرة الإنسان على الجلوس بهدوء في غرفة بمفرده". على عكس كثير من الذين يعملون في الصناعة المالية، يغلب عل سوكولوف تجاهل وسائل الإعلام عالية السرعة وعاصفة البيانات الضخمة، والتركيز بدلا من ذلك على العواطف والغريزة، في محاولة لتحديد الحالات النشاز المهمة التي تشير إلى تحولات طويلة الأمد، عبر السياسة والاقتصاد والأسواق والتاريخ. وهو على اتصال بالقرن التاسع عشر ويستقي دروسه مباشرة من خلال حياة والده، الذي كان طبيبا أرستقراطيا فاز في انتخابات الجمعية التأسيسية لعموم روسيا، في فترة ستة أشهر بين سقوط نظام القيصر ونهوض نظام لينين. يقول سوكولوف في اليوم الأول الذي اجتمعت فيه الجمعية "استأجر لينين هؤلاء البحارة اللاتفيين، فراحوا يصيحون ويصرخون حتى لا يحدث شيء".

بعد فترة وجيزة كجزء من الحكومة الروسية البيضاء، هرب والد سوكولوف إلى براغ، وسافر عبر باريس ولندن واستقر في الولايات المتحدة، حيث تزوج من والدة سوكولوف، وهي معجزة في العزف على البيانو دخلت جامعة هارفارد في سن 16 ومثل والده، ألفت عددا من كتب التاريخ. فقدت عائلتها كثيرا من أموالها في انهيار 1929. وحيث إنه طفل لشخصين من النخب، عانيا الحروب الطبقية والكساد العظيم فلا بد أن هذا تسلل إلى وجهات نظره الرؤيوية، بشأن الوقت الحاضر.

في حين أن والديه كان لهما من النسب أكثر مما كان لديهما من الثروة: "كانت هناك دائما أموال للسفر والكتب" كما يقول سوكولوف، الذي اكتشف بداية اقتصاد جانب العرض وإمكانية حدوث مسيرة صاعدة في جميع أنواع الأصول، بعد سماع خطاب رونالد ريجان، ألقاه حاكم كاليفورنيا السابق في ذلك الحين في المؤتمر الوطني الجمهوري في 1976، وأثار تصفيقا طويلا من الحشد. "عمي ألقاني أمام أصدقائه في الصفقة الجديدة، قائلا ’يعتقد ابن أخي أنه سيكون هناك عهد جديد للرأسمالية في الولايات المتحدة‘. قال أصدقاؤه إن هذا هو أسخف شيء سمعوه، ولكن كان هناك مزاج خاص في ذلك الوقت. كان يمكنك أن تشعر به". سوكولوف، الذي عمل لنفسه كمستثمر ومستشار منذ السبعينيات بعد فترات وجيزة كمحرر مالي ومصرفي استثماري، ألف كتابا عن التضخم مع الاقتصادي جاري شيلينج، وبدأ في إنشاء صندوق تحوط آسيوي وصندوق لتكنولوجيا الهاتف المحمول، قبل تحويل اهتمامه بالكامل إلى كتابة رسائله الإخبارية الأسبوعية. يغلب على العملاء أن يكونوا ذوي اطلاع واسع ويهتمون بالخطط طويلة الأمد - أشخاص مثل جورج سوروس (شريك تنس لأعوام عديدة؛ يستمتع الاثنان بالألعاب في صن فالي) أو بيجز، الذي يقرأ نسخته في قطار إلى منزله في كونيتيكت. واحدة من النقاط البارزة لتقرير سوكولوف هي قائمة الاقتباسات التاريخية في الوقت المناسب، مثل هذا الاقتباس من مونتاجو نورمان، محافظ بنك إنجلترا بين 1920 و1944، والذي ظهر في أحد أعداد العام الماضي لتحليل ما إذا كان تخفيض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي 1921 أشعل دورة الطفرة والانهيار في العشرينيات الصاخبة: "لم نحقق شيئا على الإطلاق. لم يكن هناك شيء فعلته، والقليل جدا مما فعله العجوز بن سترونج، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، لم ينتج دوليا تأثيرا جيدا - أو في الواقع لم يكن هناك أي تأثير على الإطلاق باستثناء، أننا جمعنا الأموال من كثير من الفقراء المساكين وتركناها تذهب في جميع الأرجاء".

هل هذا هو ما نتجه إليه اليوم؟ يقول سوكولوف نعم، إن هذا مرجح إلى حد كبير. في الواقع، حتى مع التحفيز "يجب أن يكون هناك تخفيف كبير للديون على كل من رأس المال والفائدة". هذا ليس بالشيء الجديد، منذ أعوام يجري سوكولوف مقارنات بين قوة عظمى سابقة وحالية، كانت متسامحة من حيث الديون: روما مقابل واشنطن. وبينما ننتهي من تناول الغداء، يذكر كتابا آخر يحرص عليه حاليا "التحول الرابع" كتبه عام 1997 مؤرخان أمريكيان هما ويليام شتراوس ونيل هاو، وتوقعا فيه أنه في 2005 ستؤدي أزمة مالية إلى تغيرات كبيرة في المزاج الاجتماعي والنظام السياسي والاقتصادي، ما يثير أسئلة حول الطبقات والعرق والأمة والإمبراطورية.

يقول سوكولوف، وهو يسكب كريم الفانيليا على سوفليه الشوكولاتة: "يتبين أن هذا كتاب تنبؤي للغاية". صحيح أن سوفليه الشوكولاتة بالكوب التي أعددتها لم تنتفخ لكنها لذيذة - داكنة وغنية، حيث إن جرعة من القهوة الفورية هي المكون السري. ومع ذلك، وأنا أفكر في هذه الحقبة المقبلة من التقشف، فقدت شهيتي. قررت تناول الفاكهة الطازجة بدلا من ذلك. تجنبت حتى الآن كوفيد - 19، ولكن، للأسف، أنا أعترك معه، فقد زاد وزني بكيلوجرامات اكتسبتها أثناء الحجر الصحي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES