في الاختبار الحقيقي..التزام الأندية "بميثاق الشرف" ينكشف بعد أسبوعين
عندما وجهت الأمانة العامة في الاتحاد السعودي لكرة القدم الدعوة لجميع رؤساء الأندية السعودية المنتمين إلى 153 ناديا، من أجل الحضور إلى الرياض للالتقاء بالأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب، وهو الاجتماع الأول من نوعه الذي يلتقي فيه هرم الرياضة السعودية وقائدها جميع رؤساء أندية الوطن.
وهذا اللقاء الكبير في معناه جعل الشارع الرياضي يدخل في مرحلة حسابات وتوقعات حول نوعية هذا الاجتماع ومضمونه والأجندة التي ستتم مناقشتها، ومن ثم النتائج والتوصيات، وكان من ضمن الاجتهادات التي طرأت على المتابعين الحديث عن التخصيص، والنقلة النوعية للرياضة السعودية المتزامنة معها.
وهناك من تحدث عن الموارد المالية في الأندية والنقاش في كيفية تأمينها، فيما ذهب البعض إلى أن دوري المحترفين سيكون له نصيب الأسد من أحاديث ذلك الاجتماع، و كانت هناك آراء أخرى كثيرة وتخمينات حول هذا اللقاء التاريخي .
إلا أن الواقع والهدف من ذلك الاجتماع كان أهم وأرقى من تلك الأمور، فهو يهدف إلى معالجة قضية مهمة تفشت في الوسط الرياضي وأصبح القضاء عليها مطلباً لاستمرار جماليات الرياضة السعودية وتطورها، فالاحتقان والتعصب والخلافات التي سادت الشارع الرياضي، أصبحت ظاهرة من الواجب القضاء عليها، فليس من المعقول أن يصل الأمر إلى حد التراشق بين مسؤولي الأندية كما حدث في عدد كبير من المباريات ومن بينها لقاء الاتفاق والنصر في الجولة الثالثة من مسابقة دوري المحترفين، لقاء النصر والاتحاد في الجولة الرابعة، ولقاء الشباب والأهلي في الجولة الـ 14 والذي حمل تشكيك في مصداقية ونزاهة طاقم التحكيم للمباراة، وكذلك لجنة الحكام ممثلة في عبد الرحمن الزيد نائب رئيس لجنة التحكيم الذي طاله عدد من الاتهامات من قبل الجانب الأهلاوي، ودفعته إلى تقديم استقالته.
هذه بعض الوقائع التي شهدها دوري المحترفين السعودي، بخلاف ما حملته مسابقة دوري الدرجتين الأولى والثانية، إضافة إلى دوري المناطق، وأصبح معها الهجوم المتبادل بين الأندية والتحكيم متفشياً لدرجة أن عددا من مسؤولي الأندية الصغيرة يطالبون بحكام أجانب لقيادة استحقاقاتهم الكروية في إشارة إلى عدم رغبتهم في قيادة المباراة بصافرة محلية.
أما وسائل الإعلام فكان لها دور في تأجيج تلك الخلافات وتوسيع رقعتها، وتشعبها من خلال منح المساحة الكافية والحرية المطلقة لمن أراد أن يعبر عما بداخله حتى لو كان ذلك التعبير بعيدا عن الروح الرياضية والتسامح والتنافس الشريف.
تلك الأمور دفعت الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير نواف بن فيصل لوضع حد لتلك التصرفات والتجاوزات من خلال إيجاد نص ميثاق شرف للرياضة السعودية تلزم من خلاله جميع الأندية بالمصادقة عليه، على أن يتم رفعه للمقام السامي ليكون بذلك دليل إدانة على المتجاوزين مستقبلاً، وتم إشعار جميع رؤساء الأندية بضرورة إشعار العاملين معهم النادي الذين ينتمون إليه من أعضاء مجلس إدارة، أعضاء شرف، إداريين، ولاعبين بضرورة الالتزام بما جاء في ميثاق شرف الرياضة السعودية.
وكان مسؤولو الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ورؤساء الأندية الحاضرين أكثر سعادة بعقد الاجتماع الذي انتهى إلى الاتفاق على التوقيع على ميثاق يحمي الرياضة السعودية من سقطات وزلات هي في غنى عنها.
بالتأكيد الجميع ينتظر أن يكون هناك التزام بالميثاق وعدم خروج عن النص، لأن هذه المرة تبدو الأمور أكثر جدية والعواقب ربما تكون وخيمة للمخالفين.
في هذه الأيام تستكين الأندية المحلية إلى راحة لمشاركة المنتخب الوطني في بطولة كأس الخليج في عمان، ولكن الاختبار الحقيقي سيكون بعد قرابة أسبوعين عندما تقام ثلاث جولات متتالية تتكشف خلالها ملامح ترتيب فرق الدوري، وستظهر قدرة تلك الأندية على البقاء على التزامها من عدمه.