"الجوال" يهدد بالغاء الاجتماعات العائلية
"الجوال" يهدد بالغاء الاجتماعات العائلية
يبدو أن التطور المدني والزخم المعيشي الذي طال مدينة الرياض انعكس سلبا على الحياة العائلية في هذه المدينة مترامية الأطراف، ولم يعد أفراد الأسرة الواحدة يستطيعون الاجتماع في مكان يجمعهم، وزاد الطين بلة ظهور تقنية الجوال التي أصبحت وسيلة للتواصل عن بعد، لكن بعض تلك الأسر تحرص على لمِّ شمل الأسرة ولو مرة في الشهر عن طريق الاجتماع العائلي.
ويقصد بالاجتماع العائلي وجود جميع أفراد الأسرة ولقاء بعضهم بعضا بشكل دوري أسبوعي أو شهري في منزل كبير العائلة أو استراحة يتم تأمينها لذلك الغرض، بهدف لم شمل الأسرة وعدم قطع صلة الأرحام فيما بينهم.
هذا الأمر يقلل من التباعد ويسهم في تحريك العواطف الأسرية لربط العائلة بعضها ببعض، ويخفف من كثرة الأعمال الدنيوية التي أشغلت كثيرا من أفراد الأسرة حتى في السؤال عن أقرب الناس، ولعل المبهج في هذا الأمر أن الجميع يدركون حجم المشكلة ويسعى كل بدوره إلى حلها حتى تنسجم بين الالتقاء بأفراد الأسرة وعدم إعاقة مشوار كل واحد منهم في تلبية مطالبه ومطالب أفراد عائلته.
وقد لوحظ انتشار "اجتماع العائلة" الشهري في مجتمعنا السعودي، وخاصة سكان الرياض، لما لوحظ منها من ميزات في تقريب أفراد الأسرة ومعرفة أحوال ومعاناة بقية الأفراد.
و"اجتماع العائلة " ليس فقط الالتقاء بالأقرباء والمعارف، بل هو أمر أساسي حتى يمكن تحقيق المفهوم الأساس لما أمر به الدين من صلة الأرحام ومواساة الآخرين ومعرفة أخبارهم والاطمئنان عليهم.
#2#
جلوي العقيفي أحد سكان الرياض تحدث لـ" الاقتصادية " قائلا "إن فكرة اجتماع العائلة الشهري لها فوائد كثيرة لعل منها، صلة الرحم وعدم القطيعة، وخصوصا هذه الأيام التي انشغل كثير من أفراد العائلة خلف تجارتهم أو أعمالهم الخاصة، إضافة إلى ذلك فإنها تعد استراحة لأفراد الأسرة ينسون خلال اجتماعهم مشاغلهم الدنيوية والمطالب التي لا تكاد تنتهي"، مضيفا أن أفراد عائلته خصصوا يوما في كل نهاية شهر وذلك للالتقاء ببعضهم بعضا لمعرفة الأحوال، وأعرب عن سروره البالغ لما لمسه من حرص الجميع على عدم التفريط في هذا اليوم الذي يشبه العيد، مؤكدا أن الاجتماع يعد بالنسبة لجميع أفراد الأسرة من الواجبات التي يحرص كل أفراد الأسرة عليها وعدم الانشغال عنها مهما كلفهم ذلك إلا لعذر يستحيل معه تحقيق هذا الواجب الذي يشعر الجميع بالسعادة كأفراد أسرة واحدة، مشيرا إلى أن الانغماس بالمطالب الدنيوية وعدم الالتفات إلى صلة الأرحام من شأنه أن يخلق مشكلات عديدة دينيا ودنيويا، منوها بأهمية أن ينشغل الإنسان عن المطالب وتحقيق متطلبات الحياة لعائلته شريطة ألا يكون ذلك على حساب بقية أفراد الأسرة.