مؤشر التنافسية المسؤولة يترجم مبادرات القطاع الخاص إلى حلول للمجتمع

مؤشر التنافسية المسؤولة يترجم مبادرات القطاع الخاص إلى حلول للمجتمع
مؤشر التنافسية المسؤولة يترجم مبادرات القطاع الخاص إلى حلول للمجتمع

ما هي إلا أيام وتنطلق فعاليات منتدى التنافسية الدولي الثالث في الرياض تحت شعار "التنافسية المسؤولة عالم متسارع الأحداث" برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين و بمشاركة مائة متحدث من رؤساء الدول والمسؤولين والشخصيات الدولية العامة ورؤساء أكبر الشركات العالمية وخبراء في المسؤولية الاجتماعية للشركات.
ينطلق المنتدى في ظرف تاريخي حساس متزامنا مع الأزمة الاقتصادية التي اجتاح إعصارها كل القارات ومحدثا هزة في أكبر الاقتصادات مثلما في أصغرها. والعالم كله يتلفت بحثا عن صيغة جديدة لأداء الاقتصادات والتعاملات المالية والمصرفية بعد أن أثبتت الوقائع الأخيرة عجز الصيغة الرأسمالية عن تحقيق استقرار اقتصادي دائم.

#2#

وإذا كان كثير من قادة الغرب قد أخذ يوجه انتقادات صريحة للنظام الرأسمالي، فإن غيرهم من دول العالم الثالث كان يحذر من قبل من أن تحرك الاقتصاد لآليات السوق وحدها لتقرر هي اتجاه حركته دون تدخل من الدولة لا يمكن إلا وأن يحول هذه السوق إلى وحش كاسر.
ولعل هذا ما أخذ يعطي مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات أهميته وقيمته. لأن التحرك في اتجاه تحديد هذه المسؤولية هو الحل الإنساني والأخلاقي الذي يمكن أن يوجه تطلع الأعمال في اتجاه التنمية الشاملة والمستدامة، حيث يضع مفهوم العدالة أمام عربة الاقتصاد كبديل لمنطق الرأسمالية المتعلقة بلا كوابح. وبالمقابل يأتي هذا المنتدى العالمي في وقت أخذ فيه مفهوم التنافسية المسؤولة يحتل موقعا متميزا في حياتنا الاقتصادية والاجتماعية، وأخذت مصطلحاته أكثر رواجا في الأدبيات الاقتصادية في صحفنا المحلية، وأصبحت مبادرات القطاع الخاص أكثر اهتماما بالممارسات المسؤولة في إطار مؤشر التنافسية المسؤولة، وعقدت ورش العمل والندوات لطرح المفهوم والممارسات الخاصة بالتنافسية وترسيخها بشكل أكثر عمقا في الحياة الاجتماعية وفي مجتمع الأعمال بشكل خاص.
وإذا كان هذا يحتاج إلى تأكيد فإن رعاية خادم الحرمين الشريفين الكريمة لهذا المنتدى تنهض كأبلغ دليل على أهمية المنتدى ومدى الرعاية الكريمة ومدى الدعم القوي الذي يحظى به من القيادة الرشيدة ومن حكومة المملكة.
وأعلنت الهيئة العامة للاستثمار أن المنتدى في دورته الثالثة يعقد تحت عنوان "التنافسية المسؤولة في عالم متسارع الأحداث" لمناقشة المحددات اللازمة لكي ترفع الدول والشركات تنافسيتها بمسؤولية والتزام بقيم المنافسة الشريفة التي تخدم بلدانها والعالم، في وقت يعاني فيه العالم أزمة اقتصادية عاصفة.
وقال عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار، في مؤتمر صحافي عقده مع عبد المحسن البدر الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية الدولي، إن أهمية هذا المنتدى تأتي انطلاقا من القيمة العالية التي يمثلها أكثر من 100 متحدث، من بينهم رؤساء دول ووزراء ورؤساء عدد من كبريات الشركات العالمية وعدد من القيادات الفكرية العالمية، إضافة إلى عديد من الشخصيات التي واجهت تحديات كبيرة في ظل المتغيرات التي طرأت على الاقتصاد العالمي.
و أشار الدباغ حينها إلى أن "التنافسية المسؤولة" هي أكثر ما يحتاج إليه العالم اليوم لمواجهة التحديات المستقبلية، وأن ضعفها في السابق كان أحد أسباب الأزمة الاقتصادية العالمية، مضيفا أن منتدى التنافسية الدولي تبنى عدة مبادرات بهدف تشجيع المستثمرين في المملكة على الاستثمار المسؤول.
وأوضح أن المنتدى سيشهد الإعلان عن الفائزين في جائزة الملك خالد للتنافسية المسئولة، وجائزة أسرع 100 شركة سعودية من حيث النمو وجائزة مايكل بورتر للاستراتيجيات الإبداعية، مبينا أن المنتدى يستهدف المساهمة الإيجابية الفاعلة والواعية في الفكر العالمي فيما يتعلق بمفاهيم التنافسية، كما يستهدف الاستفادة من طروحات المشاركين والنقاشات التي تتم بين المسؤولين في القطاعين العام والخاص من أجل التحسين التدريجي والمستمر لبيئة الاستثمار في المملكة والذي يلخصه هدف (10 في 10) أي وصول المملكة إلى مصاف أفضل عشر دول في العالم من حيث تنافسية بيئة الاستثمار بنهاية عام 2010.
إلى ذلك، أوضح عبد المحسن بن إبراهيم البدر الرئيس التنفيذي لمنتدى التنافسية الدولي، أن الاستعدادات للتخطيط والإعداد لهذا المنتدى بدأت منذ وقت مبكر ومنذ نهاية المنتدى الثاني العام الماضي، حيث تمت دعوة عدد كبير من المتحدثين المحليين والعالميين يمثلون قطاع الأعمال والشخصيات العالمية المرموقة للمشاركة في جلسات المنتدى، إضافة إلى الشخصيات العالمية المتوقع حضورها لمنتدى التنافسية الدولي 2009.
وقال البدر المنتدى سيناقش أهم القضايا العالمية عبر 20 حلقة نقاش مفتوحة ذات العلاقة بتنافسية الاقتصاديات، وعلى رأسها الأزمة المالية العالمية وكيفية الخروج منها، كذلك سيناقش المنتدى التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل 2009. وسيتم في المنتدى استكشاف الرابط بين التنافسية والرياضة، كما سيطرق المنتدى إلى مدى تأثير الأزمة الحالية في الاستثمارات الفردية والشركات الصغيرة المتوسطة.
وأكد البدر أن المنتدى سيعلن في يوم تدشينه الفائزين بجائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة، إضافة إلى إعلان جوائز أخرى في الأيام التالية، مبينا أن أبرز المشاركين في جلسات المنتدى، هم: شينزو آبي رئيس وزراء اليابان الأسبق، وماري روبنسون الرئيس الأسبق لجمهورية إيرلندا، والدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الأسبق لماليزيا، وجان كريتيان رئيس وزراء كندا الأسبق. إضافة إلى عدد من القيادات السعودية ومنهم: عبد الله زينل وزير التجارة والصناعة، والدكتور محمد الجاسر نائب محافظ مؤسسة النقد، والمهندس محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك. وقال البدر: إن متحدثين من قطاع الأعمال وقطاعات أخرى لها تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي سيشاركون في أعمال المنتدى، حيث تأتي أهمية وجودهم مضاعفة نتيجة لموجة الخسائر والأزمات الاقتصادية التي تعصف بكثير من مراكز القوى والشركات العملاقة، حيث يشارك: كارلوس غصن رئيس شركة نيسان، وتوماس أندرز رئيس شركة إيرباص، وبيتر برابك ليتمات رئيس شركة نستله، ومحمد عمران رئيس شركة اتصالات الإماراتية، إلى جانب عديد من الأسماء اللامعة في مجال المال والأعمال ومجالات أخرى. ويشارك أيضاً متحدثون يمثلون قادة فكر اقتصادي عالمي وممثلين عن جهات استثمارية عالمية كتوماس روسو نائب رئيس مجلس إدارة بنك ليمان براذرز الأمريكي، وبيتر كورور رئيس مجلس إدارة بنك يو بي إس، وجون تان رئيس مجلس إدارة شركة ميريل لينش. وأشار البدر إلى أن المنتدى يحظى بمشاركة بعض من قادة الفكر العالمي مثل البروفيسور مايكل بورتر من جامعة هارفارد لإدارة الأعمال، وستيفان جاريلي الأستاذ في جامعة لوزان ومدير مركز التنافسية الدولي. يتميز المنتدى أيضاً بمشاركة عدد من الشخصيات الناشطة في مجال تنمية المجتمعات الدولية كرئيس مجلس إدارة الأولمبياد الرياضية المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة الدكتور تيموثي شرايفر، والسباح الأمريكي مايكل فيليبس حاصد الميداليات الذهبية الثماني في دورة الألعاب الأولمبية 2008، والعداء الأولمبي كارل لويس صاحب الأرقام القياسية في ألعاب القوى الأولمبية والعالمية.

الأكثر قراءة