أندية رياضية "متهالكة".. من يسجل الهدف؟
أندية رياضية "متهالكة".. من يسجل الهدف؟
في مختلف مناطق المملكة تختلف ألوان وشعارات الأندية الصغيرة – أو قل، الفقيرة والمتهالكة – لكنها تتشابه في ضعف الإمكانات والشح المالي، والتخطيط المعدوم. من بين 153 ناديا، لا يكاد يعرف سوى أندية الممتاز وإلى حد بسيط أندية الدرجتين الأولى والثانية، والبقية التي ترزح في الدرجة الثالثة والتي يتجاوز عددها 120 ناديا، في أوضاع مزرية، ملاعب ترابية ومنازل مستأجرة وحافلات رثة وبعضها متعطلة.
في الوقت الذي يأمل السكان في تطوير الأندية في المدن والقرى المختلفة تتدهور أوضاعها، وبعد أن كان البعض يمني النفس بظهور أندية جديدة تغطي مزيدا من المدن والقرى التي تكاثر فيها السكان، يصابون بخيبة أمل من جراء عدم الإعلان عن أي تطور في هذا الأمر، بل إن الأندية الصغيرة القائمة تزداد سوءا مع الوقت في ظل عدم تطوير أنظمتها وإمكانياتها. جولة في أي مدينة سعودية تكشف لك العجب. سور قديم داخلة غرف بنيت بسقف من الصفيح، وأرضية يقال إنها زرعت بالعشب الأخضر يوما من الأيام. الشبك المحيط بالنادي أو ملاعب الألعاب المختلفة لها قصص تروى وحكايات تتردد أصداؤها في كل مكان.
#2#
#3#
#4#
المتطوعون الذين يخدمون الوطن في كثير من هذه الأندية يدفعون من جيوبهم، واللاعبون الذين يحلمون يوما بخدمة الوطن والانضمام إلى منتخباته المختلفة تصطدم بتواضع إمكانيات هذه الأندية، بل إن كثيرا من أولياء الأمور يرفضون انضمام أبنائهم إليها بدعوى عدم وجود الإمكانيات التي تساعدهم على أداء رياضي متكامل، حيث الملاعب المتهالكة، والحافلات البالية، والأنظمة القديمة.
من عرعر إلى جازان ومن سيهات إلى ينبع الوضع واحد: أندية فقيرة، متهالكة، ملاعب ترابية، وحماس منطفئ، فمن أين ننعش أخضرنا السعودي الذي يقارع منتخبات العالم؟
إن هذا الوضع المتهالك يدفع كثيرين إلى هجر الأندية، بل إلى أبعد من ذلك إلى هجر الرياضة بشكل عام، وهو ما يفسره الاتجاه نحو الألعاب الإلكترونية ومتابعة الصغار للأندية العالمية التي يشبعون من خلال رؤيتها نهمهم الرياضي.
ترى هل يليق هذا الوضع بالرياضة السعودية؟ وهل يليق بحجم مدننا التي تزداد اتساعا يوما بعد يوم .. ولماذا لم تفتتح أندية جديدة طوال السنوات الماضية وإلى أي مدى يمكن أن يستمر هذا الوضع؟
إن هذه الأندية منشآت حكومية وضعت لخدمة السكان، ليس من المناسب ولا من اللائق أن تبقى أطلالا تشهد على سوء التخطيط الذي يؤدي بدوره إلى مزيد من الانتكاسات الرياضية.
اليوم تفتح "الاقتصادية 2" الملف الشائك بكل تجرد، سنطوف أرجاء البلاد لنقل الصورة الواقعية للمسؤول، يدفعنا إلى ذلك الرسالة التي نؤمن بها ونعمل من أجلها. اليوم في الحلقة الأولى نذهب إلى حائل حيث نادي الغوطة الذي أسس منذ أكثر 30 عاما، لنرى مزيدا من التدهور والمنشآت المتهالكة من خلال تقارير مصورة، كما نذهب بقارئنا إلى جازان حيث نادي بيش الرياضي الذي تعلو الأتربة والمخلفات مدرجاته. فيها نشاهد "صنادق" وليست أندية رياضية يفترض فيها التكامل.
الصور الواردة التي ننشرها اليوم أبلغ من أي تعبير، وأبلغ من أي تقديم، نتركها تحكي قصة الأندية الفقيرة، الصابرة، المعدومة، والمتهالكة .. إلى التفاصيل: