2009 عالم من الخيال التقني تكبله الأزمة الاقتصادية العالمية
2009 عالم من الخيال التقني تكبله الأزمة الاقتصادية العالمية
تحبط عندما تريد أن تستشرف عاماً كاملاً تبحث فيه عن استراتيجيات وخطط الشركات عما ستقدمه خلال العام المقبل، لسبب بسيط هو إن لم تكن هذه الشركة مواكبة للتسارع الكبير في هذا المجال فإن مستودعاتها ستظل تحتفظ بقدر كبير من منتجاتها، فقدر التقنية أن تتطور ولا تقف عند حد معين، فعالم بأسره سيتحول بكل ما فيه من العالم الحقيقي الواقعي إلى عالم افتراضي إلكتروني، ومن يرد أن يبقى على خطة سنوية يضعها فلن يجني سوى الخسائر، وسيخسر مزيداً من العملاء قبل أن يخسر الأموال، وهذا بدوره يحدو بالشركات أن تكون خططها التطويرية قصيرة خوفاً من المفاجآت المتوقعة من الشركات المنافسة في المقابل. فالعديد من الشركات لم تخف تخوفها من الأزمة المالية العالمية، كونها تعمل على نطاق عالمي، وسيكتب عليها أن تتأثر مثلها مثل بقية الصناعات حول العالم بهذه الأزمة العالمية، ما جعل بعض الشركات تتهرب من المشاركة في هذا الموضوع الذي سعت "الاقتصادية" إلى إعداده لتعريف المهتمين بعالم التقنية بالتوجهات العالمية لشركات التقنية للعام الجديد..
#2#
"الاقتصادية" حاولت أن تستعرض الدراسات، وكذا أحدث الإعلانات عن المنتجات المتوقع طرحها خلال عام 2009، وأخذ آراء بعض المسؤولين في القطاعات التقنية حول رؤيتهم وتطلعاتهم لهذا العام.
خسائر السوق
توقعت مؤسسة الأبحاث IDC التي تعمل في مجال تحليل وتقديم المعلومات والاستشارات، أن صناعة تقنية المعلومات سوف تخسر أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. وذكرت المؤسسة أن الإنفاق على التقنية سينخفض إلى أرقام سلبية في منطقة أوروبا الغربية. وذكرت أن النمو في الإنفاق في العالم كله سيبلغ 0.1 في المائة، مع نمو سلبي في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان. وقبل زيادة الأزمة الاقتصادية في السوء، كان المتوقع أن يكون النمو2.6 في المائة لهذا العام على أساس سنوي، وهو يعد منخفضاً، ومع ذلك ذكر التقرير أن أي نسبة نمو سيكون للاقتصادات الناشئة سبب فيه.
وتوقع التقرير أن يكون النمو متركزاً في البرمجيات والخدمات، على عكس الأجهزة، عدا قطاع التخزين. ومع ذلك توقع التقرير بأن يعود الإنفاق إلى معدلاته الطبيعية بسرعة وبنمو يصل إلى 6 في المائة في عام 2012.
من جهته توقع تقرير آخر أن تكون هناك زيادة في الطلب على إخصائيي تقنية المعلومات خلال السنوات العشر المقبلة، كما أشار التقرير المعد من قبل مؤسسة المهارات الإلكترونية في المملكة المتحدة، بأن النمو سيكون بمعدل 2.5 في المائة حتى عام 2016، مقارنة بنمو قدره 0.5 في المائة في الفترة نفسها لبقية المهن، وهذا يعني أن هذا النوع من الوظائف لن يتأثر بالمشاكل الاقتصادية حول العالم، خصوصاً بعدما ارتفعت رواتبهم لأكثر من 4 في المائة في العام الماضي .
#3#
الألعاب الإلكترونية
أكد فؤاد الناطور، مدير مبيعات المملكة لجهاز "إكس بوكس"،بأن النظرة قد تكون تشاؤمية لعام 2009، وجميع القطاعات قد بدأت فعلاً في مراجعة خطواتها، إلا أنه ذكر أنه خلال استعراض تاريخ الألعاب وعبر الأزمات العالمية، فإنها تعتبر وسيلة للتأثير وتحسين نفسية اللاعب الذي يبحث عن شيء من الترفيه، ما جعل هذه الصناعة تحافظ على استقرارها ونموها في بعض الأحيان، كما هو متوقع في المناطق التي تنمو بسرعة، ومنها السعودية.
وذكر الناطور أن وجود أكثر من إصدار يناسب قدرات المشتري هي خطوة أخرى للحيلولة دون عدم اقتناء المستخدم للجهاز، كون سعره عالياً. فعندما تطرح أكثر من إصدار فجميعها تعمل على تشغيل الألعاب بينما تختلف في الملحقات، عندها ستجد أن هناك مشترين.
#4#
نمو مشتركي الهواتف النقالة
توقعت مصادر في منطقة الشرق الأوسط بأن يكون للجوالات نمو يقدر بنحو 15 في المائة، يدعمها نمو في أعداد المشتركين المتسارع في المنطقة. وتسجيل المنطقة عموماً ارتفاعا بنسبة 47 في المائة في عام 2008م، ويتوقع أن تحقق معدلات الاشتراك في الخدمات نمواً يصل إلى 11.7 في المائة في هذا العام، يصاحبه نمو في عدد المشتركين لتصل إلى أكثر من 15 في المائة، يقابله 5 في المائة في أوروبا و5.6 في المائة في أمريكا الشمالية.
أما من ناحية أجهزة الهواتف النقالة، فقد فتح جهاز آبل ماكنتوش، المعروف باسم "آي فون"، الطريق للأجهزة العاملة بشاشة اللمس، فأطلقت "سامسونج" و"نوكيا" و"سوني أريكسون" أجهزتها، ومن المتوقع أن تكثف هذه الشركات من منتجاتها وتلحق بها بقية الشركات.
أمن الإنترنت متأخرا
يذكر سعيد باوزير، أحد العاملين في مجال حماية المواقع على شبكة الإنترنت، بأنه عادة ما يتساءل العديد من المهتمين في بداية كل عام حول هل ستكون الإنترنت مكانا أكثر أمناً للمعلومات والسرية والخصوصية؟، وهل توصل خبراء أمن المعلومات إلى حلول جذرية لحماية المستخدم من القرصنة والاختراق؟ وبطبيعة الحال ستكون الإجابة قطعا لا.
ويذكر باوزير أن الإنترنت تتجدد كل يوم وتتغير في كل لحظة، ومهمة أمن المعلومات في غالبيتها ترتكز على وسائل الدفاع، وعادة ما تعتمد وسائل الدفاع على أسلوب التعلم وأخذ الدروس من واقع الهجمات الإلكترونية، لهذا تكون وسائل الدفاع دائما متأخرة عن أساليب الهجوم بخطوة على الأقل.
ولكن الدفاع بدأ في الآونة الأخيرة بتثقيف المستخدم بخطورة الإنترنت، وذلك بوضع القوانين الرادعة للمهاجمين، ووضع تحذيرات ونصائح عامة للمستخدمين تخفف من هجمات القراصنة والمخترقين.
ويرى باوزير أن المستخدم أصبح جزءا لا يتجزأ من عمليات الدفاع، إن لم يكن بطبيعة الحال متورطا في الدفاع من البداية، فشركات الحماية الكبيرة لم تعد تحقق الأمان طالما أن المستخدم يجهل هذه الصفة الفطرية في عالم الإنترنت. ويمكننا أن نصور المستخدم كمن يحاول الانتحار، والشركات تقوم بردعه عن ذلك، ولكن هل ستنجح الشركات في كل مرة من إجهاض عملية الانتحار، أيضا ستكون الإجابة لا. وفي أقل الأحوال يجب أن يعي المستخدم أنه مقبل على مجازفة في عالم الإنترنت حتى يأخذ الاحتياطات اللازمة كافة لمنع عمليات الهجوم والاختراق.
الانترنت أصبحت من ضروريات المعيشة المتحضرة، فمعظم التعاملات التجارية والبنكية تتم من خلالها، واعتمدت معظم الدول تطبيقات الحكومة الإلكترونية، لتتعامل من خلال هذه الوسائط ويبقى المستخدم هو الهدف في الدفاع والهجوم، ولذلك يجب تثقيف مستخدمي الوسائل التقنية ليكونوا على علم كامل بما يدور حولهم.
يذكر باوزير أنه مع الأسف أننا نشهد موجات متقطعة من التثقيف لمعالجة حالة معينة، ولا يوجد لدينا إعلام وأكاديميات ومعاهد لمثل هذا التثقيف، وإن وجدت فهي تعد على الأصابع، ودورها الحيوي مجهول لدى المستخدم رغم ضرورته.
ويتساءل باوزير: متى سيكون المستخدم شخصا قادرا على حماية نفسه في عالم الإنترنت؟، ومتى ستكون هناك قوانين واضحة وفورية التطبيق في حال انتهاك خصوصية المستخدم؟، وهل سنكون مجتمعا إنترنتيا مسالما في السنوات المقبلة؟
الاستثمار في الكيابل البحرية
أعلنت شركات الاتصالات أنها ستستثمر في الكيبل البحري خوفاً من الانقطاع المتكرر للمحافظة على عملائها. فقد أعلنت الاتصالات السعودية أنها ستستثمر 200 مليون دولار من خلال أربعة مشاريع كيابل تربط الشرق مع الغرب، وهي تحت التنفيذ حالياً، ومن المتوقع دخولها في الربع الأول من عام 2010. وفي الوقت نفسه قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية بوضع خطة يتم عن طريقها ربط مصر بأوروبا خلال مسارات متعددة، وليس بإيطاليا فقط كما هو معمول به حالياً.
مساحة تخزينية أعلى
من المتوقع أن يستمر الارتفاع في حجم قدرة أقراص التشغيل (الأقراص الرقمية المدمجة) والذاكرة، وحجم الطلب عليها. ومن المتوقع أن تكون هناك تقنيات جديدة تتفوق على البلو راي. فقد أعلنت شركة Mempile عن طرحها لقرص مدمج بقدرة واحد تيرا بايت بتقنية teradisk. كما أنه من المتوقع أن تشهد الأقراص الصلبة التقليدية زيادة في سعتها تصل إلى عشرة أضعاف حجمها الحالي، ومن المتوقع أن تشهد بدايات العام الجديد إنتاج وتوظيف تقنية التخرين العمودية، التي ستسهم في تلبية حجم الطلب الكبير بعد أن أصبحت حياة العامة قد تحولت إلى عالم إلكتروني افتراضي.
التواصل عن بُعد
بدأ سباق التواصل عن بعد من خلال شبكة الإنترنت منذ بدايات الإنترنت. فقد كان التواصل خطي عبر مواقع وبرامج الدردشة، لينتقل إلى المحادثة الصوتية، ومن ثم التواصل المرئي من خلال كاميرات الويب، عبر مواقع وبرامج المحادثة المباشرة. إلا أن شركة سيسكو سيستمز العالمية طورت عملية التواصل والوجود عبر السنوات الماضية لتنتقل إلى مؤتمرات الفيديو، وغرف الوجود عن بعد، من خلال كاميرات وشاشات تجمع أطراف وأعضاء الاجتماع كافة من خلال تلك الشاشات حول طاولة الاجتماع، حيث بدأت عديد من القطاعات السعودية في تبني اقتنائها، لتخفيض التكاليف والوقت.
ولم تتوقف سيسكو عند هذا الحد، فخيالها أوسع في وجود الأشخاص في مواقع أخرى ليسوا فيها وعبر الزمان والمكان إلى مواقع محددة في صورة مجسمة ثلاثية الأبعاد. وهذا التقنية التي عرضتها سيسكو في حفل افتتاح مدينة الملك عبد الله الاقتصادية قبل شهور، وقامت من خلالها تجربتها بالتحاور مع خادم الحرمين الشريفين، وقامت قطاعات في مجالات مختلفة في المملكة بتبنيها للاستفادة منها في تقديم خدمات متطورة تعود عليها بالفائدة، إذ تعد المملكة من أوائل الدول التي تستخدمها على نطاق عالمي.