2008 عام الفيروسات .. وشاشات اللمس تغزو أجهزة الهواتف النقالة
2008 عام الفيروسات .. وشاشات اللمس تغزو أجهزة الهواتف النقالة
أنتهى عام 2008 حسبما وصفه المهتمون بعام العجائب، حيث بدا وبشكل لافت على كثير من الشركات الاهتمام بجودة المنتج دون البحث عما هو جديد، عدا قليلاً من الشركات الكبرى التي حاولت جاهدة إطلاق خدمات مميزة ذات إبداع كما شاهدناها في التقنيات المقدمة من شركة جوجل.
وغزت العديد من المنتجات والأجهزة التقنية السوق العالمية، والعربية على وجه الخصوص. إذ حقق بعضها نجاحا باهرا نظرا لما يعود على هذا المنتج بالمنفعة على جميع مستخدميه، وأنه الوحيد في السوق، أو البعض منها لفت الانتباه إليه، سواء كان قد حقق من المبيعات ما يضعه في مصاف المنتجات الناجحة، أو مثل بداية لتقنيات جديدة لم تزدهر بعد، وإن كانت مرجحة للازدهار في المستقبل القريب.
#2#
فالأزمات المالية العالمية ألقت بظلالها على صناعات التقنية والحاسبات، حيث أكدت شركة iSuppli المتخصصة في دراسات وأبحاث المعلومات، أن معدلات مبيعات الأجهزة المكتبية حول العالم قد انخفض بنسبة 11.9 في المائة، في حين أنها أكدت أن العام المقبل 2009 هو عام الأجهزة المحمولة.
الحواسب المحمولة
وطرحت شركة "إتش بي" حاسبها اللوحي الأول الذي أطلقت عليه اسم TX2، ويحمل دعما لتقنية اللمس المتعدد، والحاسب المحمول الأول في العالم الموجه للمستخدم الذي يقدم دعما لهذه التقنية. ونظريا كانت "ديل" هي أول ما قدم حاسب محمول يدعم اللمس المتعدد من خلال حاسبها Latitude XT، ولكن عمليا فالحاسب غير مزود بتطبيقات تستغل هذه الميزة، وهو موجه في الأساس لقطاع الأعمال، ما ترك المجال مفتوحا أمام الشركات المنافسة.
#3#
إن جهاز TX2من "إتش بي" مزود بشاشة عرض قابلة للدوران بقياس 12 إنشا، لتعرض صورة بدقة وضوح 1200×800 بكسل، و تدعم إمكانات اللمس المتعدد، وأيضا التعرف على ضغطات أكثر من إصبع في اتجاهات مختلفة، وتتكامل الإمكانية مع حزمة MediaSmart 2.0 التي يأتي الحاسب محملا بها، والتي تمكن المستخدم من استغلال إمكانات اللمس المتعدد في التحكم في استعراض الصور، ومشاهدة الأفلام وتصفح العديد من وظائف الوسائط المتعددة الأخرى.
بعيدا عن الشاشة، فالحاسب يقدم معالج 2.1GHz AMD Turion X2 مع اختيارك من الذاكرة العشوائية بحد أقصى 8GB RAM، معالج رسوميات ATI Radeon HD 3200 و قرص صلب بسعة 400GB أو 500GB.
#4#
ونال جهاز Sony على إعجاب الكثير من الإخصائيين على الصعيدي المحلي والدولي، إذ تميز Sony VAIO VGN-SZ791N بأداء عال جدا لاحتوائه على المعالج Intel Penryn مع شاشة بقياس 13 إنشا ولوحة مفاتيح بقياس كامل وموديم مستخدم ضمن أجهزة الموبايل للعمل على شبكة الاتصال السريع 3G. الجهاز هو الأفضل لسهولة الحمل والتنقل تتمكن البطارية من العمل لمدة خمس ساعات بشكل متواصل.
ووصل جهاز Lenovo ThinkPad T400 إلى أعلى مبيعات في منتصف 2008، إذ يحتوي الجهاز على العديد من المواصفات العالية. كما أن الهيكل الخارجي معد بشكل جيد. الجهاز من أرق الأجهزة المستخدمة شاشة بقياس 14 إنشا والمخصص للأعمال المكتبية. تتوافر ضمن الجهاز ميزة تبديل معالجة الإظهار للمعالج Intel Centrino 2، ويوفر دقة جيدة على الشاشة المستخدمة تقنية الكريستال السائل.
الجوالات
شهد عام 2008 قدرًا كافيًا من طرزا الهواتف الذكية المبتكرة والمثيرة للاهتمام، لا سيما تلك التي لها واجهات مستخدم تعمل باللمس، ويكمن أكثر من سبب وراء كون عام 2008 هو عام الهواتف الذكية.
فمنذ بروز هواتف i-mate المتنقلة، بدأ الجيل الجديد من الأجهزة الأخرى بالتوجة نحو هذه التقنية، والتي أدت إلى نجاحه في كافة أنحاء العالم، حتى أصبحت أجهزة الجوال الجديدة "الصاحب الذي لا غنى عنه"، فهو يؤدي مهام السكرتير، ومصادر للمعلومات، وتواصل مع العالم سواء كان بالصوت، أو الصورة، أوالفيديو.
وقد دفع النجاح الذي أحرزه iPhone العديد من الشركات إلى طرح هواتف مزودة بواجهات مستخدم تعمل باللمس مع اختلاف نجاح كل منتج منها. حيث طرحت شركة HTC أول هاتف لها في عام 2007. إلا أنها أضافت إلى مجموعة منتجاتها العديد من الطرازات الأنيقة بنجاح مثل HTC Touch Diamond.
وقد كانت شركة HTC أول من طرح هاتفًا له واجهة تعمل باللمس ويعمل بنظام التشغيل ويندوز موبايل. ثم نافستها عدة شركات أخرى مثل شركة سامسونج في هاتفها أومنيا، وشركة سوني إريكسون في هاتف Xperia X1.
كما سيظهر تأثير iPhone في منتجات بلاك بيري التي طرحتها شركة RIM، وهي أول ما طرح إحدى مزايا بلاك بيري المهمة، ألا وهي لوحة المفاتيح Qwerty لإنشاء الرسائل والبريد الإلكتروني.
#5#
وأضافت شركة RIM لمستها الخاصة على شكل شاشة تصدر ملاحظات ميكانيكية عند الضغط عليها، تم تصميمها لجعل لوحة المفاتيح على الشاشة كما لو كانت حقيقية، فضلاً عن أنها تبعث الطمأنينة في نفس المستخدم بأنه ضغط على زر فعال على الشاشة.
وشهد هذا الخريف أول هاتف محمول يعمل بنظام جوجل Android من خلال T-Mobile G1 والذي يتمتع بالعديد من ميزات الجهاز الذي يعمل باللمس، حيث أتاح للمستخدم إمكانية التحكم في الجهاز والتعرف على تنسيق الشاشة باستخدام أطراف الإصبع. كما أن الشاشة تنزلق لتكشف عن لوحة مفاتيح Qwerty صغيرة لإدخال النص. ولكن G1 هو جهاز يركز على الويب بشدة ما يجعله أكثر شبهًا بأجهزة الإنترنت المحمولة عن معظم الهواتف الذكية.
وفي السياق نفسه وفي آواخر عام 2008 أطلقت NOKIA الجوال العجيب والذي يتميز بخفته ومرونته وكثرة خدماتة وسرعتها وغير المعقد، جوال E71 المطور المستهدف لرجال الأعمال هو هاتف يستهدف نفس فئة رجال الأعمال المعتمدين على البريد الإلكتروني كمستخدمي بلاك بري. وقد لاقى الهاتف المحمول الأنيق والرفيع، الذي لا تتجاوز سماكته 10 مم، نجاحًا مع المحترفين، بفضل لوحة مفاتيح Qwerty ومزاياه، مثل إمكانية قفل الجهاز من خلال إرسال رسالة نصية سرية، فضلاً عن دعم الشاشات المنزلية الشخصية والعملية المنفصلة.
الإنترنت وعام الفيروسات
قطعت كابلات الإنترنت البحرية الموصلة ما بين العالم الغربي والعالم الشرقي، ومع هذا فإن التطور الملحوظ في هذا العام أجبر كثيرا من النقد على الانتظار بشغف لمفاجآت عام 2009، فقد توصل التطوير عام 2008 في عالم الإنترنت والاتصالات ببدء بعض شركات الطيران في الولايات المتحدة باختبار خدمات الإنترنت على متن طائراتها.
وتهدف شركات الطيران لتحويل طائراتها إلى ما يوازي النقاط اللاسلكية الساخنة حال بلوغها ارتفاع التطواف الذي تحلق عليه. لكن مثل هذه الخدمات لن تكون متوفرة عند الإقلاع والهبوط.
إلا أن ما أقلق الكثير من المختصين في عام 2008 هو ذاك التقرير الذي أعلنت فيه شركة "إف سيكيور" المتخصصة في أمن المعلومات، أن عام 2008 شهد تحقيق رقم قياسى في النمو الهائل في عدد الفيروسات على شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت". وأضافت الشركة أن عداد كشف الفيروسات الخاص بها تضاعف ثلاث مرات في سنة واحدة, أو على الأصح ازداد عدد الفيروسات التي تراكمت خلال 21 عاما الماضية بنسبة 200 في المائة في غضون عام واحدة فقط.
وأكدت "إف سيكيور" في تقريرها الختامي لأمن المعلومات لنهاية عام 2008, أن جرائم الإنترنت أصبحت الآن أكثر تفشيا واحترافية عن ذي قبل، معتبرة أن عدم توافر الفاعلية الواضحة للسلطات المحلية والعالمية في ملاحقة ومحاكمة وسجن مجرمي الإنترنت من المشاكل التي تحتاج إلى حل فوري.
وشددت الشركة على أن النشاط الإجرامي بغرض المكاسب المالية يظل الدافع الرئيس وراء الزيادة الهائلة في تهديدات الإنترنت. مشيرة إلى أن الفيروسات التي نشهدها هذه الأيام تنتجها عصابات إجرامية منظمة تستخدم تقنيات بالغة التطور والتعقيد.
وأضافت الشركة إن العالم هذا العام شهد زيادة ملحوظة في نشاط البرمجيات الضارة التي تعمل عن بعد، والتي تعرف بـ "بوت نت"، حيث تعد شبكات الكمبيوتر المصابة بهذه البرمجيات تحديا كبيرا أمام صناعة أمن تكنولوجيا المعلومات، وذلك بسبب قوتها الحاسوبة الهائلة في وقوفها وراء المستوى غير المتوقع لنشر الفيروسات ورسائل البريد الإلكتروني المزعجة "سبام".
وكانت قضايا أمن الإنترنت قد صنعت أخبار عالمية خلال عام 2008, وذلك بدءا بالزيادة الهائلة في عدد الفيروسات المنتجة باللغة الصينية خلال دورة الألعاب الأوليمبية بكين, ووصولا إلى الهجمات على أنظمة الكمبيوتر الخاصة بمرشحي الرئاسة في الولايات المتحدة.
فقد أصيبت أجهزة كمبيوتر ثلاثة مستشفيات رئيسية فى العاصمة الإنجليزية لندن جراء انتشار فيروس بها, فيما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية منع استخدام شرائح الذاكرة "USB" على أجهزتها بسبب التهديد الأمني الذي تعرضت له.
وقد وصل انتشار الفيروسات إلى أبعد من حدود الأرض, فقد تخطتها لتصل إلى الفضاء, وذلك حين وجد فيروس صمم لسرقة كلمات السر الخاصة بالألعاب على الإنترنت, ليواصل طريقه إلى محطة الفضاء الدولية عبر جهاز كمبيوتر محمول مصاب.
البرمجيات ونظم التشغيل
مع بداية رحيل عام 2008، يتوقع المحللون الماليون أن تعلن مايكروسوفت عن تحقيقها أرباح سلبية لأول مرة منذ عام 2000، نظرًا لاتساع المنافسة في سوق الكمبيوتر، فمهما حدث ومهما كانت الأخطاء سيظل 2008 عامًا مليئًا بالخير لعملاق البرامج، فلا يزال ويندوز يحتل 90 في المائة من أجهزة الكمبيوتر، ويشغل تطبيق إنترنت إكسبلورر 70 في المائة منها، وعلى الرغم من تزايد المنافسات، شهدت تطبيقات مايكروسوفت أوفيس نموًا بمقدار 20 في المائة في الربع الأول من العام المالي 2009، وزاد قسم خادم وأدوات الشركة بنسبة 23 في المائة في الربع نفسه. من جانب آخر، ذكرت إحدى دراسات وأبحاث السوق أن مبيعات التجزئة في نوفمبرلأنظمة ماكنتوش تنخفض بمقدار 1 في المائة، بينما تزداد مبيعات ويندوز بنسبة 7 في المائة. وتوضح كثير من المحاولات أن مايكروسوفت ظلت تحافظ على نهجها في ابتكار الجديد دائمًا.
ومع قوة وثبات الحالة المالية للشركة وتركيزها على المستقبل، إلا أنها قصرت في بعض المواقف، أو ارتكبت بعض الأخطاء في 2008.
في المقابل قدم مستخدمو نظام التشغيل لينوكس (Linux) في خطوة مثيرة للجدل، دعوة لشركة مايكروسوفت لمقاضاتهم في المحاكم. وقام المستخدمون بوضع أسمائهم على موقع إلكتروني احتجاجا على ادعاءات مايكروسوفت بأن نظام التشغيل (Linux) وبرمجيات أخرى مفتوحة المصدر قد انتهكت نحو 235 من براءات الاختراع الخاصة بشركة مايكروسوفت.
وكانت مايكروسوفت غامضة ولم تعط أيا من التفاصيل حول ادعاءاتها، كما أكدت مسبقا عدم وجود نية لمقاضاة أي جهة على الرغم من تشجيعها لشركات ترخيص حقوق الملكية الفكرية، ومن جهة أخرى طالبوا مايكروسوفت بإثبات صحة مزاعمهم.
وما يميز هذا العام هو فريق من الخبراء المختصين في علوم الكمبيوتر من جامعة واشنطن، أعلنوا عن إطلاق أداة جديدة لاستعادة أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تعرضت للسرقة التي أطلقوا عليها اسم "أديونا" Adeona.
ويأتي برنامج Adeona ليكون أول نظام مفتوح المصدر ومجانيا في العالم، ويمكن تركيبه من قبل المستخدم ولا يتطلب تدخل أي طرف ثالث.
كما يعكف الفريق حالياً على تطوير نسخة خاصة بجهاز "آي فون" التي ليست جاهزة للإطلاق حتى الوقت الراهن.
ولا يحتاج المستخدم سوى تنصب البرنامج المجاني على جهاز الكمبيوتر الخاص به والتأكد من الاحتفاظ بكلمة السر التي زوده بها البرنامج.
ويعتمد البرنامج الجديد في آلية عمله على خدمات تجارية مشابهة مثل LoJack، إلا أنه لا يمر عبر الخادمات المركزية، مما يوفر مزيدا من الخصوصية والاستغناء عن الوسيط التجاري.