مليارات مشروع "تطوير" تختزل حقوق المعلمين وتعلق خبراتهم !

مليارات مشروع "تطوير" تختزل حقوق المعلمين وتعلق خبراتهم !

مليارات مشروع "تطوير" تختزل حقوق المعلمين وتعلق خبراتهم !

تخوف عدد من المراقبين في الميدان التربوي مما أسموه فشل بعض الخطط التربوية والمشاريع التطويرية في إشارة إلى مشروع "تطوير", الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم حاليا وتطبقه على عدد من المدارس.
ويرى المراقبون أن مكمن القلق يتمثل في عدم أخذ جانب مهم جدا بعين الاعتبار، ألا وهو تطوير المعلم وتأهيله على رأس العمل، فما فائدة أن تنفذ الخطط التربوية وتطور المناهج وتصرف المليارات هنا وهناك ولا يستقطع منها إلا جزء يسير لمصلحة تدريب المعلم وتطويره (250 مليون ريال فقط)، غير عدم حصوله على ما يستحق من درجات ورتب.
ويؤكد عدد من العاملين في الميدان أن تجنيب المعلم في هذا الموضوع وعدم أخذ رأيه يشكل أيضا مصدر إحباط لهم، ففي الوقت الذي فشلت فيه الوزارة في تحقيق الأمان الوظيفي لمعلميها عبر السنوات الماضية نجدها تطور مشروعا ضخما بمليارات الريالات وتتجاهل محورا مهما من محاور العملية التعليمية ألا وهو المعلم الذي سيقوم بتعليم وتدريس هذه المناهج المطورة للطالب الذي تسعى الوزارة وتبذل جل جهدها من أجله.
أكد المعلم أحمد القحطاني أن الوزارة تسعى جاهدة من خلال مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم، إلى النهوض بالعملية التعليمية برمتها متناسية الأساس في هذه العملية وهو المعلم، الذي لم يحصل على حقوقه المشروعة قبل هذه الخطوة الجبارة التي قد تكون في غير وقتها بسبب أن المعلمين منشغلون الآن عن التعليم بمتابعة أخبار قضيتهم المرفوعة واللجان الوزارية المشكلة في هذا الخصوص.
وأضاف القحطاني كان الأجدى بالوزارة أولا حل معضلة المعلمين المتمثلة في المستويات، ومن ثم التفرغ لمثل هكذا مشروع.
وبين عبد الله سعد العويس معلم في إحدى محافظات الرياض، أن تخصيص 250 مليون ريال لتطوير المعلمين يعد قليلا جدا مقارنة بما رصد لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم مثلا، حيث رصد له أضعاف هذا المبلغ (900 مليون ريال) أما تطوير المعلم فيراوح مكانه.
وأوضح مساعد حويل أنه بحسب ما علمنا أن مشروع تطوير المعلم يتركز في تطوير مهارات المعلم في الحاسب الآلي وأنه يجب أن يحصل المعلم على شهادةIDCL في الحاسب الآلي متناسين مهمة أهم ألا وهي تطوير الطرائق التربوية في التدريس وتفعيل بعض البرامج التربوية الكفيلة بتطور العملية التعليمية مع الوقت، ولا شك أن هذا يرتبط ارتباطا وثيقا بقرارات أخرى يجب أن تتخذ مثل التدريب على رأس العمل، ومشاريع الرتب الوظيفية، وفي رأيي أن هذين الجانبين مهمان للغاية.
وأضاف حويل أن هناك معلمين لا يجيدون فن التعامل مع الحاسب الآلي أو حتى تشغيله، بينما يملكون رصيدا وافر وهائلا من الخبرة في المجال التربوي يمكن أن تكون نبراسا ويحتذى بها، ويطور في ضوئها.
وبين أحد المعلمين في مدرسة مشاركة في المرحلة التجريبية لمشروع "تطوير" المطبق في 50 مدرسة، أن المشروع جيد في حد ذاته، ولكنه ركز حتى الآن على استخدام الوسائل التعليمية مثل السبورة الذكية، مع ملاحظة أن من يقدمون مثل هذه الدورات من غير المختصين للأسف، إضافة إلى أنها كانت مع بداية الفصل الدراسي وكان الأجدى أن تكون قبل الفصل الدراسي حتى يتسنى لنا استخدامها مع الطلاب بفاعلية.
وأضاف: لا بد من توفير الأمان الوظيفي للمعلم الأول حتى نستطيع ونتمكن من الأداء والمشاركة بفاعلية مع المشروع فالإحباط وعدم الشعور بالأمان الوظيفي يجعلنا لا نتفاعل مع المشروع، غير أنه لا بد أن يكثف فيه الجانب المهني والتربوي على وجه الخصوص.

الأكثر قراءة