نظرة في "وجهة نظر" المحرقي
إذا سئلت من عبد الله المحرقي؟ فلن تعدو الإجابة عن "هو عبد الله المحرقي" فقط, فهذا الفنان البحريني من مواليد 1939م أصبح رمزا من رموز الكاريكاتير في الوطن العربي وأشهر من نار على علم في منطقة الخليج، فعلى مدى خمسة وثلاثين عاما تقريبا وهو يتحفنا بإبداعاته الكاريكاتورية في "أخبار الخليج" البحرينية و"البيان" في دبي والعديد من المطبوعات العربية المختلفة، بل ويعتبر الأب الذي ولد الكاريكاتير في البحرين على يديه, وهو الحائز على الجائزة الدولية من معرض (جرولادورا) سنة 1980م بإيطاليا والميدالية الذهبية من (صالون الفنانين الفرنسيين) سنة 1983م وأول حائز على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون من دولة البحرين سنة 1985م والعديد من الإنجازات التي لا يتسع المجال لذكرها, كما تم نشر رسوماته في عدة كتب منها كتاب مناظر من الخليج ويضم مجموعة من أعماله التشكيلية سنة 1977م، وكتاب صور من الخليج 1988م ويضم أعمالا تشكيلية ملونة، كما قام بنشر كتابه الأول في الكاريكاتير سنة 1984م بعنوان (كاريكاتير محرقي), وأما كتابه الثاني فقد نشر في 1994م بعنوان (وجهة نظر) وهو الكتاب الذي سنقوم باستعراض بعض رسوماته في هذا العدد.
رغم إمكانيات المحرقي الهائلة مع اللون والتي تتضح من خلال لوحاته التشكيلية إلا أنه فضل الخوض في معركة اللونين الأبيض والأسود في الكاريكاتير فلم نحصل من خلال هذا الكتاب إلا على كاريكاتير واحد بالألوان ويمثل الغلاف ولكن جماليات خطوطه وطريقة إخراجه للعمل بالإضافة إلى سلامة التوزيع للونين الأبيض والأسود هو ما أضفى على هذا الكتاب طابعه الخاص, كما يتميز المحرقي ببساطة أفكاره بحيث تصل إلى جميع شرائح المجتمع وطبقاته على اختلافها, ولم يغفل استخدام المفارقة الكاريكاتيرية في كل لوحة بطريقة ساخرة فتجلى إبداعه أكثر من خلال طرحه القضايا السياسية لاسيما العربية منها بحس فني رفيع تأهله ليصبح أحد القلائل من فناني العرب المبدعين الذين أوصلوا الكاريكاتير إلى المحافل العالمية, رسام الكاريكاتير عبد الله المحرقي أضفى نكهته الخاصة على الكاريكاتير الخليجي بخطوطه المميزة والتي لو لم تحمل اسما فسنعرف أنها له, ومن مقدمة كتابه يقول "هذا الكتاب راعيت فيه التوازن بين القضايا المحلية والقضايا السياسية العالمية, كما راعيت أن أبين وجهة نظري بوضوح ليفهمها الصغير والكبير والبسيط والمثقف على السواء, وهذه المعادلة على صعوبتها إلا أنها من أساسيات مسؤولية فنان الكاريكاتير".