أساليب مجربة لتجاوز «كورونا» داخل الفصول الدراسية

أساليب مجربة لتجاوز «كورونا» داخل الفصول الدراسية
الجائحة لن تمنع تفوق ونجاح الصغار

إنها الحصة الأولى. يوجد أمامي 30 طفلا يبلغون من العمر 14 عاما، يرتدون سترات رمادية أنيقة مع تقليمة زرقاء، رؤوسهم منكبة على العمل. عيد الفصح يقترب وهذا هو تقييمهم في فصل الربيع.هناك صمت في الصف لا يخرقه سوى خدش الأقلام. نظرت إلى طلابي، وشعرت قليلا كما كنت أفعل بشأن أطفالي إذا كانوا نائمين. هناك شيء رائع بشأنهم عندما لا يتحدثون. فتاة مجتهدة ترفع يدها.
"آنسة، هل ينبغي عمل الرسم البياني بقلم رصاص أم قلم حبر؟" قلت: "شششش. لا أسئلة بمجرد بدء الامتحان". كل شيء طبيعي تماما، ومن واجبي التأكد أن يبقى على هذا النحو. أخبرتنا المدرسة أنه باستثناء تشجيع التعقيم المتكرر لليدين، فإن العمل يستمر كالمعتاد. إلا أن الأمور ليست كالمعتاد.
نظرت إلى ورقة الامتحان، مع أسئلته عن الاقتصاد التي كانت تبدو منطقية قبل شهر.
أي مما يلي قد يؤدي إلى تحول داخلي في الطلب على وجبات المطاعم:
أ) ارتفاع الدخل.
ب) ارتفاع أسعار الوجبات.
جـ) انخفاض أسعار الوجبات السريعة.
د) لا يوجد خيار، ففيروس كورونا - الذي يقتل المطاعم بسرعة بقدر المرضى وكبار السن.
خارج الدروس، بدأت الأمور تتدهور. هذا الصباح، وصل أحد زملائي وسعل مرتين أثناء دخوله إلى جهاز الكمبيوتر. طلب منه اثنان من المعلمين الآخرين في المكتب الصغير الذي نتشاركه الذهاب إلى المنزل. بعد عشر دقائق، كان على دراجته الهوائية؛ لن نراه لفترة طويلة.
ينقسم العالم إلى قسمين، ليس فقط بين الذين يعزلون أنفسهم والأشخاص في الوضع الطبيعي، بل هنالك أيضا القلقون والهادئون. يبدو أن القلق منتشر بشكل خاص بين الشباب. كان بعض من أصدقاء أطفالي الذين في العشرينات من العمر يخزنون الطعام لأسابيع، وتعقيم مفاتيح الضوء في كل مرة يمرون من جانبها.
واحدة من زميلاتي المعلمات الشابات تشعر بقلق مفهوم بشأن والدتها، المصابة بالسرطان، بينما الأم نفسها لا تزال تعمل وتتجول في المتاجر كما لو لم يحدث أي شيء.
المعلمون في الغالب هادئون أو يتظاهرون بالهدوء. لا يوجد شيء أكثر طمأنينة من القيام بأشياء عادية.
البقاء في المنزل قد يحد من انتشار الفيروس، لكنه يتسبب في وباء من القلق - الذي يتسرب في كل مرة يتجرأ فيها أحد بالدخول على الإنترنت.
بالنسبة إلي، كنت هادئة بعناد منذ البداية. من الناحية الدستورية وحسب التنشئة، أنا لا أتفاعل مع كل المخاوف الصحية، وعلى الرغم من صعوبة الحفاظ على ذلك هذه المرة كل يوم، إلا أنني أحاول.
في الإثنين السابق (الذي يبدو الآن بعيدا جدا)، أخبرت هذا الصف نفسه أن استجابة العالم لفيروس كورونا ربما ستعد أكبر مثال على سوء الإدارة الاقتصادية لحياتهم، وأن الناس الذين سيعانون أكثر من غيرهم هم الفقراء. عرضت عليهم المواضيع الإخبارية الكريهة: ورق التواليت ينفد، الأسهم تهبط، وشركات الطيران تنهار.
في ذلك الوقت، كان فيروس كورونا قد قتل 3800 شخص على مستوى العالم، بينما تقتل الإنفلونزا ما يبلغ 650 ألف شخص سنويا، وكذلك فإن الهواء السيئ في بريطانيا وحدها، يودي بحياة 30 ألف شخص في وقت مبكر.
اعترض أحد ألمع طلابي: "يا معلمة، سمعت أن 80 في المائة من السكان سيصابون به". أخبرته أنه مخطئ. "لا، لن يصابوا. قال كبير المستشارين الطبيين إن هذا كان أسوأ حالة. وحتى هو لا يعرف على وجه اليقين، وبالتالي لا ينبغي أن يخيف الجميع".
بدا أن طلاب الصف التاسع استوعبوا كل هذا. لم ينتبهوا إلى حقيقة أنني لست عالمة أوبئة، وحصلت على درجة متدنية في علم الأحياء في الجامعة. بالنسبة إليهم أنا معلمتهم، سلطة شاهقة في أي شيء اقتصادي، حكيمة في كل شيء.
في الليلة نفسها ذهبت لرؤية صديقة يبدو أنها لا تراني كعرافة. أخبرتها بحجتي، وأشارت إلى أن الشخص الوحيد الذي رأى الأمور كما فعلت كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.
مع الأسف، بعد يومين استسلم ترمب، وحظر جميع الرحلات الجوية الأوروبية - الأمر الذي تركني مكشوفة قليلا.
في تلك الليلة، اتصل برنامج توداي Today ليسأل ما إذا كنت أود الذهاب إلى الإذاعة للتحدث عن كيفية عملك من المنزل كمعلمة. قلت لا. أود الحديث عن كيف أنه من واجب المعلمة أن تكون في المدرسة لتعليم تلاميذها.
عندما سمعت أن بوريس جونسون أبقى المدارس مفتوحة، فرحت. تأثرت بجرأة مقامرته، على الرغم من أنها جاءت مقابل ثمن شخصي.
هذا الخميس هو يوم التعليم الشخصي والاجتماعي والصحي، عندما يتعلم الطلاب عن الجريمة والمال وأجسامهم - أخشى أنني قد أضطر إلى عرض ما على طلاب الصف التاسع. سأذهب إلى أبعد الحدود لتجنب ذلك - على الرغم من أنه ليس إلى حد الرغبة في إغلاق المدارس.
إنه وقت الغداء من يوم الإثنين الماضي، توجهت إلى مخبز جيل لأسعد نفسي بمعجنات مبالغ في سعرها. كان المكان مكتظا؛ جميع المهنيين المحليين يعملون من المنزل حتى لا ينقلون العدوى إلى بعضهما بعضا في المكتب - وبدلا من ذلك ينقلون العدوى إلى بعضهم بعضا في مخبز جيل. ليس لفترة أطول. بحلول الساعة الخامسة مساء، نجتمع حول جهاز كمبيوتر من أجل المؤتمر الصحافي اليومي، وهذه المرة أنا لست سعيدة.
بوريس جونسون يطلب منا تجنب الحانات والنوادي والمسارح - وهي رسالة بغيضة للمعلمين. هل من المقبول أن ندرس في صفوف ضيقة نلمس درابزين الدرج الذي لوثه 800 طفل بأيديهم، لكن ليس من المقبول الخروج بعد ذلك؟ الثلاثاء 17 من مارس، الأجواء في المدرسة تغيرت بين عشية وضحاها. لجنة كوبرا تجتمع يوميا، ومن اليوم سيعمل المعلمون في مدرستي.
هذا الصباح، 11 معلما ومعلمة في إجازة، وتم دمج الصفوف، وتوجيهنا جميعا لإعداد عمل لمدة أسبوعين للطلاب في حالة اضطرارنا إلى الإغلاق.سأنجز هذه المهمة وأنا غير سعيدة. الأطفال الذين لديهم آباء داعمون سيعملون على ما تم تحديده، لكن الأطفال الأضعف لن يفعلوا شيئا على الإطلاق.
في وقت لاحق، في الصف الـ11، فشل أربعة في أداء واجباتهم المنزلية. باختصار، أتساءل ما إذا كان من المنطقي معاقبتهم بالحجز، في الوقت الذي قالت فيه أخبار الصباح إن 250 ألف شخص في بريطانيا، قد يكونون على وشك الموت. أنا أعرف الجواب: نعم، إنه كذلك. لم يكن العقاب بالحجز أكثر طمأنينة مما هو الآن.
في طريقي إلى الطابعة، ارتطمت بالمدير، الذي كان أصغر مني بـ20 عاما. قال: لطف منك أن تأتي اليوم يا آنسة كيلاوي. بدوت متحيرة، ووضح أنني في فئة عالية الخطورة بسبب عمري.
بدأت اعترض على أن إحصائيات معدل الوفاة للبالغين من العمر 60 عاما ممتازة، لكنه بدأ يضحك. إذا كان مديري يلقي نكاتا سيئة بشأن الوضع، فربما سيكون كل شيء على ما يرام.
الأربعاء 18 من مارس، لا تزال المدرسة مفتوحة، لكن الآن هناك 17 معلما ومعلمة في إجازة. نحو ثلث التلاميذ لم يحضروا أيضا - الموجودون لا يهتمون. من المقرر تقديم إعلان في الساعة الخامسة، وتجمعنا حول جهاز كمبيوتر مترقبين.
توقفت عن وضع علامات على الورق لأنني لا أستطيع رؤية الجدوى من ذلك. أخيرا بدأت أشعر بالقلق؛ بدأت أنفاسي فجأة تبدو قصيرة بشكل مريب وسعلت مرة. في الساعة 5:19 جاء الإعلان: ستغلق المدارس يوم الجمعة. لا يوجد جانب إيجابي. لا يزال هناك خطر الموت غدا.

الأكثر قراءة