الطاقة- النفط

أسعار النفط تتراجع أكثر من 5 % .. خامس هبوط أسبوعي على التوالي

أسعار النفط تتراجع أكثر من 5 % .. خامس هبوط أسبوعي على التوالي

العرض الوفير وركود الطلب قد يصل بالفائض إلى 10.6 مليون برميل يومياً. "رويترز"

هوت أسعار النفط خمسة في المائة مواصلة خسائرها للأسبوع الخامس على التوالي مع طغيان تحطم الطلب الناتج عن فيروس كورونا على جهود التحفيز من صناع السياسات في أنحاء العالم.
وكلا عقدي الخام منخفض نحو الثلثين هذا العام في حين يجبر تهاوي النشاط الاقتصادي والطلب على الوقود جراء فيروس كورونا شركات النفط والطاقة على تقليص استثماراتها.
وبحسب "رويترز"، انخفض خام برنت 1.41 دولار بما يعادل 5.35 في المائة ليتحدد سعر التسوية عند 24.93 دولار للبرميل، والعقد منخفض نحو ثمانية في المائة في الأسبوع المنصرم، بينما أغلق الخام الأمريكي منخفضا 1.09 دولار أو 4.82 في المائة على 21.51 دولار، ونزل الخام الأمريكي أكثر من ثلاثة في المائة على مدار الأسبوع.
ويعتقد بوب ياوجر، مدير العقود الآجلة للطاقة لدى ميزوهو في نيويورك،: أنه "نفد ما لدينا من ذخيرة لدعم السوق.. الحكومة استنفدت ذخيرتها هذا الأسبوع الماضي، وفي الأسبوع الحالي ستكون السوق بمفردها".
وقال فاتح بيرول مدير وكالة الطاقة الدولية إنه في ظل لزوم ثلاثة مليارات شخص منازلهم، فإن الطلب العالمي على النفط قد يهبط 20 في المائة، داعيا كبار المنتجين إلى تقديم يد العون لجلب الاستقرار إلى أسواق الخام، لكن هذه الدعوات قد لا تكفي لإعادة ضبط السوق.
وبلغ الطلب العالمي على النفط 100 مليون برميل يوميا في 2019، وذكر بيرول أنه على الرغم من تدمير ضخم للطلب، فإن المعروض من النفط من المنتظر أن يزيد بمقدار ثلاثة ملايين برميل يوميا أخرى.
وتابع بيرول أن وكالة الطاقة الدولية، التي تنسق سياسات الطاقة للدول الصناعية، ستقدم توقعات وإطارا زمنيا أكثر وضوحا بشأن الطلب العالمي على النفط في غضون أسبوعين عندما تنشر تقريرها الشهري المقبل.
وأضاف أن تعافي الطلب لن يكون سهلا أو سريعا، متوقعا أن ينخفض إنتاج النفط في الولايات المتحدة بشكل كبير، لكنه سيفاجئ السوق بعد ذلك بالتحول إلى الارتفاع عندما يتعافى مع صعود أسعار النفط.
وعلى الرغم من تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي يشل الاقتصاد العالمي ويضعف الطلب على النفط، تستمر وفرة الإنتاج والمعروض، ما يضغط على قدرات التخزين، التي تكاد تصل إلى أقصى سعة لها.
وقال أوليفييه جاكوب من شركة "بتروماتريكس": "كنا نعلم أن زيادة الإنتاج ستضغط على مخزونات النفط .. لكن هذه الظاهرة تسارعت بصورة واضحة الأسبوع الماضي مع انهيار الطلب".
ونتيجة لذلك، يرى محللو "كبلر" في مذكرة، أن المخزونات الحالية من النفط الخام على الأرض وفي السفن "تجاوزت الذروة السابقة التي وصلت إليها في أوائل 2017، وهذه المخزونات تواصل الارتفاع".
وبين العرض الوفير وركود الطلب، يمكن أن يصل فائض النفط العالمي "إلى 10.6 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام"، وفقا لحسابات مايكل تران، المحلل لدى "آر بي سي بنك"، وهذا يعني أنه سيصل على مدار الفترة المذكورة إلى مليار برميل جديد تحتاج إلى تخزينها، وهي كمية تكفي "للاقتراب من حدود التخزين في نهاية العام أو أوائل 2021".
ويضيف جاكوب: "تزداد الاحتياطيات في البدء في البلدان المستهلكة، حيث توجد مصاف للنفط"، ثم على السفن، قبل أن ينتقل الضغط إلى المنتجين الذين سيتعين عليهم إبطاء إنتاجهم وترك النفط في الحقول.
وأشار جاكوب إلى أن الكيروسين المستخدم كوقود للطائرات هو "أول منتج بترولي سيعاني" بسبب توقف قطاع الطيران تقريبا.
وأكد اتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا) أن النقل الجوي يشهد حاليا "أعمق أزمة على الإطلاق"، وباتت هذه الأزمة تؤثر في 98 في المائة من حركة الركاب حول العالم، وفقا للاتحاد.
وقدرت شركة "ريستاد إنرجي" انخفاض الطلب في هذا القطاع 20 في المائة، أو 1.4 مليون برميل في اليوم، وهو ما يكفي لملء خزانات الكيروسين "إلى أقصى حد لها في أبريل"، وفق المحلل لدى الشركة بيورنار تونهاوجن.
بالإضافة إلى المنشآت البرية، تعبأ أيضا ناقلات ذات خزانات كبيرة للحفاظ على الخام الزائد، ويؤكد ستيفان برينوك من شركة "بي في إم" أن عمالقة النفط "يهرعون لتأمين الناقلات لأغراض التخزين، خوفا من امتلاء خزانات المنشآت الساحلية إلى أقصى حد لها في غضون بضعة أشهر".
وتشجع على هذا الإقبال حالة "التأجيل" وهي ظاهرة نادرة في سوق البيع الآجلة بالاستفادة من اختلاف السعر بين العقود القريبة والبعيدة للمنتج نفسه.
ويفتح ذلك المجال أمام مشغلي السوق لشراء براميل النفط وتخزينها في أقرب وقت ممكن وضمان تغطية أنفسهم في سوق العقود الآجلة لبيعها لاحقا بسعر أفضل، وقال جاكوب إن "معظم المصافي أعلنت أنها تبطئ معدل الاستخدام"، للتكيف مع تراجع الطلب.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد تونهاوجن أنهم "يرون أن هوامشهم تتضاءل" بسبب انخفاض الأسعار، ويعملون وفق خطط توفير ضخمة.
وهذه هي على سبيل المثال حالة مجموعة "توتال الفرنسية"، التي أعلنت الإثنين الماضي تخفيض استثماراتها بأكثر من ثلاثة مليارات دولار.
لكن الوضع يختلف من بلد إلى آخر، إذ أفاد أحدث تقرير وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أن المصافي الأمريكية تعمل بنسبة 87.3 في المائة من طاقتها، بارتفاع، مقارنة بالأسبوع السابق، ولكن يبدو أن شركة النفط الأمريكية "فيليبس 66" تجاري ما تفعله "توتال"، بقولها إنها اضطرت إلى تأجيل وإلغاء عديد من مشاريعها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط