أكاديميات سود يحققن النجاح رغم كل الصعاب

أكاديميات سود يحققن النجاح رغم كل الصعاب

تأمل فونمي أولونيساكين، أستاذة الأمن والقيادة والتنمية في جامعة كينجز كوليدج لندن، أن يساعد معرض جديد بعنوان: "نساء استثنائيات" Phenomenal Women، الذي يستعرض جهود أستاذات من ذوات البشرة السوداء في بريطانيا، لأجل إقناع الجيل المقبل بالتمسك بحياتهن المهنية.
وتقول: "رأيت كثيرا من الشابات يغادرن الأوساط الأكاديمية لأنهن محبطات". وتضيف: "إذا سمعت قصص حياة الأكاديميات المهنية في بداياتها، تجد أنهن يكافحن ويتساءلن كيف سيواصلن فعل ذلك طوال حياتهن المهنية؟ هذا يبعث برسالة مفادها أنه يمكنهن فعل ذلك".
يتضمن المعرض صورا للأكاديميات، من تصوير بيل نايت، من ضمنهن برناردين إيفاريستو، وهي أستاذة في الكتابة الإبداعية حائزة على جائزة بوكر، والفنانة سونيا بويس، ضمن أخريات في مجالات تتنوع من الجغرافيا إلى القانون. كانت المشاركة في المعرض مهمة بشكل شخصي بالنسبة إلى الأستاذة أولونيساكين. لقد سلط المعرض الضوء على الأخريات اللاتي يشاركن التحديات الناجمة عن كونهن جزءا من أقلية في هذا الدور، وجعلنها تدرك "أن بعض المواقف التي واجهتها لم تكن لمرة واحدة". من أصل نحو 19285 أستاذا في جامعات بريطانيا، هناك 12795 أستاذا و4560 أستاذة من ذوي البشرة البيضاء، وفقا لتقرير نشر العام الماضي من قبل "أدفانس إتش إي". في المقابل، ليس هناك سوى 90 أستاذا و35 أستاذة من ذوي البشرةالسوداء. أشرفت على تنظيم المعرض نيكولا رولوك، وهي قارئة في مجالي المساواة والتعليم في كلية جولدسميث، في جامعة لندن وأعدت تقرير العام الماضي بعنوان: "كوني قوية" Staying Power أجرت فيه مقابلات مع أستاذات من ذوات البشرة السوداء، حول تجربتهن في قطاع التعليم العالي. رولوك عضوة في مجموعات التنوع في مؤسسة ويلكم ترست الخيرية وجمعية العلوم البريطانية، وكانت أيضا جزءا من تحقيقات لجنة برلمانية عن العلاقات بين الشرطة والعرق. سيتم إطلاق معرضها هذا الشهر ليسلط الضوء على قضايا محددة تواجهها النساء ذوات البشرة السوداء.
ذكر تقرير "كوني قوية" أن "ثقافة التنمر الصريح والسلبي لا تزال قائمة في كل مجالات التعليم العالي، إلى جانب القوالب النمطية والاعتداءات العنصرية الصغيرة.
المشاركون في الاستطلاع أدلوا برواياتهم عن نبذهم من قبل الزملاء - بمن فيهم رؤساء الإدارات - خلال الاجتماعات والمناسبات الاجتماعية، مثلا. كما وجدت أدلة على وجوب حصول الأساتذة ذوي البشرة السوداء على سجلات أكاديمية أفضل من نظرائهم من ذوي البشرة البيضاء، لضمان الترقية، وقد تفاقم ذلك بسبب مسار الأستاذية الذي يتسم "بالافتقار إلى الشفافية والإنصاف".
تحدثت ذوات البشرة السوداء عن تقويضهن واكتشافهن أن المهام العملية قد تحولت إلى معركة، في حين "يتعين عليهن باستمرار المثابرة وإثبات الذات". تقول رولوك: تحدثت النساء عن "ذهابهن للعلاج النفسي أو وضعهن حدودا واضحة للغاية، تفصل بين حياتهن العملية وحياتهن المنزلية لأجل لحماية أنفسهن وسلامتهن العقلية من هذا الهجوم المتواصل، من التقويض والتنمر".
هذا يؤكد النتائج التي توصل إليها تقرير مجلس النقابات حول العنصرية في العمل، الذي أشار إلى تعرض 37 في المائة من العاملين من ذوي البشرة السوداء والأقليات العرقية إلى "التنمر أو الإساءة أو التمييز في العمل". وفقا للأرقام الحكومية، فإن 6 في المائة فقط من القوى العاملة من ذوي البشرة السوداء، إما مدير أو رئيس أو مسؤول كبير، مقارنة بنحو 11 في المائة من ذوي البشرة البيضاء.
في بريطانيا، هناك 2.3 مليون من مديري الشركات والمسؤولين من ذوي البشرة البيضاء (8 في المائة من العاملين البيض) مقابل 36721 من ذوي البشرة السوداء (3.7 في المائة).
كما أن نحو 5.6 في المائة من العاملين ذوي البشرة البيضاء من المتخصصين في العلوم والهندسة والتكنولوجيا، مقارنة بـ3.3 في المائة من العاملين من البشرة السوداء.
عندما تركز المناقشات في مكان العمل على النساء، تميل إلى معاملتهن على أنهن مجموعة متجانسة. تقول رولوك إن الجنس ينبغي أن يحظى بالأولوية: إلا "أنه يتداخل مع العرق وعوامل أخرى أيضا، ومن المهم بالفعل أن نولي ذلك اهتماما أكثر جدية". كشفت المقابلات مع أستاذات ذوات البشرة السوداء أن النسوية قد تثبت أنها "منطقة حصرية إلى حد ما". ماذا عن الأساتذة الذكور ذوي البشرة السوداء؟ تقول رولوك:"بدأت مع المجموعة الأصغر، فلو كان الرجال ذوي البشرة السوداء المجموعة الأصغر، لكنا سنقيم معرضا عن الرجال السود".
تقول رولوك إن المناقشات التي تدور حول العرق صعبة. "هناك قضية هيكلية خطيرة ومنظمة لدينا في بريطانيا، لا نواجهها ولسناعلى استعداد للحديث عنها بصراحة وصدق".
وبحسب تعبير رولوك فإنه غالبا ما يكون الأشخاص ذوو البشرة البيضاء دفاعيين فيما يتعلق بقضايا العرق، التي لها تأثير "إنهاء الحوار، فهي تعيد الشخص ذي البشرة البيضاء إلى فكرة كونه ضحية أو إلى مركز الحوار، وأنت لم تعد تهتم بمخاوف الجماعةغير الممثلة على الوجه الكافي". تريد رولوك أن يسلط المعرض الضوء على إنجازات الأستاذات ذوات البشرة السوداء، وتأمل أن يحفز الزميلات على الاستماع إلى تجاربهن وتعديل سلوكهن وفقا لذلك. توصي في تقريرها بأن تتسم إجراءات الترقية والتفاوض بشأن الراتب بالشفافية، إضافة إلى مبادرات محددة تدعم الأكاديميات ذوات البشرة السوداء. تقترح أيضا تدريبا صارما للموظفين الإداريين، إضافة إلى إيجاد ثقافة عدم التسامح مع التنمر، التي يتم فيها تشجيع الإبلاغ عن المخالفات دونما توبيخ.
"العمل غير المرئي" أيضا مشكلة. كثيرا ما يتم تشجيع النساء ذوات البشرة السوداء على المشاركة في المبادرات التي تهدف إلى تحسين التنوع، أو توجيه الطلاب ذوي البشرة السوداء.
العمل غير مرئي وغير مقدر، وله تأثير في الوقت المستغرق في العمل المهني. "أنت في الأساس تقدم عملا مجانيا فقط، وهذا العمل المجاني يأتي على خلفية هويتك. إذا كانت المؤسسة تقدر حقا تلك المعارف المتخصصة، عندها ينبغي أن يتم إدراج ذلك في معايير الترقيات".
يسر سينثيا باين، أستاذة صحة الأسنان العامة في كلية الملكة ماري، جامعة لندن، أن تتاح لها فرصة لقاء أساتذة آخرين شاركوا في المعرض.
وتقول: "نحن معزولون للغاية". تساعد الصور على تسليط الضوء على البيانات. "يمكنك رفع قضية لزيادة التنوع إذا كانت لديك بيانات موضوعية، وإلا سيتم اتهامك بأنك في حالة هستيرية" على حد قولها.

الأكثر قراءة