مراكز تجارية كبيرة تخذل مستهلكيها.. والدور الآن على الصغيرة
لا يكلف المواطن حسين الألمعي نفسه عناء الذهاب إلى المراكز التجارية الكبيرة بعدما أصبحت المحال الصغيرة تنافسها في الأسعار، فمرتادو المراكز التجارية الكبيرة في الرياض لا يجدون فرقاً في الأسعار بينها وبين المحال الصغيرة، إذ يبدو أن الأخيرة باتت أكثر جدوى للمستهلكين.
ويرى الألمعي أنه يفترض بتلك الأسواق أن تقدم سعراً جيداً للمستهلكين حتى يتوافدوا عليها، فهذه المراكز الكبرى تشتري كميات كبيرة من السلع، وليست مثل تلك المحال الصغيرة التي تشتري كميات قليلة وتكتفي بربح قليل، وبالتالي فإن خفض قدر الربح لن يجعل هذا المركز التجاري أو ذاك خاسراً"، مشيراً إلى أن المستهلك الذي يقبل على تلك المراكز التجارية يضيع الكثير من الوقت بسبب الزحام والبحث عن السلع التي عليها عروض، إضافة إلى ذلك فإنه يأخذ وقتا طويلاً في وقوفه أمام "الكاشير" بسبب تدفق المستهلكين بحثاً عن العروض التي تعني لهم توفير بعض الريالات يسدون بها حاجاتهم، لافتا إلى أن الزحام الذي يشهده كثير من الأسواق لا يعني ارتفاع حجم المبيعات، وإنما هناك الكثير من المستهلكين يأتون إلى هذا المركز أو ذاك للفرجة ومعرفة الأسعار وحين يجدون أسعارها لا تختلف عن أسعار المحال الصغيرة يتركونها غير مأسوف عليها.
من جانبه، يؤكد مبروك الزهراني أن "كثيرا من تلك الأسواق والمراكز التجارية لا تمتلك استراتيجية تنافسية تسهم في جذب الزبائن إليها"، مشيراً إلى أن هناك مراكز أخرى لديها استراتيجية جيدة وممتازة، وهذه الاستراتيجية تعتمد على تكليف عدد من العاملين لديها ليكونوا مندوبين مختصين بمعرفة أسعار مختلف السلع، وهؤلاء المندوبين ليس لهم مهام سوى زيارة المراكز التجارية وتدوين الأسعار لدى تلك المراكز، ومن ثم يبلغون الجهة التي يعملون لديها بعد تدوين الملحوظات من قبلهم عن السلع الأكثر رواجا، وبعد استخلاص جميع المعلومات يقوم المركز بالتخفيض ووضع الأسعار المناسبة وفقا لتلك الملحوظات، موضحا أن هذا الأمر يترك في أذهان المستهلكين أن هذا المركز هو الأفضل في تقديم الأسعار، ويواصل: "صحيح أن الفارق ليس كبيرا وقد لا يتجاوز بضع هللات، وفي بعض الأحيان يكون الفارق كبيرا، ولكن المحصلة في النهاية هو أنه يبيع بسعر أقل من المراكز الأخرى وبالتالي يترك المستهلك نفسه يتولى عملية الترويج لهذا المركز، ويتم ذلك حين تتم المقارنة في الأسعار بما اشتراه جاره أو قريبه ، فيخبره أنه وجد نفس السلعة في مركز آخر بقيمة أقل كثيرا من تلك التي اشتراها، وحين يتكرر هذا الأمر يحقق ذلك المركز أرباحاً مستمرة وتدفقا متزايدا في عدد المستهلكين.
من جهة أخرى، يقول أحد العاملين في تلك المراكز إنه هو نفسه لا يفضل الذهاب إلى تلك المراكز التجارية للتسوق مع أفراد عائلته، فهو يدرك أن تخفيضاتها ليست بذاك القدر الذي يدفعه بالذهاب إليها، ويضيف: "لن تكون مضطرا في المحال الصغيرة للبحث عن السلعة أو الوقوف في الطابور لوقت طويل لدفع ثمن السلع التي قمت بشرائها".