كرة القدم ترمي بالأنشطة الاجتماعية خارج الأندية
تعاني الأندية السعودية غيابا كبيرا في تفعيل الأنشطة الاجتماعية رغم أهميتها الكبيرة جدا في الارتقاء بسلوك الشباب ودمجهم في برامج مفيدة ومحاضرات توعية تهذب سلوكهم وتنير طريقهم.
وفي الرغم من أن أهم أسباب إنشاء الأندية الرياضية من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب في المدن والمحافظات والقرى هي لإقامة الأنشطة الثقافية والرياضية بها، لذا فإن الجميع يلحظ في لوحات الأندية وجود اسم النادي وتحته عبارة( اجتماعي، رياضي، ثقافي)، رغم أن هذه الشعارات في حقيقتها لا تتجاوز كتابتها باستثناء الأنشطة الرياضية.
وسلبت كرة القدم وشئونها من الأندية الكبرى والصغرى قاطبة الاهتمام بالأنشطة الاجتماعية، وبات حتى في مفهوم المشجع والمسئول على حد سواء أن الأندية هي ممارسة كرة فقط لا أكثر ولا أقل.
وطالب كثير من مشرفي النشاط الاجتماعي في الأندية بأهمية بتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب عن طريق اقتطاع ميزانية خاصة لهذه الأنشطة، وكذا تحفيز العاملين بدورات ومكافآت لدعمهم.
"الاقتصادية" تناقش أبرز المسببات في تغييب النشاط الاجتماعي عن الأندية، وكيف يمكن أن نعيده من جديد وبمفهومه الحقيقي في الأندية السعودية.
#2#
أكد منصور الخضيري وكيل الرئيس العام لشؤون الشباب أن إمكانيات الأنشطة الاجتماعية قليلة جداً ولا تؤدي الغرض الكامل، وسبق المطالبة برفع إمكاناتها المادية والبشرية، وهي تقع ضمن المسؤوليات التي تتولاها الرئاسة وتشرف عليها، ومنها معسكرات العمل التطوعي، أسابيع الخدمة العامة، اللقاءات والرحلات الشبابية وتبادل الزيارات بين شباب مناطق المملكة وبيوت الشباب المنتشرة في المملكة، إضافة إلى النشاط الكشفي كنشاط رئيس تسهم فيه الرئاسة من خلال الأندية ومن خلال برامجها المركزية.
وأضاف الأمثلة على ذلك كثيرة فلدينا على المستوى المحلي معسكرات خدمة الحجيج للكشافة ومعسكرات العمل التطوعي والمعسكرات الاجتماعية، وعلى الصعيد العربي تشارك المملكة في كافة البرامج الاجتماعية سواء في معسكرات العمل العربية، أو مهرجانات الشباب العربي، أو ندوات العمل الاجتماعي، أو تبادل الزيارات الشبابية مع الدول الشقيقة والصديقة ومن أبرز الأنشطة الاجتماعية المقبلة أيضا معسكر العمل العربي التطوعي الذي ستستضيفه المملكة الصيف المقبل بمشاركة 20 دولة عربية.
وأشار إلى أن الرئاسة تقدم كثيرا من البرامج التوعوية الاجتماعية من خلال الأندية، وساعات الملاعب والاستفادة من النقل التلفزيوني للمباريات في بث التوعية الاجتماعية مثل مكافحة المخدرات والأسابيع التوعوية، كما أن الرئاسة تنسق مع الجهات الحكومية المختلفة مثل وزارة الصحة، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، الهيئة العامة للسياحة، ووزارة الشؤون الاجتماعية خاصة برامج المعاقين.
ويشير ذعذاع العصيمي المشرف الاجتماعي في نادي الدرع من الدوادمي إلى أن عدم وجود ميزانية محدده للنشاط الاجتماعي وتركيز الأندية في صرف ميزانياتها المحدودة على الأنشطة الرياضية وخصوصاً كرة القدم سهم بشكل كبير في غياب المناشط الاجتماعية، إضافة إلى عدم وضوح الأهداف والوسائل المحققة لها من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب وانعدام اللقاءات بين مشرفي الأندية ومسئولي الأنشطة الاجتماعية.
وطالب بضرورة الاستعانة بمشرفي الأندية في البرامج المركزية التي تقيمها وتشرف عليها الرئاسة كالرحلات والمعسكرات المركزية.
وأقترح أن يكون هنالك تواصل بين الإدارة العامة للنشاطات الاجتماعية في الرئاسة والأندية السعودية من خلال إنشاء بوابة إلكترونية للأنشطة الاجتماعية على شبكة الإنترنت يستفيد منها الجميع وتكون بوابة إعلامية لأبرز ما يدور في الـ 153 ناديا المنتشرة في ربوع مملكتنا من مناشط وفعاليات مختلفة.
وحث رؤساء المكاتب الفرعية والرئيسية ورؤساء الأندية بالاهتمام بالمناشط الاجتماعية وتفعيلها داخل الأندية.
ويرى فيصل المويجد المشرف الاجتماعي في نادي نجد بحوطة سدير بأن النشاط الاجتماعي يعتبر من الأنشطة المهمة في الأندية ويحتاج إلى إعادة نظر لتطويره وتفعيله لتتحقق أهدافها المرسومة.
وقال" نحن في نادي نجد بحوطة سدير خضنا تجربة قوية في النشاط الاجتماعي على مدى عامين ماضيين 1428 و1429 هـ بإقامة ناد صيفي حقق نجاحا باهرا فاق التصور من خلال أعداد الشباب المسجلين وخاصة المرحلة الثانوية والجامعية، لما تملكه الأندية من إمكانات بخلاف تواجد النادي الصيفي في المدارس التي لا تملك وسائل ترفيهية يحتاجها الشاب، فلماذا لا تتبنى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إقامة مراكز صيفية شبابية في الأندية، والاستفادة من تجربة وزارة التربية والتعليم في هذا المجال لتقديم رافد مهم للشباب والاستفادة من وقت الفراغ بالنافع المفيد.
ويرى المويجد ضرورة إيجاد خطة معتمدة من الرئاسة تسهل عملية إبداع المشرف الاجتماعي مع عقد اجتماعات ودورات بين المشرفين الاجتماعيين في الأندية لتطوير الأداء وتجديد الطاقة والتحفيز وزيادة الدافعية، ووضع حوافز للمشرف الاجتماعي المتميز كي نضمن التطوير والإبداع الدائم وأقلها المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج كما يجب على المشرف الاستفادة من لاعبي الألعاب المختلفة في النادي في تفعيل أنشطة أنشطته الاجتماعية.
كما شخص محمد بن عبد العزيز السعود المشرف الاجتماعي في نادي الاعتماد من روضة سدير القصور في عدم تفعيل الأنشطة الاجتماعية في الأندية إلى أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لم تخصص ميزانية خاصة بالبرامج الاجتماعية وإنما أوكلت مهمة تخصيص الدعم لإدارات الأندية التي تعاني وطأة الديون نتيجة ضعف الإعانة السنوية المقطوعة والتي لا تغطي ما يحتاجه النشاط الرياضي بخلاف الاجتماعي.
وأبان أن بعض الأندية غير مهيئ لإقامة بعض الأنشطة الاجتماعية إضافة إلى عدم توافر وسائل نقل جيدة حالت دون إقامة كثير من الرحلات والزيارات لمناطق مملكتنا الغالية ولاسيما أن هذه البرامج تعتبر من صميم العمل الاجتماعي.
واقترح السعود تشكيل مجلس للنشاط الاجتماعي على مستوى مكاتب الرئاسة العامة لرعاية الشباب لزيادة الإنتاجية والتطوير وعمل تبادل زيارات رسمية بين الأندية للاستفادة من الخبرات المختلفة والتجارب الفريدة.