معلمو الـ 50 مدرسة يستشرفون المستقبل: تطوير التعليم .. حلم يتحقق !
معلمو الـ 50 مدرسة يستشرفون المستقبل: تطوير التعليم .. حلم يتحقق !
أوضح عدد من المعلمين أن العمل في مشروع الملك عبد الله مرحلة واعدة في مسيرة التربية والتعليم, وقد بدأت تتضح ملامحها من خلال مدارس تطوير المنبثقة عن المشروع والبالغ عددها 50 مدرسة, والتي تمثل أنموذجا لمدارس المستقبل في مختلف المناطق والمحافظات، وأضافوا أن إدارة المشروع تعتمد على بذل قصارى جهدها لتوفير جميع التسهيلات لمديري ومديرات مدارس مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم "تطوير"، لإيجاد القائد التربوي بكامل عناصره، مضيفين أن إدارة المشروع تعقد بصفة مستمرة دورات تدريبية متلاحقة لتهيئة إدارة المدرسة في تطبيق برامجه .
من هنا يؤكد عبد الرحمن بهكلي مدير ثانوية معاذ بن جبل في جازان أن مدارس "تطوير" تسعى إلى تعليم متميز يسهم في بناء شخصية المتعلم المتوازنة في بيئة معرفية متطورة وفق جودة عالية، من خلال إكساب المتعلم مهارات التعلم والمهارات الحياتية، في ظل تعليم يواكب التوجهات العالمية، ملتزم بالثوابت الدينية والقيم الاجتماعية .
وأكد بهكلي أن مدارس "تطوير" تهدف إلى بناء نموذج قياسي قابل للتقويم والتطوير، تتمثل فيه عناصر المدرسة الحديثة : المنهج الرقمي، البيئة التقنية، العلاقات الاتصالية، التطوير المهني الذاتي المستمر المرتبط بالحياة والعمل ، المفاهيم التربوية الحديثة ، وفي ضوء هذا النموذج يتم تصميم النموذج التطويري الحديث القابل للتعميم ، وبناء منظومة المعايير والمقارنات المرجعية.
ويقول مصلح الشيخ وهو معلم في ثانوية ابن الخلدون في جدة: "إن مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم يعد نقلة للتعليم في المملكة حيث يطبق منهجية التعليم العالمي الحديث التي تعتمد على التقنية الحديثة, كما تبنت إدارة المشروع العديد من الدورات المخصصة لهذا العمل الجبار في جميع مجالات التعليم داخل المدرسة، وقد عقدت الدورات لجميع المعلمين والإداريين, ثم بعد ذلك نقلنا هذه الدورات إلى أبنائنا الطلاب مع بداية العام الدراسي مثل: دورات تعريفية باستخدام السبورة الذكية واستخدام شبكة الحوسبة وشبكة الإنترنت، وقد سعت الجهات المسؤولة لتهيئة البيئة المدرسية بجميع جوانبها, وقد كلفت بعض الجهات بتهيئتها وما تم عمله في مدرستنا نعتبره خطة رائدة للتعليم في بلادنا".
وعد يوسف العامر مدير ثانوية القدس في الرس المشروع مبادرة وطنية راقية، يسعى لإيجاد جو تقني يمتاز بجودة عالية، ويعتني بتوازن شخصية الطالب، وإحساسه بوجوده في الساحة, وأنه ليس متلقيا فقط، بل يأخذ ويعطي بالمعلومة التي تكسبه جرأة متوازنة ذات مبادئ دينية وقيم اجتماعية راقية.
وأضاف العامر أن الطلاب انتقلوا هذا العام لمدرسة تعنى بالتطوير بعدما كانوا يتلقون تعليمهم في مدرسة تقليدية، فمن السبورة التقليدية انتقلوا إلى سبورات ذكية وتجهيزات إلكترونية.. وما زالت تتوالى التجهيزات والمبادرات لهذا المشروع، وسيتسلم الطلاب أجهزة حاسب, وسيكون هناك تبادل إلكتروني بينهم وبين المعلم لأن المدرسة صارت الآن مجهزة إلكترونيا، ويستفيد منها طلاب المدارس الأخرى سواء في وقت الدوام الرسمي أو في المساء من حيث البرامج المرسومة المسائية التي تعتني بالطالب وقدراته.
وكان لمديرات المدارس رأي حول المشروع, حيث تشير فوز أحمد طباخ مديرة الثانوية الثانية في المدينة المنورة إلى شعورها بالفخر والاعتزاز أن يتم اختيار مدرستها ضمن هذا المشروع، مضيفة : "بداية الأمر كان هذا المشروع يتطلب أن تكون لدينا الثقة في تطبيقه، وتم تهيئتنا للخوض في الدورات المخصصة لمديرات المدارس, فكانت بداية الانطلاقة من مديرة المدرسة ومن ثم المعلمات ورائدات النشاط والمشرفات، بعد ذلك كانت الدورات التي تم تعميمها على جميع مناطق المملكة. وطبعاً لم نحصل خلال فترة تدريبية على أي إجازات, لكن ذلك من أجل تحقيق ما يرمي إليه هذا المشروع، وكان في البداية أسبوع تحضيري تم إعداده للطالبات لتهيئتهن نفسياً وتقنياً لهذا المشروع وثم حضور عديد من المشرفات من مراكز تطوير ومشرفات من منطقة المدينة, وبدأنا في تفعيل المجتمع المحلي من أجل الإسهام في التوعية عن هذا المشروع".
وتقول بدرية العوفي مديرة الثانوية الثانية في الظهران، "مدرستنا إحدى مدارس مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام وكلمة مشروع الملك عبد الله أعطتني دافعاً لأقبل عليه بنفس عازمة على التحدي، وقد بدأت أول دورة في شهر رجب وكانت أول انطلاقة, حيث أحسست بأن الحلم سيتحقق، بعد ذلك دخلت في دورات متعددة وكلما عدت من الدورة طرحت ما أخذت منها على الفريق الذي لدي، وقد كان معي فريق جدير بالعمل، واستطعنا بعد ممارسة ومشاركات وحماس الجميع أن نتخطى كثيرا من العواقب".
وبينت عائشة با زيد مديرة الثانوية الثانية في القنفذة "لقد بدأت رحلتنا مع التطوير حيث تم زيارة مدرستنا للاطلاع عليها من أجل معرفة مدى انطباق معايير الترشيح عليها, وتم تأهيل قيادات المدرسة وتأهيلها بدورة القيادة تحت اسم البرنامج الاحترافي, وتعد هذه الدورة التي نحضرها الآن الدورة الثانية التي سيتبعها دورات أخرى تأهيلية تشاركية معلنة وواضحة للجميع, وهناك خطط طموحة للمشروع سنتدرب عليها لنصبح قادرات على إدارة هذه المدارس ويتبعنا قائدات، ولقد كنا نحلم بعديد من التجهيزات في المدارس والآن أصبحت حقيقة بفضل الله"، وقالت: "إن الطالبة الآن أصبحت تلمس هذا التطور على أرض الواقع حيث معامل الحاسب ومصادر التعلم، والطالبة والمعلمة أصبحتا تتعاملان مع السبورة الذكية التي ستختصر لهما الكثير من الجهد والوقت، وأرى تفاعلا كبيرا ودعما من المجتمع المحلي وإدارة التعليم".