سائحة أمريكية: السعودية تمتلك سحرا خاصا لا يعرفه الأمريكيون
لا تدري الأمريكية جون سميث كيف تصف مدى استمتاعها بزيارة المملكة على حد تعبيرها، خاصة أن أصدقائها جميعا كانوا يتساءلون عن سبب الزيارة، وقالت: " إنهم يعتقدون أنها مجرد صحراء يسكنها أناس ليسوا كالأمريكيين، غير أن ما شاهدته كان سحرا من الجبال جنوبا في مدائن صالح إلى المواقع الأسطورية شمالا، مرورا بسواحل جدة. إنها أبعد مما توقعته".
وتذكر سميث على موقع في شبكة الإنترنت بأن زيارتها لبعض الأسر السعودية في منازلها كشفت لها أن الأب السعودي حنون على بناته بعكس ما تصف الكتب التي قرأتها بأنه يميل إلى أبنائه فقط ولا يحفل بالإناث"، مشيرة إلى أنها وجدت أن العباءة مريحة جدا وسهلة الارتداء، كما لفت انتباهها اعتزاز السعوديين بأنفسهم "السعوديون شديدو الحساسية تجاه عاداتهم وتقاليدهم، ويتحلون بالهدوء، وهم شعب محافظ خصوصا في الأماكن العامة كالمطارات والمطاعم"، إلى جانب ملاحظتها أن السعوديين لا يتحدثون بصوت عال حينما قالت: "عندما عدت إلى الولايات المتحدة وخلال انتظاري في المطار لرحلة العودة إلى مدينتي، أزعجني حديث البعض عبر هواتفهم الخلوية بصوت عال، حينها تمنيت العودة إلى جدة، فمن الجميل أن تشاهد الناس يتصرفون كما ينبغي لهم أن يتصرفوا في الأماكن العامة تماما كما شاهدت السعودية".
ولم تكن العباءة أو تعامل السعوديين مع أبنائهم وبناتهم هما مصدر الإعجاب فقط، بل إن توقف مرافقي المجموعة السياحية لأداء الصلاة من أكثر الأمور التي شدت انتباهها وأثارت حفيظتها، حيث تصف ذلك بقولها: "كل سائقي السيارات التي كانت تقلنا في الصحراء ورجال الأمن يصلون جميعا على الرمال، قام الصحافي الذي يرافقنا برفع الأذان ثم اصطف الرجال من خلفه لأداء الصلاة، كان صوته جميلا، وبينما الشمس كانت تتجه للغروب كان صدى صوته الرخيم يتردد في الصحراء".
وتبدي جون في رسالة كتبتها لوكالة السفر والسياحة الأمريكية التي نظمت رحلة لها خلال 16 يوما: "مما لاشك فيه أنها بلاد رائعة، لقد تعرفت من خلال هذه الرحلة التي رافقني خلالها ستة أشخاص على نمط حياة السعوديين، هناك العديد من المواقع الطبيعية والتاريخية والمباني الحديثة والجامعات والمتاحف"، مشيرة إلى اهتمام المملكة بتنمية صناعة السياحة والبدء في إصدار التأشيرات السياحية.
وحول برنامج الرحلة تقول: "وصلنا الرياض قادمين من مطار كيندي الدولي في نيويورك، وفي اليوم التالي غادرنا العاصمة إلى نجران حيث بتنا هناك ليلتين، وبالسيارة توجهنا إلى أبها وبتنا في هذه ليلتين أيضا، وفي العلا مكثنا ثلاث ليال، زرنا خلالها مدائن صالح، وقضينا ليلتين ما بين سكاكا وتيماء، وقد أتيحت لنا فرصة زيارة حائل لمدة ليلتين، وهناك اطلعنا على النقوش الصخرية في قرية جبة التراثية، وأخيرا أمضينا ليلتين في جدة قبل المغادرة إلى واشنطن ديسي".
وتعرض السائحة الأمريكية صفحات على شبكة الإنترنت تحدثت خلالها بالصور الفوتوغرافية عن خط الرحلة بين الوجهات السياحية السعودية، وحفاوة الناس، إضافة إلى مشاهداتها فنون العمارة، والمتاحف، والأشجار والنباتات، والنقوش الحجرية، والطعام، والجمال، والآثار، وقالت :"إن مشاهدة هذه النقوش الصخرية التي نحتت منذ أزمنة بعيدة جدا كفيلة بأن تجعل المرء يشعر بأنه مازال صغيرا".