السودانيون.. ترابط أسري ويد واحدة في مواجهة الغربة

السودانيون.. ترابط أسري ويد واحدة في مواجهة الغربة

ينفرد أبناء الجالية السودانية بالترابط العجيب فيما بينهم، فبرغم من غربتهم ومشاغل الحياة إلا أنها لم تلههم عن صلة الرحم وتلمس حاجات بعضهم، ضاربين بذلك أروع الأمثلة في الترابط الأخوي وعدم التخلي عن أبناء جلدتهم في الغربة، إذ إن أغلب أبناء السودان يقيمون مناسباتهم واجتماعاتهم ويدعون إليها أبناء مناطقهم التي ينتمون إليها في السودان، حيث إن لكل مدينة ينتمي إليها الوافد السوداني اجتماعاتهم الخاصة التي غالبا ما يحضرها أبناء تلك المدينة، الوافدون إلى العمل في السعودية، حيث يعدونها متنفسا لهم من ضغوطات العمل والغربة. يقول سامر البريقي صيدلي، وهو أحد أبناء منطقه الجزيرة السودانية، الذي أكد أن لأبناء مدينتهم تجمعا شهريا، إضافة إلى الأعياد، حيث يتم ذلك في إحدى الاستراحات الكبيرة في مدينة الرياض، التي تستأجر في كل رأس شهر، والتي غالبا ما تكون مشتملة على العديد من أبناء الجالية السودانيين الذين يحضرون إلى الاجتماع من شتى مناطق المملكة، لافتا أن الاجتماع يقوم عليه أحد أعيان المدينة، الذي يحاول أن يلم شمل أبناء المنطقة في الغربة ليلمس حاجاتهم ويشد من عزمهم في مواجهة التحديات التي تواجههم بعيدا عن أهلهم ووطنهم، كاشفا أن هناك رسوما شهرية قدرها 50 ريالا وذلك من أجل صرفها على هذه التجمعات التي تشعر الوافد السوداني أنه بين أهله وبين أبناء وطنه مما يترك أثرا إيجابيا على نفسية المقيم السوداني، ويدفعه لبذل المزيد من الجهد ويبعد عنه هواجس الغربة والوحدة. وأكد طارق عمر مهندس ديكور وأحد أبناء مدينة "جبل مرة"، أن السودانيين في المملكة يمتازون بالترابط الشديد فيما بينهم، كما أن هناك اجتماعا نهاية كل شهر وذلك من أجل التزاور، والاطمئنان على أحوال بعضهم، كاشفا أنهم يقومون بعمل تعاون مالي فيما بينهم في حال تعرض أحدهم إلى مشكلة أو نقص في السيولة، مبيناً أنهم يجمعون إعانات زواج، ومصروفات علاج، وذلك كنوع من أنواع الترابط والتلاحم فيما بينهم، مشيراً إلى أن هذا الترابط ذلل أمامهم جميع العقبات وذلك بالتعاون والترابط القوي، باعتبار أنهم أسرة واحدة كبيرة.
إنشرها

أضف تعليق