السودانيون في الرياض:"دايرين" نعمل.. ولا غربة لنا في السعودية

السودانيون في الرياض:"دايرين" نعمل.. ولا غربة لنا في السعودية

السودانيون في الرياض:"دايرين" نعمل.. ولا غربة لنا في السعودية

السودانيون في الرياض:"دايرين" نعمل.. ولا غربة لنا في السعودية

تعد الجالية السودانية من أكبر الجاليات العربية تواجدا في المملكة، إذ عرف عنهم الأخلاق الحسنة والتعامل الحسن والثقافة الواسعة لدى أغلبيتهم، كما أكد الكثير من أبناء جالية السودان أنهم لم يحسوا ولو للحظات أنهم خارج السودان بسبب ممارستهم عاداتهم وتقاليدهم على أرض المملكة، ما دفع بعضهم إلى فتح مقهى بطراز سوداني ويقدم المشروبات السودانية، كما ساعد بعضهم من ارتفاع نسبة سياحة الصيد لديهم، بفضل المناطق التي أمنتها الحكومة السودانية للسعوديين والخليجيين لممارسة هوايات الصيد على أراضيها بتكلفة لا تتجاوز ثمانية آلاف ريال. المقهى السوداني يخيل لك وأنت تجلس في المقهى السوداني الواقع في حي الناصرية، بأنك تجلس في أحد المقاهي الشعبية الموجودة في الأحياء الشعبية المنتشرة في الخرطوم، حيث لا تسمع إلا اللهجة السودانية، وصوت قناة السودان التي ينتشر شذاها بين أرجاء المقهى، لتسطر لوحة فنية شعبية سودانية موجودة في حي الناصرية "وسط الرياض"، كما أنك لن تجد في المقهى سواء من العاملين أو الزبائن إلا أبناء الجالية السودانية، الذين يجتمعون بشكل يومي في ذلك المقهى من جميع أرجاء الرياض، خصوصا في وقت المغرب، وهو الوقت الذهبي في ذلك المقهى، وعندما تنظر في القائمة الخاصة بالطلبات لا تجد سوى المشروبات السودانية مثل: اللبن الفائر، والحلبة باللبن الرائب والقهوة السودانية التي تقدم بالإناء الخاص الذي توضع فيه مثل هذا النوع من القهوة، ويوحي تصميم هذا المقهى على قدم وجود العمالة السودانية في المملكة حيث يتجاوز عمر هذا المقهى نحو الـ 15 عاما، وهي المدة التي قضاها في لم شمل أبناء الجالية السودانية في مكان واحد. يقول عبد القادر آدم مدير المقهى، إن الغرض الأساسي من بناء هذا المقهى هو إيجاد مكان مخصص لأبناء الجالية السودانية حتى يقضوا وقتا ممتعا بعضهم مع بعض، بعيدا عن هموم العمل والغربة، لافتا أن المقهى بات مقصدا للعديد من أبناء جلدته من شتى أرجاء الرياض، مقدرا عدد الزبائن الذين يحضرون إلى المقهى بشكل 150 شخصا في أقل الأحوال، مبيناً أن المقهى يفتح أبوابه يوميا من الساعة 6 صباحا وحتى الساعة 9 مساء، وذلك من أجل استقبال الزبائن الذين يبحثون عن لم الشمل وتبادل أطراف الحديث التي غالبا ما يطغى عليها البسمة والأحاديث الطريفة. وحول تصميم المقهى أشار عبد القادر أن تصميم المقهى استوحي من التصاميم البدائية الشعبية الموجودة في المنازل السودانية، وذلك حتى يشعر الزبون أنه في وطنه الأم ولو لثوان بسيطة، موضحاً أن جميع ما يقدمه المقهى من مشروبات ومأكولات خفيفة هي سودانية، كاشفا أن المقهى بدأ يعجز عن استقبال المزيد من الزبائن، الذين بدأوا يتوافدون بأعداد هائلة من السودانيين تفوق قدرات المقهى البسيط، مبينا نيته توسيع المقهى إلى أكبر من ذلك حتى يستوعب أكبر عدد ممكن من السودانيين، الذين أبدوا سعادتهم الغامرة باستضافتهم في مقهاه الخاص. #2# من جهته، أكد فائز الصفيري محاسب في إحدى الشركات في محافظة الخرج، أنه يحرص على الحضور بشكل يومي إلى المقهى، بالرغم من المسافة الكبيرة التي يقطعها يوميا من وإلى الرياض والذي تتجاوز الـ 100 كيلو متر، مشيراً إلى أنه وعددا من زملائه يجتمعون يوميا في هذا المقهى، وذلك من أجل مشاهدة المباريات أو متابعة البرامج والمسابقات الخفيفة، مبديا سعادته الغامرة بوجود مكان واحد يجتمع فيه عدد كبير من السودانيين، مؤكدا أن منظرهم مجتمعين يهدئ النفس ويبعث فيها الطمأنينة والشعور بوجود أعداد من أبناء جلدتك في مكان واحد. و لم يختلف عنه كثيرا مؤيد عبد الباري الذي يعمل مراقبا فنيا، الذي أشار إلى أن اجتماعه اليومي مع أصدقائه في هذا المقهى، خفف عنه الغربة خصوصا أنه وحيد في المملكة وأهله بالكامل في السودان، لافتاً إلى أنه عرف المقهى عن طريق أحد زملائه قبل ثماني سنوات وأنه منذ ذلك الحين يزوره بشكل يومي، مبينا أنه تعرف على أعداد كبيرة من السودانيين جراء كثرة جلوسه في المقهى. وفي المقهى نفسه التقينا بمروان سر العباد العامل في أحد مصانع الرخام، الذي قال مبتسما إنه خصص ميزانية شهرية خاصة يصرفها في المقهى، لافتا إلى أن وجود المقهى قطع عليه وقتا طويلا في أوقات فراغه، الذي كان يحتار كثيرا في كيفية قضائها، مشيرا إلى أنه يستضيف أصدقاءه وزملاءه بشكل دوري في المقهى، مبينا أن المأكولات والمشروبات السودانية الموجودة في المقهى دائما ما تذكره بوطنه السودان الذي أكد أنه افتقده كثيرا. ترويج سياحة السفاري لعبت العمالة السودانية الموجودة في المملكة، دورا كبيرا في اختيار العديد من عشاق رحلات الصيد السودان كوجهة لرحلات الصيد والسفاري، إذ إن السودان تزخر بالعديد من المساحات والغابات التي تتكاثر فيها الحيوانات التي يبحث عنها من يذهب يبحث لقضاء رحلات الصيد والسفاري، إذ تنظم الجهات المسؤولة عن السياحة في السودان رحلات منتظمة ومرتبة لعشاق هذا النوع من الرحلات. #3# يقول شاهر القحطاني موظف في أحد المستشفيات، إنه منذ أربع سنوات وهو لا يقضي إجازته السنوية إلا في السودان، حيث إنه وبعد إصرار كبير من أحد العمال السودانيين الذين يعملون معه، توجه إلى السودان لقضاء رحلة خلوية لاكتشاف الطبيعة في السودان، حيث أكد أنه وعددا من أصدقائه يقومون بزيارة سنوية ودورية إلى السودان للصيد والاستمتاع بالطبيعة، لافتا إلى أن من الأمور المشجعة إلى الذهاب هناك هو تكلفة المعيشة المنخفضة، حيث إنه يصرف في غضون عشرة أيام من كل سنة مبلغا إجماليا لا يتجاوز ثمانية آلاف ريال شاملة السيارة والسلاح والمرشدين، وهو ما توفره لهم شركات السفاري السودانية. وأبان مرداس الودعاني موظف في البلدية أنه يقوم ومنذ تسع سنوات، بزيارة دورية إلى غابات السودان، الذي توفر لزوارها حياة بيئية نظيفة وخالية من كل صخب الحياة، مؤكدا أنه اتخذها وجهة له بعد دعوة وجهها له أحد زملائه في العمل من الجالية السودانية، لافتا إلى أنه منذ ذلك الحين لم يغير وجهته منها، بحجه أنه عثر على مبتغاه هناك، وقلل الودعاني من انعكاسات الاضطرابات الأمنية هناك على سياحة السفاري في السودان، حيث أكد أن مناطق السفاري بعيدة كل البعد عن مناطق الصراعات، مشيدا بحماية السلطات السودانية لكل السياح وخصوصا الخليجيين، موضحاً أن لرحلات السفاري متعة خيالية لا يعرف حلاوتها إلا من ذاقها في السودان، مطالبا أن يتم التوسع في برامج تلك الرحلات حتى يستمتع عشاق المغامرات بتلك المناطق. الاستثمارات الزراعية السعودية حصلت السودان على نصيب الأسد من الاستثمارات السعودية المتخصصة في الزراعة، وذلك بعد أن بحثت الحكومة السعودية عن مناطق جديدة يعتمد عليها في الزراعة، وذلك من أجل الاعتماد عليها في توريد الغذاء إلى السعودية، خصوصا في ظل خروج بوادر أزمة غذاء عالمية، حرصت المملكة على تنويع مصادرها الغذائية، في الوقت الذي أثبتت فيه الإحصاءات ارتفاع تكاليف الزراعة في المملكة، حيث وجدت أن السودان تتميز عن غيرها بالخصوبة الشديدة في أراضيها، إضافة إلى الوفرة الكاملة في المياه الجوفية، ومياه الأنهار، كما أن هناك أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة تحتاج إلى أخذ فرصتها في زراعة الأراضي، مما رشحها لأن تحتضن سلة غذاء السعودية، بتكلفة استثمارية قدرها 400 مليون ريال، كما أن هذا الرقم مرشح للارتفاع، في ظل تذليل الحكومة السودانية جميع العقبات التي كانت تواجه المستثمرين الزراعيين في السودان. هذا ويقُدر عدد المشروعات السعودية على الأراضي السودانية، بنحو 341 مشروعا، منها 120 مشروعا خدميا و107 مشاريع صناعية و23 مشروعاً زراعياً، موزعة على عدة مناطق سودانية، معظمها في وسط وشمال السودان، تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 4.6 مليون فدان. "غبيرة والناصرية" المركزان الرئيسيان يقطن أغلبية أبناء الجالية السودانية في أغلب أحياء الرياض لكنهم يتمركزون في حيين سكنيين هما غبيرة والناصرية المعروفان باحتوائهما على العديد من أبناء هذه الجالية، فبالرغم من تواجدهما الكثيف في هذين الحيين إلا أنه وبعد جولة في الحارات التي يقطنونها، أكد لـ"الاقتصادية" عدد من جيرانهم أنهم يتمتعون بالخلق الرفيع وبحسن الجوار والمعاشرة، رغم الكثافة السكانية السودانية المتواجدة في هذا الحي. حيث يقول راشد الهويشل أحد أقدم العقاريين في الرياض، إنه ومنذ عقود وهم يعرفون أن العمالة السودانية تتخذ من حي غبيرة مركزا لها، مشيرا إلى حركة اقتصادية ذكية منهم، خصوصا في هذا الحي حيث إنهم يقومون باستئجار عمائر كاملة ومن ثم توزيع الشقق فيما بينهم مما يوفر لهم مبلغا جيدا آخر السنة، لافتا إلى أن مكتبه قليلا ما تعرض عليه مشاكل بسبب العمالة السودانية، مشيرا إلى أن من يسكن في حي الناصرية من السودانيين هم ممن يعمل في قصور المسؤولين وأصحاب المناصب العليا والرفيعة منهم. من جهته, أكد عبد الرحمن العبيد مواطن يسكن في حي غبيرة، أن السودانيين من أقل جيرانه إحداثا للمشاكل, واصفا عشرتهم بالتي لا تنسى، وذلك لطيبتهم وحسن جوارهم واحترامهم الكامل لجيرانهم، لافتا إلى أنه يسكن في منزله منذ 18 عاما وقل ما تحدث مشكلة في الحي يكون الوافد السوداني طرفا فيها، معربا عن فخره واعتزازه بجواره لهذه الفئة التي وصفها بالمحترمة، والمقدرة فعلا لحقوق الجار.
إنشرها

أضف تعليق