الطاقة- النفط

النفط يقفز 4 % قبيل اجتماعات فيينا

النفط يقفز 4 % قبيل اجتماعات فيينا

ارتفعت أسعار "برنت" 4 في المائة ليسجل خام مزيج برنت 63.22 دولار للبرميل، وسط أجواء إيجابية وبحضور دولي واسع، تنطلق غدا في فيينا ثلاثة اجتماعات وزارية في مقر منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وتستمر يومين.
وتبدأ الاجتماعات باجتماع اللجنة الوزراية الـ17 لمراقبة خفض الإنتاج، والتي تتشكل من دول "أوبك" وخارجها ويرأسها وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك يعقبها ثاني الاجتماعات، وهو الاجتماع الوزراي رقم 177 لدول "أوبك"، أما ثالث الاجتماعات فيعقد بعد غد الجمعة وهو الاجتماع الوزراي السابع لدول "أوبك" وشركائهم من خارج المنظمة.
وانتهت اللجان الفنية من عملها بمشاركة خبراء من دول "أوبك" وخارجها، وأوصت بخفض الإنتاج لدعم الاستقرار في السوق ومواجهة وفرة الإمدادات المحتملة خلال العام المقبل، في مقابل توقعات بتباطؤ الطلب كنتيجة لتداعيات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وتوالى وصول وزراء الطاقة والنفط والغاز في "أوبك" وخارجها إلى فيينا وسيطرت أجواء من التفاؤل على الاجتماع، الذي يجيء في حضور حشد من وسائل الإعلام العالمية.
في هذا الإطار، تواصل أسعار النفط مكاسبها السعرية بفعل التفاؤل باجتماع المنتجين، وتوقع التوافق على خطة الاستمرار في تخفيض الإنتاج، وتقييد المعروض العالمي لدعم التوازن في السوق، والتغلب على الوفرة المحتملة في المعروض العام المقبل.
ويؤكد المختصون والمحللون النفطيون أن الأسعار تتلقى دعما أيضا من انخفاض المخزونات وتوقعات بحدوث تقدم في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما يبدد مخاوف النمو العالمي، ويدعم توقعات نمو الطلب العالمي على النفط.
وفي هذا الإطار، يقول لـ"الاقتصادية"، جون هال، مدير شركة "ألفا إنرجي" الدولية للطاقة، إن المنتجين يدخلون إلى الاجتماعات الوزراية الثلاثة، ووضع السوق ما زال غير واضح في ضوء استمرار الغموض المحيط بمفاوضات التجارة الأمريكية - الصينية، واتساع المخاوف جراء المخاطر الجيوسياسية.
وأضاف جون هال، أن "أوبك" اعتادت على السياسات الهادئة والمتريثة والتي تبعد عن إحداث أي صدمات في السوق، ولذا فإنها في حالة ترقب ومتابعة مستمرة وتقييم لتطورات الموقف، لافتا إلى أن الإقدام على تخفيضات الإنتاج بشكل أعمق قد يكون مستبعدا نسبيا، والبديل المطروح بشكل قوي هو تمديد العمل بالتخفيضات القائمة وقدرها 1.2 مليون برميل يوميا لفترات جديدة خاصة للنصف الأول من العام المقبل، الذي من المتوقع أن يشهد وفرة في المعروض النفطي.
من جانبه، أوضح لـ"الاقتصادية" ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية للطاقة، أن الأنباء المتداولة في السوق كثيرة، ولكن من الواضح أن الكلمة الأخيرة ستخرج بعد مناقشات مكثفة تجمع دول "أوبك" وخارجها، مشيرا إلى أن إعلان العراق عن مقترح بتعميق التخفيضات بنحو 400 ألف برميل يوميا محل دراسة وتفاوض بين المنتجين، ولم يصل بعد إلى اعتباره موقفا نهائيا.
ولفت لديسما، إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بعدم إجراء تخفيضات أكبر في الإنتاج من قبل تحالف "أوبك+"، منوها إلى أن هذا التوقع يجيء في إطار قراءة لمواقف "أوبك" السابقة، التي تركز على التمهل في إجراء خطوات من طرف واحد، حيث تميل إلى القراءة الشاملة لوضع السوق في ضوء بيانات العرض والطلب والمخزونات والعوامل الجيوسياسية والنمو العالمي.
من ناحيته، يتوقع أندرو موريس، مدير شركة "بويري" للاستشارات، أن تسعى اجتماعات "أوبك" الحالية إلى حث المنتجين على تحقيق مستوى مطابقة مرتفع للتخفيضات، خاصة بعدما حدثت زيادات أخيرا في الإنتاج الروسي بعد التعافي من أزمة تلوث الأنابيب، وأيضا في إنتاج العراق ونيجيريا، مشيرا إلى أن نسبة المطابقة في "أوبك" بلغت 147 في المائة خلال تشرين الأول (أكتوبر)، و103 في المائة في الدول من خارج "أوبك" في ذات الشهر.
ونوه لـ"الاقتصادية"، إلى أهمية اجتماعات اللجنة الوزراية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج برئاسة السعودية وروسيا، حيث يعتمد هذا الاجتماع بشكل كبير في تقييم عمل المنتجين في الفترة الماضية، والتحقق بشكل دقيق من نسب المطابقة لعلاج أوجه القصور والخلل، وعرض ذلك تفصيليا على الاجتماعين الوزاريين اللاحقين.
بدورها، تقول لـ"الاقتصادية"، إكسوي ساهي المحللة الصينية والمختصة في شؤون الطاقة، إن السعودية تقوم بالفعل بتخفيضات طوعية أكثر من الحصة المطلوبة منها ولكنها في الوقت نفسه حريصة على التزام جميع المنتجين بالعمل المشترك والتعاون لاستعادة الاستقرار والتوازن في الأسواق النفطية.
ونوهت ساهي إلى أن ملف الحرب التجارية يعد الأكثر سخونة وتأثيرا في الاجتماعات، خاصة في ضوء توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي بشكل ملموس ما لم يتم إحراز تقدم قريب في مفاوضات التجارة، إضافة إلى تصاعد العقوبات الأمريكية على إيران وفنزويلا، في مقابل استمرار زيادة الإمدادات الأمريكية، وحدوث زيادات أخرى واسعة في إمدادات البرازيل والنرويج.
إلى ذلك، صعد النفط اليوم قبيل اجتماعات "أوبك+" وحلفائها وسط توقعات واسعة بتمديد قيود على الإنتاج لدعم السوق، بينما أظهرت بيانات للقطاع أن المخزونات الأمريكية تراجعت بأكثر من المتوقع، ما ساهم في رفع الأسعار.
وبحسب رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 2.46 سنت أو 4.03 في المائة إلى 63.30 دولار للبرميل.
وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.39 سنت أو 4.30 في المائة إلى 58.51 دولار.
وتخفض "أوبك+" الإمدادات منذ 2017 ومن المتوقع أن تبقي على التخفيضات سارية لتخفيف أثر الإنتاج الأمريكي القياسي.
ويتوقع متعاملون ومحللون وسماسرة سفن أن تلامس صادرات الخام الأمريكية مستوى أربعة ملايين برميل يوميا لأول مرة على الإطلاق خلال الأشهر المقبلة، بفضل ارتفاع الطلب على أنواع الخام منخفضة الكبريت وإتمام مشروعات خطوط أنابيب وتصدير بمحاذاة ساحل الخليج الأمريكي.
وقال متعاملون إن الطلب على الخام الأمريكي الخفيف والمنخفض الكبريت يرتفع، وبخاصة من الحوض البرمي الأمريكي، بسبب قانون بحري جديد يلزم السفن التي تمر عبر المحيطات باستخدام أنواع وقود منخفضة الكبريت لخفض التلوث بدءا من أول كانون الثاني (يناير).
وبحسب المتعاملين، فإن الطلب على التصدير قد يتراجع بفعل ارتفاع أسعار الشحن حتى كانون الثاني (يناير) على الأقل.
ومن المتوقع أن يزيد الطلب من آسيا خلال الأشهر المقبلة، وبلغت هوامش ربح إنتاج زيت وقود منخفض الكبريت جدا في آسيا من خام برنت والخام الخفيف منخفض الكبريت أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر الإثنين الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط