دعوات متزايدة لاستغلال خشب الغابات كمصدر للتدفئة

دعوات متزايدة لاستغلال خشب الغابات كمصدر للتدفئة

دعوات متزايدة لاستغلال خشب الغابات كمصدر للتدفئة

باتت قائمة مجالات الصناعة التي تحتل ألمانيا الصدارة فيها محدودة جدا. حيث لا يوجد في أي مكان من العالم هذا القدر الكبير من الموارد الغابية الخشبية مثلما يوجد في ألمانيا مقارنة بأي دولة من دول أوروبا ، من ضمنها السويد، أو فنلندا.
ومع ذلك هنالك القليل مما تستثمره ألمانيا لاستغلال مركزها كملكة للغابات في الاتحاد الأوروبي، حيث استهلاك الفرد بالمقارنة مع دول اسكندنافيا أو النمسا، يُعد ضئيلاً جداً. ويعاني الخشب المحلي من مشكلة تسويقية: هنالك القليل من الأفراد الذين يدركون قيمة هذا القطاع، إذ لدينا نحو 252 مجموعة ذات المصلحة، والتي تبذل جهودها في هذا القطاع. ومع ذلك لا يكاد يساعد ذلك في شيء مفيد.
ويمكن جني أولى الثمار في حال زيادة عدد المنازل الخشبية. ومن الممكن أن يكون السبب وراء ذلك هو أن المواد الطبيعية منذ عقد من الزمن تحافظ على استقرار أسعارها، بينما المواد الأخرى مثل الحديد ترتفع أسعارها باستمرار. ويحظى الخشب كذلك من ناحية تقنية إنشائية بميزات أخرى، حيث إنه عازل جيد، إلى جانب الرغبة حديثا في الحصول على الألوان الغامقة. وخشب البلوط الألماني يُباع في الوقت الراهن حتى في الصين.
ويحظى المنتجون بمساحه قليله من الغابات. إذ إن تملّك الغابة بعيد عن الذوق الرفيع. ومن ناحية اقتصادية، فإن تملكها يُعد عقاباً بدلاً من أن يكون متعة. وبالنسبة للاتحاد والمحافظات التي تملك نحو ثلث الغابات، ربما تريد معالجة ذلك، لأنها تود أن تجني المال من وراء تلك المساحات. وملاّك الغابات الخاصون، البالغ عددهم نحو 1.3 مليون شخص، يمتلكون مساحات صغيرة جداً، ومجالس البلديات تهتم بهذه المساحات، ولكنها تعاني من تقلص القيمة الربحية .
وبينما تناوش سكان المناطق الشمالية مع المناطق الجنوبية منذ القدم على الغابات، يجني الفلاحون القليل من إنتاج الأراضي التي يعملون بها. ولكن مثل هذه الشجرة تعمل دون أن يشعر بها أو يقدّرها أحد، حيث تنتج الأوكسجين، وتأخذ ثاني أكسيد الكربون. وفي هذه المعادلة تساعد المدينة بيئياً على احتواء الأضرار التي لا يمكن لمالك الغابة أن يفعل شيئا حيالها. وعلى سائق السيارة أن يدفع ضريبة البيئة، وعلى المحافظات أن تتناول بصورة أوسع مسألة تآكل الطبقة الأرضية عن طريق إجراءات طارئة.
وإذا كانت الدولة تقدّم المعونات المالية، فلا يكاد يحظى هذا القطاع بالقدر المعقول منها. كما أن عمال الغابات في تراجع مستمر، وذلك لأن سلطات الأرياف تنفق أموالها على الإدارة، ويبقى المال المرصود لمعالجة تآكل الأرض وتعريتها على حاله، حيث لا يكاد تصل المروحيات إلى الهكتارات الأولى.
ويصبح الأمر أكثر تفاقماً عندما تسهم المدينة نفسها بإلحاق الضرر بالغابة، حيث تحول بين المالّك و ممارسة أهداف المصلحة العامة. فعلى سبيل المثال، فإنه خلال بيروقراطية الكثير من منظمات حماية البيئة، تقلصت قيمة الخشب. ومن الممكن أن يؤدي كل ذلك إلى نقص المتعة في تملّك الغابة، وذلك عندما تقتصر مهمة الخشب على أنها مادة للحرق الأولي بوجود نحو 3.4 مليار متر مربع من الغابات قادرة على استبدال جميع وقود التدفئة النفطي لكل المنازل الألمانية على مدى أربعة عقود من الزمن بصورة متواصلة.
ولا يحتاج أحد مع ارتفاع أسعار النفط الحالية والزيادة في تكلفة الطاقة إلى أن يخاف المرء على نفسه أو على مصدر رزقه. وفي النهاية، لاحظ فلاحو الغابات الألمانية الديمومة، حيث تنمو الغابات الألمانية بصورة أسرع. فمن 90 مليون متر مربع تزداد سنوياً، يتم حصاد أكثر من نصفها، ويبقى جزء منها لعدم ملاءمته للبناء أو المفروشات، حيث يفسد في مكانه، ويعيد إطلاق ثاني أكسيد الكربون الذي امتصّه إلى الهواء بدلاً من أن يتم استغلاله في نشر الدفء.
وهذا ما يراه الفلاحون تماماً في مناشير المحركات، حيث تنتج حزماً لتشغيل مواقد المداخن المحلية في الغابات. ويدور الحديث حول الخشب المعقوف، حيث أصبحت معظم الغابات المجاورة خالية منه. وعلى كل حال، فإن المنشار وتقطيع الخشب والربحية تتم من خلال استغلال كامل الشجرة.
ومنذ فترة قصيرة، تمت إضافة التقنية الحديثة على شكل صناعة قطع صغيرة على شكل طلقات خشبية ، حيث يمكن لهذه القطع التي يتم إنتاجها بكميات كبيرة تشغيل التدفئة دون استخدام المواد الخلوية، وإطلاق ثاني أكسيد الكربون إلى الهواء.
وتتم مطابقة المخلفات الكيميائية بصورة أوتوماتيكية للتزود بالتدفئة، ويتم ضغط هذه القطع بالمخلفات والخشب المنشور. وبالكاد أضاع المنتجون الألمان الطريق، والنمساويون كانوا في المقدّمة. وفي الوقت الراهن يتم تطوير الأعشاب والنباتات الصغيرة. وغياب التزويد غير موجود رغم كل شيء، حسبما يقوله منتجو القطع الخشبية، فعندما لا تكفي المخلفات، سيتم حمل الخشب من الغابة وفقاً لما تقوم به صناعة القطع الخشبية التي تكلّف نحو نصف سعر النفط.
ومن ناحية أخرى، فإن الخشب وسيلة جيدة جداً كمصدر للطاقة، حيث يمكن أن يتم تصنيع وقود صناعي منه. ومن الممكن أن تتقدم نشاطات قطاعية تجارية جديدة في هذا المجال من خلال أسعار تكلفة مناسبة، حيث يمكن تطوير ذلك مباشرةً في ألمانيا.

الأكثر قراءة