العمليات القيصرية بين التخدير الجزئي والعام

العمليات القيصرية بين التخدير الجزئي والعام

ما التخدير المناسب للعمليات القيصرية؟! يتردد هذا السؤال كثيراً لدى السيدات الحوامل عند زيارة عيادة التخدير لتقييم المرضى، لذا بات من الضروري شرح بعض النقاط المهمة في هذا الشأن.
فعندما يقرر طبيب النساء إجراء عملية قيصرية لأسباب عدة لا مجال لذكرها في هذا المقام، يقوم طبيب التخدير بمناقشة السيدة الحامل وذويها عن الخيارات الممكنة والمناسبة لعملية التخدير وشرح جميع المضاعفات الناتجة وإمكانية معالجتها بعد دراسة وافية لحالة السيدة الحامل.
- أول هذه الأسباب هو نتيجة ما يصاحب الحمل من تغيرات فيزيولوجية تحدث جراء التغير في نسبة الهرمونات ينتج عنها ارتخاء في المريء والمعدة مما يجعل قابليتها للتقيأ أعلى مما يشكل خطر في ارتجاع الأحمضة المعوية للرئتين أثناء عملية التنبيب الرغامي.
- ارتفاع نسبة الحموضة في المعدة للأسباب المذكورة آنفاً، كذلك فإن ارتجاع مثل هذه المواد تشكل خطر.
- عدم تعرض السيدة الحامل لخطر صعوبة المقدرة على التنبيه الرغامي المصاحبة للتخدير العام نتيجة تمدد الأنسجة في الجزء العلوي للقصبات والحاجة الماسة للسرعة في عملية التنبيه.
- عدم تعرض الأم والجنين لاستنشاق غازات التخدير يشكل بعداً آخر مهم، فمن ناحية الجنين لا يوجد أي أثر فيه من المواد المخدرة.
- وكذلك الأم تتجنب أثر غازات التخدير في عملية انقباض الرحم مما يتسبب في بعض الأحيان باستمرار النزيف من الرحم.
- الشعور المريح المرافق نتيجة سماع ورؤية الجنين خلال العملية ويساعد ذلك على إفراز الهرمونات التي تشجع على إدرار الحليب. مما يجعل الأم مستقبلاً لا تستغني عن إجراء العملية القيصرية إلا بواسطة التخدير النصفي.
بعد هذا الاستعراض لهذه الأسباب فإن أغلب المراكز الطبية المتقدمة نسب إجراء العمليات القيصرية في العالم هي أعلى تحت التخدير النصفي.
ولا ننسى أن هناك أوضاعا معينة مثل النزيف الحاد، الخطر على حياة الجنين أو أن الأم تتعاطى أدوية علاجية مميعة للدم فإن مثل هذه الحالات لا يمكن إجراؤها تحت التخدير النصفي، حيث يترك الأمر للطبيب بتحديد الأفضل لكل مريض على حدة.

د. ناصرحبيشه
استشاري التخدير والإنعاش
مستشفى الدكتور سليمان الحبيب للولادة

الأكثر قراءة