السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"

السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"
السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"
السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"
السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"
السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"
السيارات "المرهمة" تعزف سيمفونيتها على رمال "أم دكة"

كيف تبدو رمال "أم دكة" مع هوايات الشبان، وتقليعاتهم الغريبة؟. برسالة هاتف يجتمع هؤلاء نهار الخميس في منطقة صحراوية وسياحية تدعى "الخرارة" في محافظة المزاحمية (50 كيلو مترا غربي الرياض)، ليمارسوا شيئا محددا، وهواية يعتبرونها ملاذهم من الروتين والرتابة، هي: "التطعيس"!
تطلعات هؤلاء الشبان لا تتوقف عند حد معين، تلمس إبداعاتهم وتندهش من قدراتهم وتبهرك أفكارهم حينما يطرقون باب التجديد، بحثاً عن إشباع طاقاتهم وطرداً للسأم بأي طريقة، ربما تسألهم عن سبب ذلك فيردوا: "نحن موهوبون"!
على رمال "أم دكة" الشهيرة مجموعة كبيرة من الشبان من جميع مناطق المملكة اجتمعوا في وقت مبكر من نهار يوم الخميس الذي حددوه فيما بينهم عبر رسائل الجوال ومنتديات الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، لممارسة "التطعيس".

#2#
عشاق هذه الهواية يكتظون على ضفاف مدخل صحن "أم دكة" استعداداً لرحلة قوامها نحو أربعة كيلومترات على صحاري المزاحمية، وعند هذه النقطة تبدأ التقليعات الشبابية، فمنهم من يحوم حول سيارته لخفض هواء الإطارات قدر المستطاع، وآخرون يتأكدون من توافر جميع مستلزماتهم البرية "الكشتة"، وأشخاص يجرون خلف سياراتهم ذات الدفع الرباعي سيارة غريبة الشكل واللون (مركبات مرهمة) وعند التقصي والبحث حول ذلك تكتشف أنها خصصت للممارسة هواية التطعيس، ولها مميزات عن غيرها من السيارات الأخرى، حيث غذيت بجرع زائدة في محركاتها "الماكينة ونحوها"، إلى جانب توفرها بجميع العناصر الأساسية لسيارات الرالي المخصصة للسير على الرمال.

#3#
هؤلاء الشبان (قائدي السيارات المرهمة) تحديداً عن غيرهم من الناس لا يتجاوزون خمسة أشخاص مقارنة بالتجمع الذي يبلغ متوسطه نحو 200 سيارة أسبوعيا، وضعوا النفد العظيم بداخل الصحن أو ما هو متعارف لدى شريحة كبيرة من هواة التطعيس بـ"الدركال"، أداة للتحدي فيما بينهم بالطبع يشاركهم عدد من السيارات ذات الدفع الرباعي لكنها ليست مزودة، وإنما هذه الهواية التي تتغلغل بداخلهم هي ما جرتهم إلى ذلك.
كما أن للدرجات النارية بشتى أنواعها حضورا قويا، ولاسيما أنك تلاحظها تعانق السيارات المرهمة والطبيعية، فمن خلالها تتخاطف بين السيارات المرهمة وسط وفي آخر "الدركال".
فيما يحرص جل الهواة بتنظيم ممارسة التطعيس وفقاً لما يرضي المرتادين وممارسي هذه الهواية، من غير تكلف أو عناء وبشكل بسيط على آخر حد لا ينتج عنه أي مشكلات تذكر تتسبب بين المتنزهين أو أصحاب التطعيس.
وتُعرف المزاحمية بأنها منطقة تجمع للشبان نهاية الأسبوع تقع في منطقة الرياض حيث تقع المدينة على دائرة عرض 24 درجة و30 دقيقة وخط طول 46 درجة و30 دقيقة، وتبعد نحو 45 كيلو مترا غربي العاصمة، على طريق الرياض – الطائف السريع، وتتوسط المحافظة المنطقة الواقعة بين جبال طويق من الشرق ونفود قنيفداء من الغرب، بينما تبلغ مساحتها عشرة آلاف كيلو متر مربع تشمل خمسة مراكز هي مركز البخراء، الجفير، حفيرة نساح، حويرة، حويرة نساح، والمشاعلة، و31 قرية وهجرة.
ويُعد مناخ محافظة المزاحمية مناخا قاريا، وتتمتع المنطقة بمعدل هطول أمطار 100ملم، بينما يصل معدل الرطوبة النسبية فيها 33 في المائة، وترتفع محافظة المزاحمية عن سطح البحر بنحو 400 متر.

#4#
وعرفت المزاحمية بالمنطقة السياحية بالنسبة لسكان مدينة الرياض العاصمة، لقربها وتوافر المياه والمناظر الطبيعية الساحرة وكثرة البساتين والأشجار، وتوجد فيها متنزهات طبيعية ساحرة منها متنزه الخرارة الطبيعي وهو عبارة عن مستودع للمياه فيه الأودية والشعاب، إلى جانب متنزه المحلية الطبيعي حيث الماء الوفير، والأشجار الكثيفة، وتشكل الجبال والرمال مناظر نادرة وجميلة، فضلا عن متنزه الفريشة وهي متنزهات طبيعية تكثر فيها الأشجار المتنوعة، ومتنزه مسيعط تحت جبال طويق، وشعيب البليدة، حيث يوجد جبل مرتفع يقال إن زرقاء اليمامة كانت تستعين به في الرؤيا.
وفي المقابل، يتطلع هواة التطعيس إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة، واستخدامها في سبيل جمع الحشود في الأماكن التي اشتهرت فيما بينهم. ولوحظ انتشار رسائل الجوال بين كم كبير من الشبان، التي تفيد في طياتها بأنه سيكون تجمع أكبر تطعيس مع إجازة نهاية الأسبوع في "أم دكة" في نفود الخرارة، بحضور كل من شباب الرياض، الزلفي، القصيم، جدة، شقراء، وسدير.
وما إن يحن الموعد إلا وتجد فعلاً الجماهير الغفيرة من الشباب يتسابقون في تلبية الدعوة التي وجهت لهم، لتجد كل واحد منهم يود بكل ما يحمل من قوى إبراز موهبته التي تميزه عن غيره، فإما أن تكون عن طريق الملصقات المختلفة التي تغطي السيارة أو نحو ذلك.
ويؤكد محمد المطيري – وهو من عشاق هواية التطعيس -، أنهم يسعون في وقت مبكر مع بداية الأسبوع برفقة مجموعة من زملائهم، إلى توجيه الدعوات في وقت مبكر لجميع هواة وعشاق تحدي الرمال إما بواسطة رسائل الجوال أو حتى من خلال المنتديات في الشبكة العنكبوتية، وبالتالي يتم التنسيق معهم في نقطة محددة للاجتماع والالتقاء.

#5#
وأشار إلى أن حبهم وهوسهم بهذه الهواية يجعلهم لا يتوجسون نحو المبالغ الطائلة التي ينفقونها عبر رسائل الجوال، مبينا أنهم اقترحوا وضع صندوق تكمن مهمته في وضع "القطة" شهرية التي يتم جمعها من نحو 30 شخصا وهي عبارة عن 100 ريال.
ولفت إلى أن المبالغ التي ينفقونها لجمع أكبر قدر ممكن من الشباب نحو 2800 ريال في الشهر الواحد، مشيرا إلى أن الخميس من كل أسبوع هو الرسمي الذي من خلاله يمارسون هواياتهم.
من جانبه، أوضح فهد الصعيب - ممارس هو الآخر لهواية التطعيس -، أنهم ينظمون سابقات للتطعيس في مقر التجمع نفسه، وذلك من خلال تهيئة مضامير يكون فيها السباق، وكذلك تحد من مشكلات الحوادث ونحوه، ويقوم فريق آخر بتوثيق السباق عبر التصوير الفيوتغرافي، والفيديو، يحفظ مع أحد الشبان ليتم في المستقبل بيعه في الأسواق، أو تنزيله في المنتديات.
وأضاف الصعيب أن تجمهر الشباب في مثل هذه الأماكن يخلق نوعا ما صورا جميلة عن الإخاء والتعاون والمحبة، بعيدا عن السلوكيات المشينة غير البناءة.
وهنا يقول فهد الصعيب إن زيادة سرعة السيارة تتم عن طريق تركيب بعض القطع في السيارة لتزويد من سرعتها. وقال: هناك ثلاثة أمور رئيسة في السيارة يتم عن طريقها التزويد هي الميكانيكا والكهرباء والهواء وهو مدخل الهواء ومخرجه اللازم لتشغيل المحرك أو تحويله وترجمته إلى حركة. وزاد: لكل نوع من هذه الأنواع الثلاثة أسلوب ترهيم خاص مستقل وقطع تخصه كثيرة.
ويعمد كثير من شباب الترهيم إلى اقتناء مزودات إضافية إلى ماكينة السيارة تساعدهم وتعطي السيارة قوة إضافية (بور) تمكنها من مجابهة الرمال بشكل يسير جدا، غير أن هذه المزودات – بحسب عشاق الترهيم- تكلفهم مبالغ باهظة، وتأخذ منهم وقتا طويلا في تجهيزها.

#6#