قمة "آبيك": معركة شرسة على جانبي المحيط الهادي
هدف المفاوضات كان واضحا منذ البداية، فقمة منتدى التعاون بين الدول الآسيوية ودول المحيط الهادي المعروفة اختصارا باسم "آبيك" تسعى إلى فتح الأسواق أمام تجارة حرة ولا سيما في مجال المنتجات الزراعية. وتشكو الدول الآسيوية، الأعضاء في المجموعة، من قيام الاتحاد الأوروبي بفرض إجراءات حماية عن طريق منح معونات مالية للمزارعين لصد الطوفان القادم من آسيا.
ويترقب الجميع انعقاد الجولة المقبلة من محادثات منظمة التجارة العالمية التي تستضيفها هونج كونج منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل، حيث يفترض أن تدور المناقشات حول كيفية إزالة العقبات أمام التجارة. وحتى الآن يتهدد المفاوضات الجدل القائم حول مساعدات القطاع الزراعي، نظراً للمواقف الصارمة المُتخذة من عدة أطراف حول هذه المسألة. وتدعم الدول المتقدمة أقاليمها الزراعية من خلال معونات مالية ضخمة مما يحرم الدول النامية من فرصة المنافسة لوضع قدم حقيقية في الأسواق.
وتبدو دول الاتحاد الأوروبي الآن منعزلة في المضمار لتتلقي سهام الانتقادات وحدها بعد أن أقرّت الولايات المتحدة إجراء تخفيضات بمليارات الدولارات من المعونات المالية التي تقدمها لإقليمها الزراعي المحلي. ويبقى الاتحاد الأوروبي حجر عثرة أمام فتح الأسواق وذلك لأن عقبات التجارة في السوق الأوروبية فيما يخص المنتجات الزراعية الواردة من الدول النامية كبيرة نسبياً.
وذلك بالرغم تصريحات بيتر ماندلسون المفوّض الأوروبي الحالي الذي قال إن العروض التي أقرّتها بروكسل حول تخفيض المعونات المالية تُعد كافية.
واستباقا لأعمال قمة "آبيك" قال توني بلير رئيس الوزراء البريطاني إن الوضع يحتاج إلى اتفاقية شاملة تهدف إلى تخفيف العقبات الموجودة أمام أهم ثلاثة قطاعات وهي: القطاع الزراعي، دخول السوق، والخدمات الإنتاجية. من جانبه، أثنى وزير الخارجية الأسترالي على تصريحات بلير داعيا إلى وضعها موضع التنفيذ
ودعا روبرت بورتمان ممثل التجارة الأمريكية الشركاء الآسيويين إلى تصعيد الضغوط علي دول الاتحاد الأوروبي بهدف تجنّب فشل الجولة المقبلة من محادثات منظمة التجارة العالمية. إلا أن الدول الآسيوية تتجنب فعل ذلك حتى الآن.
وإضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي فإن اليابان هي الأخرى ما زالت تضع القطاعات الأساسية لإقليمها الزراعي تحت الحماية.
وقامت اليابان بفرض جمارك على نحو 60 في المائة من المواد الغذائية المستوردة بنسبة وصلت إلى 700 في المائة وذلك لحماية مزارعي الأرز.
يشار إلى أن مجموعة "آبيك" تأسست عام 1989 وتضم 21 دولة من دول المحيط الهادي منها الولايات المتحدة، الصين، اليابان، أستراليا، إندونيسيا، وكوريا الجنوبية.
ويعيش في هذه الدول 45 في المائة من إجمالي عدد سكان الكرة الأرضية البالغ عددهم 6.3 مليار نسمة. وتمثل دول المجموعة نحو 46 في المائة من حجم التجارة العالمية وتهدف "آبيك" إلى تحقيق انتعاش في مجالي التجارة والاستثمار، حيث يفترض أن تتم إزالة كافة العقبات التجارية بين دول المجموعة مع حلول عام 2020.