"أم بدر" بائعة الفل الجيزاني تستقبل زبائنها بروحها المرحة

"أم بدر" بائعة الفل الجيزاني تستقبل زبائنها بروحها المرحة

تجلس أم بدر بائعة الفل والورد الجيزاني وبجانبها حافظة مملوءة بالثلج، تفتح عند الطلب، يعرفها زبائنها، ويأتون إليها بالاسم، فهي معروفة عند كثير من رواد ذلك المكان الذي يقع جنوب القرية الشعبية في حي العريجاء غربي العاصمة الرياض حيث يجتمع فيه المتسوقون بعد صلاة الجمعة.
تكشف أم بدر عن بضاعتها"الفل الجيزاني" المغطى بالثلج والقماش وتعلل ذلك التصرف الذي يسير عليه المشتغلون بهذه التجارة بالحرص والحفاظ على رائحته وبقائها فواحة حتى تصل إلى يد الزبون الذي قد يأتي من مناطق بعيدة للحصول على هذه النوعية. تفضح عوامل الزمن التي رسمتها الأيام على تلك الأجزاء القريبة من عينيها ذلك العمر الممتد لسنوات طويلة ممزوجة بالتعب والابتسامة، تضحك مع هذا وتقف أمام الكاميرا بكل رحابة صدر وتعدل من جلستها لتظهر الصورة أجمل وتكون اللقطة أفضل، تكسب بطريقتها ود الزوار وتقيم معهم علاقة أخوية تجعلهم يقبلون على الشراء دون نقاش ومفاصلة في السعر وقد تكون طريقة مبتكرة في مجتمع يفتقد روح المرح.
تبين أم بدر أن أسعار الفل التي تقوم ببيعه تراوح بين20 و200 ريال، ولكل نوع اسم وسعر واستخدام، وأنها تتعهد بتأمين أي كمية من أي نوع من الفل عندما يطلب من زبائنها، وأنها تتفق معه على السعر مسبقا، فتحت الحافظة وأخرجت مسبحة بقيمة 40 ريالا، وبأسلوبها المرح شرحت طريقة استخدامها وكيف تضعها النساء في مناسباتهن.
وأشارت إلى أن دخلها الشهري في المناسبات والزواجات يتجاوز 20 ألف ريال، وينخفض مع قلة المناسبات.
تأثرت أم بدر مثل غيرها من التجار بالأزمة المالية، وتراجع حجم مبيعاتها . خبرتها العريقة والممتدة إلى أكثر من 20 عاما في هذا المجال تجعلها مقصدا وثقة عند كثيرين من محبي هذا النوع من الروائح.

وتذكر أم بدر أنها تستقبل بضاعتها من الفل عن طريق الطيران بشكل شبه يومي، وترى أن هذه الطريقة هي الأنسب لنبات الفل، فالأرض هنا لا تناسبه، فهو يحتاج إلى أرض لينة، وأنها حاولت زراعته في بيتها ولم تفلح محاولتها.
يقف علي الغامدي يراقب الحديث فهو يعرف كثيرا من العاملات في هذا المجال وفي هذا المكان، يشارك الغامدي الذي يملك خبرة في هذه الأصناف وروائحها في الحوار الذي كان يدور بيننا وبين أم بدر، يصف الغامدي هذا المكان بأنه جزء من حياة أهل الجنوب، فكثير من المعروضات خاصة بأهل الجنوب ومنطقة جازان بشكل خاص.
وتعد زراعة شجر الفل والنباتات العطرية من أهم المنتجات الزراعية التي يهتم ويتنافس أبناء جازان في زراعتها والعناية بها حتى عرفت لدى كثيرين ببلد الفل والكادي، وتصدر منتجاتها من هذه النباتات إلى مختلف أنحاء المملكة. ومن أهم أنواع الفل: الصبياني والجيزاني والعريشي، ويعني أهالي جازان برعاية شجرة الفل وتقليم أوراقها وقتل الحشرات الملتصقة بها ثم تبخيرها بثمار أشجار الدوم، حيث يرون فيها سلامة الشجرة وديمومة عطائها سنوات مقبلة عديدة.

الأكثر قراءة