القراصنة يهددون بالرد العنيف على أي تدخل عسكري

القراصنة يهددون بالرد العنيف على أي تدخل عسكري

القراصنة يهددون بالرد العنيف على أي تدخل عسكري

أعلن أحد عناصر مجموعة القراصنة الذين خطفوا ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار"، أمس، من قرية هرارديري الساحلية أنهم سيردون على أي تدخل عسكري لتحرير الناقلة. وجاء هذا التحذير عقب إعلان فصائل إسلامية في الصومال حشد قواهم، لمواجهة فلول القراصنة.
وقال عبد ياري معلم "آمل أن يتحلى صاحب ناقلة النفط بما يكفي من الحكمة وألا يأذن باللجوء إلى الخيار العسكري لأن ذلك سيكون بمثابة كارثة على الجميع. إننا هنا للدفاع عن الناقلة إذا تعرضنا لهجوم".
وعرف معلم عن نفسه أنه أحد القراصنة الموجودين على اليابسة، مكلف جمع مسلحين لحماية المنطقة فيما تتواصل المفاوضات مع مالكي الناقلة الذين أمهلوا عشرة أيام لجمع الفدية بـ 25 مليون دولار التي يطالب بها القراصنة للإفراج عن الناقلة المخطوفة منذ 15 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.
وقال متحدثا عن القراصنة على متن السفينة "إن نواياهم واضحة. كلمتهم قبل بضع دقائق وأكدوا لي أنهم لن يتلفوا السفينة ولن يلحقوا أذى بالطاقم. يأملون فقط في الحصول على مطلبهم".
وأفاد بعض السكان أنهم شاهدوا تعزيزات تنضم إلى القراصنة على متن السفينة.
وقال الصياد حسن أحمد "رأيت باكرا هذا الصباح ما لا يقل عن عشرة قراصنة مدججين بالسلاح يتوجهون إلى السفينة. وعاد زورقهم بعدما أنزلهم هناك".
من جهتها، تندد ميليشيا "الشباب" الإسلامية المسيطرة على قسم كبير من الصومال بأعمال القرصنة، غير أن أحد قادتها في هرارديري صرح بأن تنظيمه لا يعتزم مهاجمة القراصنة.
وأفرج قراصنة أمس الأول، عن سفينة يونانية لنقل المواد الكيميائية خطفوها في أيلول (سبتمبر) الماضي، وأفراد طاقمها الرومانيين الـ 19.
وكان على السفينة (جينيوس) التي تحمل علم ليبيريا طاقم من 19 شخصا يحملون الجنسية الرومانية وكانت في طريقها إلى الشرق الأوسط قادمة من أوروبا.
ولم يعرف إذا كان قد تم دفع فدية مقابل إطلاق سراح السفينة التي اختطفت في اليوم نفسه، الذي شهد اختطاف سفينة الشحن الأوكرانية التي كانت تقل أكثر من 20 دبابة روسية الصنع.
أفادت أنباء أن المسلحين الإسلاميين في الصومال بدأوا ملاحقة القراصنة الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية قبالة السواحل الصومالية منذ أسبوع.
وبالفعل اقتحم عشرات المسلحين مرفأ هاراديري أمس الأول، بحثا عن القراصنة، ويعتقد أن الناقلة سيريوس ستار التي تحمل شحنة نفط قيمتها 100 مليون دولار وعليها طاقم مكون من 25 فردا راسية قرب هاراديري التي تقع عند منتصف الساحل الصومالي تقريبا.
وقال شيخ عبد الرحيم عيسى أدو المتحدث باسم الإسلاميين "السعودية بلد مسلم وخطف إحدى سفنها جريمة أكبر من خطف السفن الأخرى". مضيفا "هاراديري تحت سيطرتنا وسنفعل شيئا بشأن هذه السفينة".
كما قال عبد الغفار موسى متحدث باسم جماعة الشباب إن خطف سفينة مملوكة لمسلمين "جريمة كبيرة" وأكد أن مقاتلي الجماعة سيلاحقون المسؤولين عن ذلك.
ويقول جاردنر إن المفاوضات بين القراصنة ومالكي السفينة السعوديين تجري عبر مترجم من خلال شركة مختصة بعمليات التفاوض حول عمليات الاختطاف وطلبات دفع الفدية.
ويترتب على الرهائن الانتظار 45 يوما أو أكثر لإطلاق سراحهم بعد أن يكون أصحاب السفينة قد دفعوا الدية، ولكن بعض المصادر تقول إن القراصنة ومالكي السفينة يرغبون في إنجاز الصفقة في فترة أقصر.
في سياق متصل قالت الولايات المتحدة إنها تسعى إلى الحصول على توضيحات من الأمم المتحدة، حول حجم القوة التي يمكن استخدامها لمعالجة قضية القرصنة التي تهدد حركة الملاحة الدولية قبالة سواحل الصومال.
وقال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية " إننا نعمل في مجلس الأمن لبحث تشديد واحد من قرارات المجلس التي تتناول القرصنة المنطلقة من الصومال".
وأضاف أن بلاده تبحث مع دول أخرى " كيفية تعديل ذلك القررا لتحسين قدرة السفن البحرية التابعة لدول مسؤولة على التعامل مع القرصنة".
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارا في حزيران (يونيو) الماضي، يسمح ـ بالتعاون مع الحكومة الانتقالية الصومالية ـ ولفترة ستة أشهر بدخول المياه الإقليمية "لمكافحة أعمال القرصنة والسطو المسلح في البحار".
وكشف المكتب البحري الدولي أن قراصنة اختطفوا سفينة صيد تايلاندية على متنها 16 شخصا قبالة السواحل الصوماليةأمس الأول، وهذه هي السفينة الثامنة التي تختطف في هذه المنطقة خلال أسبوعين.
وكان قراصنة قد استولوا على سفينة شحن من هونج كونج تقوم شركة إيرانية بتشغيلها في خليج عدن قبالة سواحل اليمن.
وقال المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكي الليفتنانت نايثن كريستنسن "نملك تفاصيل قليلة لكننا نعلم أن السفينة التي تشغلها شركة إيرانية استولى عليها قراصنة في خليج عدن".
وأضاف المتحدث باسم الأسطول الخامس إن البحرية الأمريكية لا تعلم المكان المحدد للسفينة، لكنه يعتقد أنها متجهة حاليا إلى الساحل الصومالي.
وفي وقت سابق قالت وكالة أنباء الصين الجديدة، شينخوا، نقلا عن المركز الصيني للأبحاث والإغاثة البحرية إن السفينة "ديلايت" كانت تقل 36 ألف طن من القمح إلى ميناء بندر عباس الإيراني وعلى متنها طاقم من 25 شخصا. ولم تحدد الوكالة جنسيات أفراد الطاقم، مكتفية بالقول إن أيا منهم ليس صينيا أو من هونج كونج.
في غضون ذلك نجحت فرقاطة ألمانية في إبعاد قراصنة كانوا يحاولون الاستيلاء على ناقلة نفط بريطانية شمالي الصومال. كما أقلعت مروحية من نوع لينكس من الفرقاطة "كارلسروه" التي كانت متجهة إلى مصر، لإرغام القراصنة على الفرار بعدما تلقت السفينة الألمانية نداء استغاثة من ناقلة النفط البريطانية "ترافلجار" قالت فيه إنها تتعرض لهجوم من ثمانية إلى عشرة زوارق سريعة. ووقع الحادث في خليج عدن.
وقالت البحرية الألمانية إن مروحية تابعة للفرقاطة "كارلسروه" أرغمت زورقين سريعين كانا يحاولان الاستيلاء على سفينة الشحن الإثيوبية "أندينت" على بعد نحو 50 كيلومترا قبالة السواحل اليمنية، على الفرار الإثنين الماضي.
وأظهرت حصيلة أخيرة للمكتب البحري الدولي أنه منذ مطلع عام 2008، هوجمت 92 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي من قبل قراصنة صوماليين, بينها 11 في الفترة الممتدة بين 11 و16 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين.
من جهة ثانية، اتهم حزب قومي يميني في أوكرانيا الحكومة الروسية بالتواطؤ مع القراصنة الصوماليين، في عملية اختطاف سفينة الشحن الأوكرانية "فاينا" التي كانت تحمل على متنها أسلحة في طريقها إلى كينيا.
وطبقا لبيان أصدره حزب التجمع الوطني الأوكراني أقوى الأحزاب القومية السياسية في أوكرانيا نشرته وكالة الأنباء الألمانية أمس الأول, فإن جهاز المخابرات الروسي أصدر أوامره باعتراض السفينة " إم في فاينا" في أيلول ( سبتمبر) الماضي، التي كانت تحمل 33 دبابة طراز تي - 72 وأسلحة أوكرانية أخرى كانت في طريقها إلى كينيا ‘ضافة إلى تمويل العملية.
وقال البيان إن إعلان مقديشو في تشرين الأول ( أكتوبر) اعترافها باستقلال
إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا عن جورجيا جعل الصومال هي الدولة
الوحيدة في العالم التي تؤيد موقف روسيا في هذا الشأن.
وأوضح أن في ذلك دليلا على العلاقات الوثيقة بين النظام الحاكم في الصومال وموسكو.
وذكر البيان أن سفينتين حربيتين روسيتين تعملان قبالة السواحل الصومالية
حاليا كانتا تتعمدان تجنب اعتراض زوارق القراصنة ومن المحتمل أن تكونا أمدتا القراصنة بمعلومات عن مواقع سفن حلف شمال الأطلسي "الناتو" الحربية الموجودة في المنطقة القريبة.
ويتكهن بيان الحزب الأوكراني بأن عدم رغبة الحكومة الروسية في استخدام علاقاتها بالحكومة الصومالية لمحاربة القراصنة مرجعه رغبة روسيا في تقويض الصادرات الأوكرانية من الأسلحة .
وكان القراصنة الصوماليون قد استولوا على سفينة الشحن الأوكرانية المحملة بمركبات هجومية وذخيرة في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي، ولا يزال طاقم السفينة الذي يشمل 17 أوكرانيا وثلاثة من البحارة الروس ومواطنا من لاتفيا محتجزا لدى القراصنة.

الأكثر قراءة