اتهام وكلاء شركات تقاوي هولندية بمنافسة المزارعين في البطاطس
اتهم مزارعون في عدة مناطق بعض وكلاء الشركات الهولندية الموردة لتقاوي البطاطس في البلاد بالإضرار بهم من خلال دخولهم حلبة المنافسة في الزراعة بدلا من التخصص في توريد التقاوي والتفرغ لمراكز الأبحاث والتجارب وتلبية رغبات المزارعين. وفيما قال مزارعون إن دخول الوكلاء في مجال الزراعة مباشرة يهدد بخروجهم من السوق، وأكد مصدر هولندي في الرياض أنهم لن يسمحوا بالإضرار بالمزارعين ''لأننا شركاء في نجاح التجربة (يقصد البطاطس)، وحريصون على سلامة السوق من خلال عدم الإضرار بالمزارعين الذين هم الحلقة النهائية في منتجنا''. وألمح المصدر، فضل عن الإفصاح عن اسمه، إلى أن دور الوكلاء هو خدمة المزارعين وليس منافستهم ''لكننا لا نملك منعهم في بلادهم''، مبينا أنه سيتم لفت نظر الشركات الهولندية إلى هذه النقطة بالذات. وروى مزارعون في اتصالات مع ''الاقتصادية'' معاناتهم مع بعض المؤسسات، مبينين أن إحدى مؤسسات التقاوي دخلت بقوة خلال الموسم الماضي في الزراعة في عدة مناطق وكبدت صغار المزارعين خسائر فادحة '' خلال أقل من شهر بدأت الحصاد في خمسة مواقع وتسببت في تخفيض أسعار بشكل كبير'' على حد تعبيرهم.
وهنا عاد المصدر الهولندي إلى الإشارة إلى أن الدخول بهذه الطريقة غير مقبول ويتنافى مع أدبيات المهنة واعدا بالنظر في مثل هذه المشاكل والملاحظات. وبين المصدر أن الهولنديين شركاء في نجاح تجربة زراعة البطاطس في السعودية منذ عام 1975 التي بدأت خلالها التجارب على مواقع محدودة '' ونفخر بهذا الإنجاز مع السعوديين''. يشار إلى أن الشراكة السعودية رائدة في هذا المجال، حيث بدأت التجارب منذ أكثر من 30 عاما، إذ لم تعرف آنذاك زراعة البطاطس، وكانت الشكوك تحوم حول نجاحها بسبب عدم توافر المياه، والظروف الجوية سواء في الشتاء أو الصيف. وبينما لم يتجاوز الإنتاج ذلك العام 50 طنا، بلغ عام 2003 أكثر من 317 ألف طن. وتصدرت المناطق السعودية حائل بأكثر من 102 ألف طن تزرع على أكثر من أربعة آلاف هكتار، فالرياض بـ 99 ألف طن على المساحة ذاتها، والقصيم بـ 54 ألف طن زرعت على 26 ألف هكتار. ويعاني مزارعو البطاطس السعوديون من خسائر بملايين الريالات بسبب افتقاد طرق تسويقية حديثة للإنتاج، وغياب الإحصائيات عن العرض والطلب في السوق. ويتهم المزارعون تجاراً في أسواق خضار كبيرة بالتحكم في المحاصيل من خلال محاولة تعطيل بيعها بشكل سريع لوضع المزارع أمام الأمر الواقع من أجل تخفيض الأسعار. ويعد محصول البطاطس من المحاصيل الحساسة سواء في الصيف أو الشتاء ما لم يحظ بعناية كبيرة. وبرع السعوديون في رفع معادلات الإنتاج من خلال تجارب فردية تعتمد على خلط تربة الأراضي الطينية بالرمل من خلال دفن المساحات التي يراد زرعها لتوفير تربة تتحمل مختلف الظروف. وحتى الآن لم يتم إنشاء جمعيات لمزارعي البطاطس على الرغم من النداءات الكبيرة من المزارعين والمختصين على حد سواء.