حياة القراصنة .. يخطبون أجمل الفتيات ويمتلكون سيارات فارهة ومسلحون ببنادق حديثة

حياة القراصنة .. يخطبون أجمل الفتيات ويمتلكون سيارات فارهة ومسلحون ببنادق حديثة

حياة القراصنة .. يخطبون أجمل الفتيات ويمتلكون سيارات فارهة ومسلحون ببنادق حديثة

"ليست لدينا معلومات اليوم، ولا تعليقات".. بهذه الكلمات يصيح أحد قراصنة الصومال قبل أن ينهي، بصورة مفاجئة، محادثة هاتفية عبر الأقمار الصناعية.
إن هؤلاء القراصنة يخطبون لأنفسهم أجمل الفتيات، ويبنون منازل فسيحة، ولديهم سيارات جديدة، وبنادق جديدة، كما يقول المواطن في جاروي، عبد الفرح جوها.
ويبدي أي قرصان كثيرا من القلق والإثارة إزاء احتمال رؤية فدية بملايين الدولارات، وهو على متن السفينة الحربية الأوكرانية، إم ?ـي فاينا، التي تحمل 33 دبابة روسية. وقد سلطت هذه العملية الضوء على مشكلة القرصنة على الساحل البحري الصومالي منذ اختطاف هذه السفينة قبل نحو شهر.
ويقول مواطنو إقليم بونتلاند الصومالي الذي ينتمي إليه معظم القراصنة، إن القراصنة يعيشون حياة مليئة بالتبذير. فمن هم هؤلاء القراصنة الحديثون؟
يضيف جوها الذي يعيش في مدينة جاروي، إنهم يملكون المال، والسلطة، ويزدادون قوة يوماً بعد يوم، حيث "يخطبون لأنفسهم أجمل الفتيات، ويبنون منازل فسيحة، ولديهم سيارات جديدة، وبنادق جديدة" ، و"إن القرصنة مقبولة اجتماعياً من عدة جوانب ، حيث أصبحت شيئاً من الموضة". وتراوح أعمار معظم القراصنة بين 20 و35 سنة، وهم يسعون من خلال هذه المهنة إلى جمع الأموال، حيث يعتبر ما يحصلون عليه مبالغ مجزية في بلد فقير يحتاج أكثر من سكانه إلى الطعام الضروري بعد أكثر من 17 عاماً من الصراع.
ويحصل القراصنة على مبالغ تصل إلى مليوني دولار كمعدل في صورة فدية لكل سفينة، يتم اختطافها في خليج عدن المزدحم بحركة السفن التجارية. ولذلك، فإنهم يعتنون جيداً برهائنهم. ويقول مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في بونتلاند إن ذلك يفسر دقة العمليات التي ينفذها القراصنة. وهم لا يتصارعون داخلياً، لأن هدف الحصول على المال يوحدهم. ويندر أن يشاهد أحد من سكان المنطقة قرصاناً جريحاً، كما أن أحداً منهم لم يسبق له أن شاهد جثة طافية على الماء لأي من القراصنة. ويعتبر ما يحدث بهذا الصدد بمثابة حفل أو عيد في ظل حرب العصابات في الصومال.
ويفسر ذلك لماذا نفت مصادر القراصنة تقريراً ذكر أن اشتباكاً مميتاً حدث بينهم على متن السفينة، فانيا. وقال الناطق باسمهم، سو جيول علي، لهيئة الإذاعة البريطانية في الصومال في حينه "إننا كنا نطلق النيران فرحةً بالعيد".
وتم اختطاف السفينة فانيا من قبل مجموعة قراصنة تضم 62 قرصاناً، ويقول محلل شؤون الصومال في هيئة الإذاعة البريطانية، محمد محمد، إن هذه الجماعات تتكون في العادة من ثلاث فئات هي:
* صيادون سابقون يعتبرون العقول المدبرة للعمليات لأنهم يعرفون ظروف البحر.
* رجال ميليشيات سابقون يعتبرون بمثابة عضلات القراصنة، حيث سبق لهم أن حاربوا في عدة معارك بين العصابات الصومالية.
* خبراء فنيون في الكمبيوتر، وتشغيل الآلات بالغة التطور التي يحتاج إليها القراصنة في عملياتهم .
ويحصل القراصنة على معظم أسلحتهم من اليمن عبر خليج عدن، كما يتم شراء كميات كبيرة منها من العاصمة الصومالية، مقديشو.
ويحصل وكلاء توزيع الأسلحة في العاصمة ، كما يقول المحللون، على حوالات مالية منتظمة ثمناً لمثل هذه الأسلحة في ظل نظام غير رسمي للتحويل قائم على احترام كلمة الشرف. ويتولى بعد ذلك رجال الميليشيات نقل الأسلحة شمالاً إلى بونتلاند، حيث يتقاضون أجورهم مقابل ذلك. وسبق أن ذُكِر أن بعض الأثرياء في دبي، كانوا يتولون في الماضي تمويل القراصنة. غير أن مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في الصومال يقول إن رجال الأعمال هم الذين يطلبون القروض من القراصنة في أيامنا هذه.
ويمثل مثل هذا النجاح عامل جذب شديدا لشباب بونتلاند ذوي الآمال القليلة بمسيرات عمل بديلة في هذا البلد الممزق بالحروب. وما إن يحصل القرصان على الثروة، حتى يتزوج زوجة ثانية، أو ثالثة من البنات الفقيرات صغار السن، حيث يعرفن بجمالهن المميز. غير أن هذه القرصنة الجديدة لا تلقى إعجاب جميع الفئات، حيث يقول المواطن الصومالي، محمد حسن "إن هذه القرصنة لها آثار سلبية متعددة في كثير من جوانب حياتنا في جاروي، حيث يشير إلى تصاعد حالة الانفلات الأمني لأن "مئات من الشبان يأتون للانضمام إلى القراصنة ". ويقول عبد الخالق محمد، من مدينة جاروي "إنهم لا يصفون أنفسهم بالقراصنة، وإنما بحرس الشواطئ". وقد تسببوا في جعل الحياة أغلى بالنسبة للناس العاديين "لأنهم يضخون كميات كبيرة من الدولارات" في الاقتصاد المحلي، الأمر الذي يؤدي إلى تذبذب معدل صرف العملات. ويضاف إلى ذلك أن أسلوب حياتهم لا يجعل الآخرين سعداء.
"إنهم يشجعون تهريب المخدرات، ومضغ القات الذي يبقي على انتباه من يتناوله، إضافة إلى تدخين الحشيش، وتناول المشروبات الكحولية". وقد تكون هذه النجاحات الكبرى حديثة، ولكن مشكلة القرصنة متجذرة في الصومال بقوة، حيث اشتدت حدتها، بصفة خاصة، خلال السنوات العشر الماضية، حين بدأ صيادو السمك في الصومال بفقدان مصادر عيشهم . ولم تكن وسائلهم البدائية في الصيد تعادل قدرات الأساطيل التي تجوب شواطئهم. وكانت حركة القرصنة التي بدأت جنوب الصومال قد تحركت شمالاً عام 2007، وبالتالي فإن رؤساء العصابات في خليج عدن يديرون الآن عمليات قرصنة كبرى.
غير أن مواطني جاروي يقولون إن القراصنة لا ينظرون إلى أنفسهم بهذه الصورة الشريرة. ويضيفون "إن الصيد غير الشرعي هو السبب الرئيس وراء القرصنة، وإن القراصنة يقولون إنهم حراس الشواطئ.

الأكثر قراءة