ثوابت "كردي" ورأس "بول روش"!

وضع الدكتور بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي في واشنطن رأسه في مقصلة تصريحات جمعية القلب السعودية بعد تأكيده في المؤتمر العالمي لعلوم طب القلب الذي نظمه أخيراً مركز الأمير سلطان لمعالجة وجراحة القلب في الأحساء براءة الطعام الدسم من الكوليسترول، لدرجة أن الدكتور محمد كردي عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التوعية وتثقيف المجتمع في جمعية القلب السعودية اضطر إلى توزيع بيان على وسائل الإعلام رداً على روش أوضح فيه أن علاقة ارتفاع الكولسترول في الدم مع أمراض القلب والشرايين هي من الثوابت في علم أمراض القلب والشرايين، مشيراً الى أن علاقة مستوى الكوليسترول السيئ (منخفض الكثافة) في الدم مع نسبة الاصابة بأمراض القلب والشرايين هي علاقة طردية أي أنه كلما زادت نسبة الكوليسترول في الدم زاد احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
والحق أقول إنني لم أكتشف حتى الآن علاقة تصريح الدكتور بول روش برد الدكتور كردي الذي يستند إلى (الثوابت) وهي حكاية مختلفة لي وقفة معها.
لكن لا بد قبل ذلك من أن ألخص القضية التي وضعت رأس المسكين روش في مقصلة تصريحات إخواننا في جمعية القلب على شكل نقطتين لنتمكن من فهم الحكاية:
- بول روش يقول لاعلاقة لـ (الطعام الدسم) بـ (الكوليسترول) !
- كردي يقول إن (الكوليسترول) الشرير يسبب (أمراض القلب والشرايين).
ما علاقة التصريحين ببعضهما بالله عليكم؟ هل قال الدكتور روش مثلاً أن لا علاقة للكوليسترول بأمراض القلب والعياذ بالله؟ الرجل يقول لاعلاقة للطعام الدسم بالكوليسترول حسب ما أشارت الأخبار التي نشرت تصريحه ولم يتطرق لأمراض القلب والشرايين وعلاقاتها المشبوهة بالسيد كوليسترول، وهو أمر يوضح أن الأخ روش في واد وإخوتنا في جمعية القلب منطلقون بسرعة جنونية يوزعون البينات في واد آخر, وأتمنى أن أكون واهماً في ذلك, فمن المزعج حقاً أن يكون استنتاجي صحيحاً, لأن جمعية القلب هذه مؤسسة وطنية وتستحق أفضل من هكذا شطحات والله العظيم!
لكن وبعيداً عن الأخ روش القادم من وراء البحار وتصريحه المثير الذي لا يختلف عن الجملة التي تكتب عادة على عبوات الزيوت النباتية (زيت خالٍ من الكوليسترول) , لنقف قليلاً مع كلمة (الثوابت) التي تضمنها بيان الدكتور كردي, وهي كلمة عجيبة في السياق الذي وضعت فيه, فمنذ متى كانت هناك ثوابت في النظريات الطبية؟!
الطب كما أعرف علم متطور باستمرار ومن السهل جداً أن تنسف أي نظرية حديثة فيه النظرية التي سبقتها والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى, وهناك مجلات طبية عالمية تنشر فيها بشكل دوري عشرات الدراسات والنظريات الطبية الناسفة لنظريات قبلها, فعن أي ثوابت تتحدث جمعية القلب السعودية يا ترى؟!
أرجو ألا يُفهم من كلامي أنني رجل خبير في الطب أو عالم متخصص في أمراض القلب والشرايين, أو أنني أكره الثوابت (أياً كانت وأياً كان من ثبتها) لاسمح الله, وإنما أنا رجل يسأل فهل من مجيب؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي