رسائل من أشخاص مجهولين جعلتني أشعر بالقلق و الصدمة
المشكلة .. أنا أكاديمي جامعي في الخمسينيات من العمر. وكل سنة، يتم إرسال تعليقات مكتوبة من الطلاب إلى كل الأساتذة. وكلها لا تحمل اسم كاتبها و بعضها جيد دون شك، والبعض سيئ. وفي هذا العام، رغم التعليقات الممتازة حول بعض المقررات، إلا أن هناك مجموعة كتبت ملاحظات شخصية تبعث على الإحباط جعلتني أتساءل ما إذا كانت هذه المهنة تناسبني أم لا. علماً أنه لا يوجد "حق الرد" ولا توجد طريقة لمناقشة هذه الأمور مع الطلاب أو التعرف على ذلك الطالب الذي يشعر بهذا القدر من الاستياء. ماذا أفعل؟
محاضر،
50 سنة
إجابة لوسي
ما لم ترد أن تضع نفسك في موضع تندر من الآخرين، فإن هناك أمرا واحدا تستطيع أن تفعله وهو: ألا تفعل شيئاً. فملاحقة هؤلاء الذين يحاولون التقليل من شأنك سيكون أمراً محرجاً على نحو شنيع و لن يفيد إلا أن يؤكد فكرتهم القاتمة عنك.
بدلاً عن ذلك يتعين عليك أن تحاول أن تبعد هذه الملاحظات المسيئة من ذهنك، والتوقف عن الشعور بالأسى الذي لا معنى له حول مدى ملاءمة هذه المهنة لك. أنا أتخيل أنه أمر بالغ الصعوبة أن تحافظ على معنوياتك كمحاضر بلغ من العمر 50 عاماً ونيف – في ظل الأجر الزهيد وتهافت الزملاء الأصغر سناً – بدون السخرية البغيضة من الطلاب.
عليك أن تواسي نفسك بأن فكرة تقييم المدرسين من قبل الطلاب هي فكرة سخيفة في مجملها. فأنت الذي تتقاضى أجرك مقابل تعليمهم و كتابة التقارير عنهم، وليس العكس.
ربما يكون الأمر مقبولاً في شركة ما أن يقوم المرؤوسون بإصدار أحكام على رؤسائهم، على الرغم من أن معظم مثل هذه المشاريع يكون تصميمها سيئاً. لكن أن تسمح للطلاب بأن يقولوا ما يريدون عن أساتذتهم في الخفاء فذلك أمر يجعلني أشعر بأن الديمقراطية قد أصيبت بالجنون.
عندما كنت طالبة كنا نتبارى حول كراهية عدد من المدرسين لأسباب تتسم بالغباء في معظمها. وكنا نظهر عدم حبنا لمدرسة فيزياء مسكينة بأن نضع على ظهر تنورتها مشبك وصلات كهربائية عندما تكتب على السبورة. إن ما يفعله الطلاب يبدو شكلاً مقنناً من أشكال هذه التصرفات؛ و يتعين عليك أن تفعل مثل ما فعلت مدرسة الفيزياء سيئة الحظ هذه بأن تتسامى فوق ذلك.
هذا لا يعني أن تتجاهل كل الملاحظات؛ فيجب أن تعتمد على طرق أفضل لقياس مدى جدارتك بالاحترام. هل يحصل طلابك على علامات جيدة؟ هل يبدو أنهم يتعلمون شيئاً؟ هل يستمعون إلى محاضراتك؟ كم عدد الطلاب الذين يحرصون على حضور المحاضرات؟
هذه هي الأشياء التي تهم. أما هل يحبونك أم لا فهي مسألة لا علاقة لها بالموضوع.
مشاركة القراء
ليس في الأمر غرابة
أنا مثلك، قضيت جزءاً كبيراً من الصيف في حالة حيرة لماذا بعض الطلاب يعتبروني ذا قيمة كبيرة للجامعة بينما آخرون أقل تقديراً لي. وتوصلت إلى الآتي: أ) لا يمكنك إرضاء كل الناس و ب) كلما زاد عدد المعجبين بك، زاد عدد من يحاولون التقليل من قيمتك.
محاضرة، في الخمسينيات من العمر
ملكة الدراما
هناك من يقول لك عزيزي. حبيبي. وهناك من يكتب لك كلاماً مسيئاً. هذا يحدث لنا جميعاً. فما عليك إلا أن تصرخ صرخة هادئة في غرفة ارتداء الملابس، وأن تلقي بالمذكرات المسيئة في سلة المهملات وأن تحتفظ بالمذكرات الجيدة في ملف القصاصات الخاص بك. ثم تضع المكياج وتنطلق نحو المسرح. فالعرض لابد أن يستمر!
مدير، 38 سنة
طلاب بائسون
عندما أتعرض إلى انتقادات شخصية، أذكِّر نفسي بأنه من منطلق إحصائي فإن بعض الناس سوف ينتقدون أسلوبي. فالكثيرون لا يستطيعون مواكبة المقررات. وأنا أشعر بالأسى تجاههم وليس تجاهك أنت.
محاضر، في الخمسينيات من العمر
الحقيقة
أن تختار تغيير مهنتك وأنت فوق سن الخمسين فهذا أمر يقدم عليه الأثرياء أو الشجعان، وهما صفتان لا أربط أي منها على نحو مباشر بالأكاديمي الجامعي. فلماذا تتخلص من مهنتك بسبب تعليقات مسيئة من مجموعة من الطلاب؟ إن الطريقة الوحيدة للمضي قدماً هي أن تفكر في لماذا تشعر بهذا القدر من الإحباط. هل يعود ذلك إلى أنهم قالوا شيئاً ربما يكون صحيحاً؟
مجهول
وجبة غداء مجانية
اكتب ما يلي ثم ضعه على لوحة الملصقات و الإعلانات: "إن هدفي أن أمارس عمل التدريس بقدر ما أستطيع. وهذا العام حصلت على قدر كبير من الثناء و لكن كانت هناك بعض الانتقادات. لذلك، فأنا أود إجراء منافسة. يمكنكم الاتصال بي من خلال البريد الالكتروني أو شخصياً وقدموا لي مقترحاتكم حول كيف أستطيع تحسين طريقتي في التدريس. وسوف اختار أفضل ثلاثة مقترحات، وأنشرها وأكافئ من كتبوها بوجبة غداء مجانية".
في هذه المنافسة هناك فائزان: أنت و طلابك.
دكتور