من أكفأ من الآخر.. البطي أم سامي؟
بعد أربعة أشهر، عالج الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال الخطأ الذي وقع فيه عندما شكل إدارته مطلع الموسم الحالي بوضع النجم الجماهيري المعتزل سامي الجابر "حديث العهد بالأمور الإدارية" بجانب عادل البطي في الجهاز الإداري لفريق كرة القدم، إضافة إلى عملهما عضوين في مجلس الإدارة حيث تولى الجابر مهمة الإشراف على الفريق الكروي، والبطي المدير الإداري، وتم تدارك الوضع بتعيين الجابر مديرا للكرة والبطي مستشارا لرئيس النادي.
وبكل شجاعة، حمل الرئيس الهلالي نفسه مسؤولية الخطأ ومعالجته له، إلا أن قراره انفلق حوله عشاق النادي، خشية معالجة الخطأ بأخيه، ولا سيما أن قسما كبيرا منهم يؤكد أن البطي الأجدر بتولي شؤون فريق كرة القدم.
#2#
الخبرة خذلت سامي وتدخل الرئيس أنقذ الموقف
وتوقع المقربون من الأزرق أن يستمر عادل البطي إدارياً للفريق ويبعد الجابر لأسباب يرونها مقنعة طبقا لقراءة الواقع الذي مر به النادي في الفترة السابقة، التي اتضح من خلالها أن الخبرة خانته في مهمته الجديدة وكادت تتسبب في عواقب لا تحمد عقباها لولا تدخل مباشر من الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي تمكن من تجاوز الأزمة، ولعل مشكلة الجابر مع الحارس محمد الدعيع هي الأبرز في الساحة نظرا لكونها ظهرت على السطح فيما كانت هناك خفايا لا يراها أحد.
#4#
الرئيس عالج الازدواجية.. ولكن هل القرار صائب؟
الازدواجية الكبيرة التي وقع فيها الجابر والبطي من خلال عملهما في الأشهر الأربعة الماضية في إدارة الكرة أحدثت مشكلات كبيرة ألحقت الضرر بالفريق الكروي، ولكن القرار الجريء من الرئيس الهلالي بتدارك الوضع قبل أن يصل الأمر إلى أكبر من ذلك ويصبح الشق أكبر من الرقعة كما يقول المثل الشعبي.
ويوصف تدخل الرئيس الهلالي بأنه أخمد الدخان قبل أن يتحول إلى حريق يأكل الأخضر واليابس وكل ما بناه وقدمه من دعم, ولكن ما يلاحظ ويؤخذ أنه بعد حل مشكلة الازدواجية، لم يكن الاختيار صائبا في إعادة توزيع المهام عطفاً على عمل الجابر والبطي.
#3#
رغم أخطائه.. البطي أكفأ لسببين
المطلعون على خفايا البيت الهلالي كانوا يعدون الأيام لرحيل أحدهما خاصة في ظل الازدواجية الواضحة جدا في العمل وتهميش كل منهما للآخر, وكانت التوقعات تشير إلى أن الأقرب هو بقاء البطي لأنه رغم أخطائه فهو الأكفأ لقيادة الجهاز الإداري بالفريق نظراً لعاملين مهمين هما الخبرة وقربه من اللاعبين وتعامله معهم في مرات عدة نجح من خلالها البطي في قيادة الفريق إدارياً.
ورغم عدم إكمال البطي مهمته إلا أنه أحدث أموراً تنظيمية وإدارية عديدة ساهمت كثيراً في احترافية الجهاز الإداري للأزرق, رغم أن الجابر تربطه علاقة وطيدة مع اللاعبين بحكم أنه زميل الأمس.
#5#
علاقة الرئيس بالجابر عمقت معاناة اللاعبين
العلاقة القوية التي تربط الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس النادي بالجابر خلقت فجوة بين اللاعبين من جهة والجابر من جهة أخرى حيث لم يتمكن اللاعبون من طلب ما يريدونه منه الذي هو الآخر لم يستطع التعامل مع زملائه السابقين كما يجب، فزادت فوهة الفجوة لتصل إلى مرحلة تحول فيها الجابر إلى أبعد رجل في النادي عن نجوم الفريق.
المقربون من البيت الهلالي خاصة إلى فريق كرة القدم كانوا يرون أن مصلحة الفريق تستلزم إبعاد الجابر والبطي عن بعضهما، كي لا يدفع الفريق الهلالي الثمن حيث بزغت المشاكل منذ الأيام الأولى لهما بعضهما مع بعض.
وبالعودة إلى بداية عمل الجابر في النادي فإن مشكلته مع الدعيع أشعلت الفتيل بينهما رغم جهود البطي المثمرة بجانب جهود رئيس النادي الكبيرة لاحتواء المشكلة بين الزميلين الجابر والدعيع لتأتي بعدها خلافات حادة في معسكر الفريق في إيطاليا، ما دعا الأمير عبد الرحمن بن مساعد إلى التدخل مباشرة لحل بعض المشاكل، فتاه الاثنان من فيهما المسؤول الأول عن القرارات الإدارية؟ الأمر الذي أدى تهميش كل منهما للآخر لدرجة وصلت إلى عدم حديث أحدهما مع الآخر وكل ذلك كان يتم والجميع يعلم أن الوضع لن يتحسن بل سيزداد سوءاً, كما أن العلاقة المتوترة بين الجابر والبطي أدت إلى تأثير سلبي في الجهاز الفني الذي لم يعد يعرف كيف يتعامل مع الجهاز الإداري.
أخطاء سامي برزت في معسكر سويسرا
سامي الجابر النجم الجماهيري الكبير صاحب التاريخ الطويل لم تشفع له خبرته الضعيفة في التعامل مع المنصب الجديد والشواهد عديدة وكبيرة, ولعل البداية كانت في مفاوضاته مع المدرب كوزمين أولاريو للاستمرار مع الفريق الهلالي وتـأخره في حسم التوقيع النهائي معه رغم موافقته النهائية على الاستمرار مع النادي العاصمي, ولتأتي بعدها المشكلة التي حدثت مع كوزمين خلال وجودهما في سويسرا حيث تسبب استعجال الجابر في الموافقة على إحضار جهاز طبي روماني عرضه المدرب الهلالي للعمل في النادي بدل من الجهاز الطبي الحالي بقيادة الجزائري الدكتور علي يقدح ومن ثم رفضه مطالب كوزمين أولاريو, تلتها حادثة الجابر مع الدعيع والتي كادت تقصم ظهر الفريق الكروي وتحمل الأول الجزء الأكبر من المسؤولية في تلك الإشكالية, وأتبعها بعجزه حتى الآن على إقناع اللاعبين الشباب على توقيع عقود احترافية يتقدمهم أحمد الفريدي، عبد العزيز الدوسري، عبد الله الزوري، ومحمد العنبر حيث يتولى ملف ضمهم إلى قائمة المحترفين,إلا أنه لم يسجل نجاحا حتى الآن.
#6#
من الأحق أن يكون مستشارا؟
لعل وضع الجابر مستشاراً لرئيس النادي هو الخيار الأفضل لعدة عوامل أهمها العلاقة القوية التي تجمع سامي الجابر مع الأمير عبد الرحمن بن مساعد، والتي من خلالها يتمكن من تقديم المقترحات كما يريد, ولعل الجابر قام بأدوار كبيرة في النادي أبرزها دفع معونات خاصة للمحتاجين في النادي ورفع رواتب غالبية العاملين في النادي التي لم تتغير منذ سنوات كبيرة, ولكن رغم إيجابيات الجابر الكبيرة إلا أن أبرز سلبياته كانت فيما يتعلق بإدارته لشؤون فريق كرة القدم حيث كان من الأجدى أن يبتعد الجابر ويبقى البطي عطفاً على ما قدماه في الفترة السابقة.
وعلى الرغم من المعالجة الخاطئة للخطأ الأساس يظل الأمير عبد الرحمن بن مساعد القريب بشكل أكبر من الفريق واللاعبين كما هو الآن لكي يتمكن من إنهاء كل مشكلة تحيط بالنادي خاصة فيما يتعلق بفريق كرة القدم.