مثقفون وحقوقيون عرب: المبادرة تعني الثقة بالمعتقد وتأكيد على عالمية الإسلام
يرى عديد من الساسة والمثقفين والحقوقيين اجتماع قادة و زعماء دول العالم حول مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين الأديان منجزا مهما للسعودية، مؤملين أن يؤدي ذلك إلى بث قيم التسامح والسلام التي حظت عليها الشريعة الإسلامية.
ويأملون أن يسهم المؤتمر في تفعيل التعاون بين المجتمعات على مختلف دياناتها وأفكارها من أجل التعايش السلمي بين تلك المجتمعات من خلال نشر القيم الإنسانية الإيجابية، ودرء مواطن الفساد الفكري وتجفيف منابع الإرهاب بأنواعه.
ويشير محمد الصقر عضو مجلس الأمة الكويتي، إلى أن الهدف المأمول من مؤتمر حوار الأديان نشر قيم التسامح، وأنه "لا المسلم يكون متشددا في تطبيق الشريعة في كل أنحاء العالم ولا المسيحي ولا اليهودي".
ويرى أن الخوف في الحوار مع الآخر دليل ضعف، و"الدين الإسلامي دين قوي ودين متسامح... بل أكثر دين متسامح"، وذهب إلى أن "الدين الإسلامي أجاز الزواج من أهل الكتاب... أي تسامح أبعد من ذلك؟!". وزاد "التخوف من الحوار مع الآخر دليل ضعف وأننا خائفون مع الأديان الأخرى، وهذا غير صحيح".
ويرى الصقر أن توقيت المناسبة كان جيدا "وهذا يمكن أهم وقت"، مثنيا على خادم الحرمين الشريفين لإطلاقه هذه المبادرة، مضيفا "أننا (بصفتنا مسلمين) موصومون بالإرهاب رغم أن الدين الإسلامي يتميز بتسامحه... هؤلاء الإرهابيون الذين يتخذون من الدين مطية هم الذين يدمروننا ويدمرون أنفسهم".
وخلص إلى أنه من المهم أن تحاور الأعداء بمن فيهم الذين يوصفون بالعداء الشديد للإسلام، وأنه "من المهم محاورتهم... دعهم يستمعون إلى الحوار" من أجل إقناعهم بسماحة الإسلام والقيم العظيمة للشريعة الإسلامية.
#2#
ويؤكد المهندس مروان فاعوري الأمين العام للمنتدى العالمي أن الوسطية أهمية تعميق الحوار بين أصحاب الديانات لما فيه مصلحتهم المشتركة، ورب العالمين حثنا على الحوار الجميل الإيجابي الذي لا يهدف في النهاية إلى نقل الإنسان من دين إلى دين بقدر ما يؤكد على تعميق القواسم المشتركة، والعيش المشترك بسلام وطمأنينة للحفاظ على أساسيات ومرتكزات الحياة الإنسانية والمنظومة القيمية لبني البشر وصون هذه الأرض التي نعيش من خلال المحافظة على بيئتها ومواجهة خطر الإلحاد والانهيار القيمي والديني الذي يجلب الويلات على المجتمع.
وأشار إلى أن الخوف من الحوار يشكل نقطة ضعف يجب تجاوزها. فنحن أمة حية وأمة ناهضة وتقرأ القران. وتتأسى حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي حث على احترام الأديان وعلى التعامل معها والحوار مع أصحابها لما فيه المصلحة المشتركة.
المؤتمر خطوة إيجابية تؤكد عالمية هذا الدين وتقدم عالمية الإسلام على العولمة بسلبياتها وإخفاقاتها
ووجه الشكر لخادم الحرمين الشريفين على جهوده المخلصة لخدمة الإسلام والمسلمين وعلى بعد النظر في تناول هذه الموضوعات التي من شأنها نشر قيم الإسلام السمحة وبيان أن الإسلام يتسع للجميع ولا نخشى الحوار ولا نخاف من الآخر بل نسعى إلى التواصل والتعاون مع كل الديانات.
ويرى أن من مسببات التخوف من الآخر عدم الثقة بالنفس، وعدم فهم مقتضيات هذا الدين، مستشهدا بأن الخطاب الرباني كان موجها في عديد من المواضع في كتاب الله إلى الناس، وهذا يؤكد عالمية الدين، ومن يفهم الإسلام بهذا الفهم يكون حريصا على أن يتعامل مع الآخر ويتحاور مع بني البشر دون وجلل ولا خوف، لكن الضعف يأتي من الأصوات المتطرفة وأصوات التخوين التي تخشى من الانفتاح، التي ليس من مصلحتها أن تشرق الشمس وأن تفتح النوافذ والأبواب، هذه العقول التي تحجرت وتكلست على مفاهيم ونصوص ومواقف سابقة، لا تستطيع أن تتحاور مع الآخر لأنها لا تملك رؤية شمولية ونهضوية واسعة لهذا الدين.
#3#
ووصف هادي جلو مرعي نائب رئيس مرصد الحريات الصحافية في العراق، دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار الأديان، بأنها خطوة جريئة، ونحن في العراق كنا نعاني تجربة صعبة مريرة، ففي العراق لدينا طوائف ومذاهب وقوميات وأديان عديدة، موضوع الحوار دائما يشغل بال المثقفين والسياسيين والأكاديميين، ولا نجد نفورا من هذه الفكرة، بل العكس فإننا نفرح عندما نجد حشدا مهما لها، وحتى المؤتمر الذي عقد أخيرا في بغداد بين علماء مسلمين ومسيحيين، نراه بوادر إيجابية.
وقال علينا ألا نخاف من الحوار وألا نخشاه، فالحوار سمة من سمات العصر الحالي، وهو وسيلة للتقارب بين مختلف الأديان،
وأكد أن الحوار بين الأديان، وسيلة لتخفيف الاحتقان، لتحجيم دور الجماعات المتطرفة، التي تبحث عن سبل العنف، مؤكدا أن مبادرة الملك عبد الله لقيت أصداء جيدة، وأن ما جرى كان بادرة إيجابية ينظرون لها بشكل إيجابي، وبخاصة عند النظر لطبيعة الحضور في المؤتمر، وأن الدعوة للحوار بين الأديان شكلت لونا جديدا من ألوان العلاقة بين المسلمين وأتباع الديانات الأخرى،
ولفت إلى أن الناشطين في حقوق الإنسان يؤملون كثيرا على الحوار بين الأديان، معللا ذلك بأنه "إذا لم نجعل هناك تقاربا حقيقيا بين الأديان فإننا سنسهم في تكوين تنشيط الحركات المتطرفة حول العالم، فالعالم كله يشهد حركات تطرف كبيرة، هناك حركات تطرف يهودي مخيفة باتجاه إقصاء العرب وإلغائهم من الوجود، حركات تطرف غربية تبعث على القلق، وهناك حركات متطرفة، بين المذاهب الإسلامية، هناك شعور بالتطرف لدى معظم الأحزاب اليمينية في أوروبا، مشددا على أنه لا بد من تحالف دولي يضم زعماء العالم ورجال الدين والأكاديميين والمثقفين، وأن التحالف ضروري لرسم معالم اعتدال فكري وفي الاعتقاد واعتدال في تعاطي الأحداث دون تطرف وحقد. إنها مرحلة حساسة وحاسمة، ولا بد أن نتفاءل.