كيف سيتعامل أوباما مع الوقود الأحيائي؟

كيف سيتعامل أوباما مع الوقود الأحيائي؟

كيف  سيتعامل أوباما مع الوقود الأحيائي؟

تشعر ولاية إلينوي بسبب إضافي للفرح نسبة لفوز السيناتور باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، فهذا التطور يوفر لها فرصة طيبة للمضي قدما في دعم صناعة الإيثانول الذي يعتمد على الذرة الشامية، والولاية أحد منتجيه، وهو ما يصب في صالح دعاة حماية البيئة وتخفيف الاعتماد الأمريكي على النفط المستورد لتلبية احتياجات السوق.
ويتضح حجم السعادة في أن الموقف من الإيثانول يعتبر أحد أوجه الخلاف الرئيسية بين أوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين، الذي لم يخف إصراره على أن من أول البرامج التي سيمنع عنها الدعم الحكومي ذلك الخاص بصناعة الإيثانول.
يحمد للباحثة مارثا شليشر التي تعمل في مجال أبحاث تحويل الذرة إلى إيثانول، أنها قامت قبل عدة سنوات بترتيب رحلة تعريفية للسيناتور أوباما للاطلاع عن قرب على الصناعة ومشكلاتها، ونجحت في الحفاظ على صلات منتظمة معه ومع معاونيه في هذا المجال. وتنشط عبر الأبحاث والاتصالات التي تقوم بها إلى الوصول إلى اقتناص أي فرصة لتوفير التقنيات الوسيطة لرفع القدرات للمصانع القائمة ومعاونتها على العمل بصورة فعالة.
ولأوباما صلات متعددة مع بعض الشخصيات والدوائر ذات الاهتمام بصناعة الإيثانول. ومن هؤلاء توم داشيل، وهو سياسي قديم عمل في فترة من الفترات زعيما للأغلبية في مجلس النواب، وله مقعد في ثلاثة مجالس إدارات شركات تعمل في ميدان الإيثانول. وهناك أيضا جاسون جروميت، ويعتبر أحد مستشاريي أوباما في قضايا الطاقة، وله صلات قوية باللجنة القومية لسياسات الطاقة، وهي منبر غير حزبي ومن قياداته الزعيم الجمهوري السابق بوب دول من ولاية كانساس ويعتبر من أقوي مؤيدي صناعة الإيثانول.
على أن أكبر مؤشر على دعم أوباما لهذا التوجه استخدامه في بعض الأحيان طائرات تعتمد على الوقود المخلوط بالإيثانول تقوم بتشغيلها شركة آرشر دانييلز ميدلاند، صاحبة الاستثمار الكبير في ميدان صناعة الإيثانول.
ومع أنه من المتوقع أن تقوم شركات النفط التقليدية والأطعمة التي ترى في التحول إلى الذرة الشامية لتوليد الطاقة خطرا عليها برد فعل، إلا أن التهديد الرئيس يأتي من تراجع سعر برميل النفط، الذي يمكن أن يثير شكوكا قوية حول مدى جدوى الدخول في مشاريع قد لا تكون مجدية اقتصاديا. وهذا الوضع سيعيد طرح الأسئلة الصعبة حول الإيثانول والى أي مدى يسهم تحويل الذرة الشامية أو قصب السكر إلى وقود في رفع أسعار الغذاء وكذلك دوره في تخفيض انبعاثات غاز الانبعاث الحراري.
أما فيما يتعلق بتأثير مجموعات الضغط، فمع أن الرئيس الأمريكي المقبل يسعى إلى إظهار نفسه مصلحا، إلا أنه في نهاية الأمر لا بد له أن يضع مصالح قاعدته الانتخابية في الاعتبار. وهنا يرى أحد مستشاريه أن عين أوباما ستكون على المصالح الأمريكية العامة، وليست تلك المحددة في ولايات معينة، لأن النصر الذي حققه يتقاطع مع مصالح عديدة، لذا تصح الإشارة إلى المصلحة العامة، وهو ما يحتاج إلى متابعة خلال الفترة المقبلة.

الأكثر قراءة