المعلمون وسلبيات دراما رمضان

المعلمون وسلبيات دراما رمضان

الراصد لما قدمته الدراما المحلية لأبنائنا في شهر رمضان هذا العام من خلال بعض وسائل الإعلام الربحية لا يرقى إلى ما نطمع فيه كآباء ومربين لأطفال هم أحوج إلى تعلم الكثير من السلوكيات النافعة، والبرامج الهادفة التي تبني عقول الناشئة، وتهذب سلوكياتهم، وتدفعهم إلى المزيد من العطاء، والثقة في الآخرين، وبر الوالدين، والصدق في المعاملة، وتزيد من انتمائهم الديني والوطني، وترفع من رصيدهم الثقافي واللغوي والاجتماعي.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه الشارع السعودي أن يعتذر أبطال هذه الأعمال لجمهورهم عن البذاءات اللفظية، والمشاهد الساخرة التي تخدش الحياء وتنافي عادات وقيم المجتمع السعودي، نجد هناك من نصب نفسه للدفاع عنهم ووصف أعمالهم وإخفاقاتهم وجنوحهم عن ثوابتهم الدينية والاجتماعية بالمميزة ناسيا أو متناسيا أن المشاهد العاقل هو من يحكم على نجاح الأعمال المقدمة من فشلها، فالشارع السعودي يعرف أن ما قدمه أبطال هذه الأعمال تحسب عليهم لا لهم، وأن هذه الأعمال اشتملت على سلوكيات لا تليق بمجتمعنا السعودي المسلم، فجانبت الصواب في كثير من مضامينها وكان هدفها الرئيس هو إضحاك الناس حتى على حساب الدين أو الأخلاق باستخدامهم ألفاظا نابية خارجة عن الآداب لا يمكن تداولها، أو قبولها، أو تجاهلها في الشارع السعودي فكيف إذا عرضت على قناة فضائية لها جماهيرها في الداخل والخارج، فلا شك أنها ستتحول إلى فضيحة عالمية تصور المجتمع السعودي كله بالصورة التي ظهرت به الأعمال الدرامية السعودية متى ما رضينا لها أن تمثلنا من خلال نجوم سعوديين كنا ننتظر منهم الإسهام في معالجة قضايانا الاجتماعية والصحية والتربوية والوطنية، فنجد أبطال الفن السعودي قد كرسوا أنفسهم وأموالهم في تقديم فن لا يليق بسمعتهم ولا بما كنا ننتظره منهم، وذلك من خلال انتقائهم لألفاظ نترفع عن ذكرها في هذا المقام، إضافة إلى انتقاصهم من بعض العادات والقيم الاجتماعية الجيدة كالكرم، والوفاء، والصداقة، واحترام الآخرين.
وندرك نحن التربويين أننا لا نستطيع أن نوقف مثل هذه الأعمال إلا من خلال تحصين أبنائنا من مشاهدتها وتوعية الطلاب وأولياء الأمور بالأضرار التربوية والاجتماعية التي تنطوي عليها، كما يسرنا أن نشد على أيدي إخواننا في الإعلام السعودي (إذاعة، تلفزيون، وصحافة ) بصفتهم شركاؤنا في التربية ونشكرهم على وقوفهم معنا في الميدان التربوي و المساهمة الفاعلة في توضيح الصورة المميزة للمواطن السعودي المسلم والوقوف ضد كل ما من شأنه المساس بثوابتنا الدينية والاجتماعية والوطنية.

[email protected]

الأكثر قراءة