الاستثمار الصناعي: المستثمر لن يقتنع بحجة الأزمة العالمية في تراجع الربحية
الاستثمار الصناعي: المستثمر لن يقتنع بحجة الأزمة العالمية في تراجع الربحية
نمر حاليا بفترة عصيبة عالميا نتيجة لتداعيات أزمة الرهن العقاري ومعها بدأت معاناة شركاتنا المحلية حيث تراجع سوق الأسهم السعودية حتى بلغ مستويات قياسية متدنية غير مسبوقة وعلى الرغم من أداء الشركات المالي التي لا تفسر بأي حال وضع السوق أو اتجاهاته لكن يستمر النمط السلبي هو المسيطر علينا. وفي ضوء الأحداث يتم النظر لأداء القطاع الاستثماري الصناعي في السوق السعودية من زاوية إيرادات وأرباح القطاع وتجاوب السوق مع النتائج.
ويغلب على قطاع الاستثمار الصناعي التركيز على السوق المحلية مع وجود نسبة من التصدير الخارجي ولكن يمكن القول إن غالبية تأثر القطاع من الطلب المحلي مقارنة بغيره من القطاعات. وبالتالي يعتبر تأثر القطاع بالتغيرات الاقتصادية المحلية أكبر مقارنة بالتغيرات الاقتصادية العالمية. ويجب ألا ننسى أن الربع الثالث مر الاقتصاد المحلي بعنق زجاجة بفعل ارتفاع الأسعار محليا وعالميا ما انعكس سلبا في نشاط الشركات المحلية وتراجعت وتيرة النشاط نتيجة لتراجع المشاريع. ومع الهبوط الحالي في مستويات الأسعار نتيجة لأزمة الرهن العقاري والتوقعات حول الكساد المتوقع عالميا ربما سيؤدي ذلك إلى أن يكمل الاقتصاد السعودي رحلة الانتعاش في ظل استمرار الإنفاق الحكومي.
وبالتالي ومع تراجع أرباح القطاع في الربع الثالث ربما يتوقع تحسن نتائج القطاع في الربع الرابع وبالتالي تحقيق شركات القطاع أداء جيدا يعوض نتائج الربع الثالث.
التراجع الحاد خلال شهر تشرين الأول (أكتوبر) في مستويات الأسعار ربما ينعكس جزء منه مع افتتاح الأسواق أول أيام العمل بعد العيد ومع تراجع الأسعار ربما لن يظهر تأثيرها بقوة في حال تحسن أداء السوق مع نهاية العام الحالي. ولكن يبقى التناسب بين الأداء والتراجع في الأسعار ملحوظا حتى نهاية العام وربما نشهد نوعا من التغير خاصة أن تأثير الاقتصاد المحلي هنا أكبر مقارنة بالغير.
المتغيرات المستخدمة
كالعادة سيتم التعامل مع السعر وربح الشركة وإيرادها من خلال النمو الربعي (نمو الربع الحالي مقارنة بالسابق) والنمو المقارن (نمو الربع الحالي بالربع المماثل من العام الماضي). كما سيتم الربط بين السعر والربح في مكرر الربح والربح والإيراد في هامش صافي الربح ودرجة التحسن فيه. وسيتم إلقاء الضوء على دور المصادر الأخرى في دعم الربحية للشركات. المتغيرات السابقة توجهنا للتعرف على كفاءة السوق وسلامة توجهها من خلال العلاقة بين الربح والإيراد والسعر وبالتالي توجهها نحو الاتجاه الصحيح من عدمه.
قطاع الاستثمار الصناعي عام 2008
خلال الربع الثالث من عام 2008 حقق القطاع ربحا بلغ 206 ملايين ريال نتج عنه تراجع ربعي في النمو بلغ 11.36 في المائة (وهو الاتجاه المحقق نفسه خلال الربع الثالث من العام الماضي) وارتفاع النمو المقارن 33.48 في المائة، خلال الأشهر الثلاثة حقق القطاع ربحا بلغ 638.2 مليون ريال بنسبة نمو 29.46 في المائة، فعلى الرغم من التراجع الربعي لا تزال النتائج النصفية قوية.
وكان الاتجاه متوافقا مع الإيرادات التي بلغت 1.215 مليار ريال بتراجع النمو الربعي 27.88 في المائة ولكن كان هناك نمو مقارن 14.64 في المائة، خلال الأشهر الثلاثة حقق القطاع 4.341 مليار ريال بنسبة نمو 37.28 في المائة. المؤشر كان مختلفا في تفاعله حيث بلغ 5112 بنسبة هبوط ربعي 18.1 في المائة وتراجع مقارنا 5.23 في المائة وهو مماثل لفترة القياس الكلية. البيانات الخاصة بالهامش كانت إيجابية ربعيا (نمو ومقارن) ولكن سلبية للفترة الكلية مما تعكس تحسنا في السيطرة على المصروفات ولكن على المستوى الربعي تأثر بالنتائج السابقة. البيانات تعكس سؤالا حول مدى تفهم المستثمر نشاط الشركات والفرق بين القطاع والقطاعات الأخرى.
السعودية للصناعات الدوائية
تراجعت أرباح الشركة ربعيا ومقارنا عند 54.39 في المائة و41.1 في المائة ولم يلعب الربح من مصادر أخرى دورا كبيرا هنا وخلال الربع الثالث، كما أنه لم يختلف الإيراد عن اتجاه الربح حيث انخفض ربعيا ومقارنا عند 38.59 في المائة و5.21 في المائة. السعر أيضا تراجع ربعيا ومقارنا عند 38.08 في المائة و31.52 في المائة وهي معدلات مقاربة لتدهور الربح. النتيجة المتوقعة هي تحسن مكرر الربح وانخفاضه حيث أصبح 16.5 مرة . خلال الثلاثة أرباع نجد أن الربح أصبح 90.79 مليون ريال بنمو 84.83 في المائة والإيراد بلغ 606.64 مليون بنسبة نمو 2.74 في المائة وحسب هامش الربح تظهر لنا أن هناك ضغطا وانخفاضا في المصاريف حيث نما الهامش بنحو 80 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل من طرف السوق وللمستثمرين كما هو واضح من السابق.
الكيمائية السعودية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا وإيجابيا مقارنا عند 27.96 في المائة و210 في المائة، ولكن الربح من مصادر أخرى لم يكن له دور مؤثر هنا مقارنة بالربع الثاني. الملاحظ عدم اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا عند 27.48 في المائة و10.55 في المائة. السعر سلك الاتجاهات السابقة نفسها للإيراد والربح حيث نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا وبمعدلات مقاربة للإيراد وعند 13.37 في المائة و23.46في المائة. النتيجة كانت في زيادة مكرر الربح حيث أصبح 15.28 مرة . نصفيا نجد أن الربح أصبح 141 مليون ريال بنمو 169 في المائة والإيراد بلغ 1.088 مليار ريال ونما الإيراد 27.9 في المائة وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 114 في المائة. النتائج تعكس انعدام التفاعل من طرف السوق وللمستثمرين مع نتائج الشركة خلال الفترة الكلية.
الصناعات الزجاجية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا إيجابيا ربعيا ومقارنا عند 11.62 في المائة و4.24 في المائة، ولكن الربح من مصادر أخرى كان له دور مؤثر هنا مقارنة بالربع الثاني والقطاع. الملاحظ عدم اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما إيجابا ربعيا ومقارنا عند 5.78 في المائة و5.26 في المائة. السعر سلك اتجاها معاكسا للمتغيرات السابقة (الإيراد والربح) حيث نما سلبا ربعيا ومقارنا وبمعدلات أعلى من الإيراد والربح وعند 34.81 في المائة و23.17 في المائة. النتيجة كانت في تحسن مكرر الربح بصورة جذرية حيث أصبح 14.06 مرة. خلال فترة (الثلاثة أرباع) نجد أن الربح أصبح 67.172 مليون ريال بنمو 66.05 في المائة والإيراد بلغ 128 مليون ريال ونما الإيراد 5.32 في المائة وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 58 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة ونموها تراجع السعر وبصورة كبيرة.
مواد التعبئة والتغليف (فيبكو)
استطاعت الشركة أن تحقق نموا إيجابيا ربعيا ومقارنا عند 71 في المائة و144.17 في المائة، ولكن الربح من مصادر أخرى ليس له دور هنا مقارنة بالربع الثاني والقطاع. الملاحظ عدم اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما إيجابا ربعيا ومقارنا عند 10.94في المائة و47 في المائة. السعر سلك اتجاها معاكسا للمتغيرات السابقة (الإيراد والربح) حيث نما سلبا ربعيا ومقارنا وبمعدلات مقاربة للربح وعند 41 في المائة و54 في المائة. النتيجة كانت في تحسن مكرر الربح بصورة جذرية حيث أصبح 14.18 مرة. خلال فترة (الثلاثة أرباع) نجد أن الربح أصبح 15.343 مليون ريال بنمو 109 في المائة والإيراد بلغ 137 مليون ريال ونما الإيراد 27.49 في المائة، وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 64 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة ونموها تراجع السعر وبصورة كبيرة وكأن النمو الربحي ليس له قيمة.
شركة معدنية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا وإيجابيا مقارنا عند 26 في المائة و103 في المائة، ولكن الربح من مصادر أخرى ليس له دور هنا مقارنة بالربع الثاني والقطاع. الملاحظ عدم اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما إيجابا ربعيا ومقارنا عند 6.53 في المائة و54.36 في المائة. السعر سلك اتجاها معاكسا للمتغيرات السابقة (الإيراد والربح) حيث نما سلبا ربعيا ومقارنا وبمعدلات أقل من الإيراد والربح وعند 11.16 في المائة و25.27 في المائة. النتيجة كانت تحسن مكرر الربح بصورة جذرية حيث أصبح 13.66 مرة . خلال فترة الثلاثة أرباع نجد أن الربح أصبح 67.177 مليون ريال بنمو 236 في المائة والإيراد بلغ 269 مليون ريال ونما الإيراد 57 في المائة وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش ما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 114 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة ونموها تراجع السعر وبصورة كبيرة.
صناعة الورق
حققت الشركة نموا سلبيا ربعيا ومقارنا عند 30 في المائة و20 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى ليس له دور هنا مقارنة بالربع الثاني والقطاع. الملاحظ اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا عند 14 في المائة و5 في المائة. السعر سلك اتجاها مماثلا لاتجاه الربح حيث نما سلبا ربعيا ومقارنا وبمعدلات مقاربة للربح وعند 8.43 في المائة و12.13 في المائة. النتيجة كانت في تحسن مكرر الربح حيث أصبح 16.99 مرة. خلال فترة (الثلاثة أرباع) نجد أن الربح أصبح 62.565 مليون ريال بنمو 46 في المائة والإيراد بلغ 379.828 مليون ريال ونما الإيراد 18.68 في المائة، وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 23 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة جزئيا ونموها في الفترة الكلية لكن تراجع السعر وبصورة كبيرة وكأن النمو الربحي ليس له قيمة.
العبد اللطيف للاستثمار الصناعي
استطاعت الشركة أن تحقق نموا إيجابيا ربعيا ومقارنا عند 43 في المائة و31 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى له دور هنا مقارنة بالربع الثاني والقطاع لدعم الربحية. الملاحظ اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا عند 2.06 في المائة و8.2 في المائة. السعر سلك اتجاها متماشيا مع الربح ومختلف عن الإيراد حيث نما إيجابا ربعيا ومقارنا وبمعدلات أقل للربح وعند 3.05 في المائة و5.88 في المائة وهو مختلف عن كل شركات القطاع هنا. النتيجة غير المتوقعة هي تحسن مكرر الربح حيث أصبح 19.43 مرة. خلال فترة (الثلاثة أرباع) نجد أن الربح أصبح 173.249 مليون ريال بنمو 72 في المائة والإيراد بلغ 900.764 مليون ريال ونما الإيراد 18.29 في المائة، وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 45.39 في المائة. النتائج تعكس تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة ونموها ارتفع السعر وبصورة منخفضة.
الصادرات الصناعية
استطاعت الشركة أن تحقق نموا سلبيا ربعيا و إيجابيا مقارنا عند 27 في المائة و97 في المائة ولكن الربح من مصادر أخرى ليس له دور هنا مقارنة بالربع الأول والقطاع. الملاحظ عدم اختلاف اتجاهات الإيراد عن الربح حيث نما سلبا ربعيا وإيجابا مقارنا عند 71.53 في المائة و46 في المائة. السعر سلك اتجاها مختلفا للمتغيرات السابقة (الإيراد والربح) حيث نما سلبا ربعيا ومقارنا وعند 37.18 في المائة و67.33 في المائة. النتيجة كانت في تحسن مكرر الربح بصورة جذرية حيث أصبح 10.72 مرة. خلال فترة (الثلاثة أرباع) نجد أن الربح أصبح 21.095 مليون ريال بنمو 616 في المائة والإيراد بلغ 677 مليون ريال ونما الإيراد 382 في المائة، وحسب أداء هامش الربح تظهر لنا أن التحسن واضح في الهامش مما يعكس تحسنا في الأداء ونما بنحو 49 في المائة. النتائج تعكس عدم تفاعل السوق مع النتائج فعلى الرغم من تحسن نتائج الشركة ونموها تراجع السعر وبصورة كبيرة وكأن النمو الربحي ليس له قيمة.
مسك الختام
الملاحظ أن أداء معظم شركات القطاع كان إيجابيا وتحسنت مؤشرات شركاته وخاصة مكررات الربحية نتيجة لتراجع السعر ونمو الربح. معظم شركات القطاع تعتبر شركات محلية الإنتاج والبيع ولكن تبقى الرؤية سلبية وبالطبع الصورة أكثر قتامة. فهل تستمر الشركات في التحسن والمستثمر غير قانع بحجة السوق العالمية.