من أقفل الباب في وجه الهلال ؟

من أقفل الباب في وجه الهلال ؟

عادت قناة أبو ظبي الرياضية بقوة إلى ساحة المنافسة والتألق من جديد، لكن هذه المرة من بوابة الدوري الأكثر جماهيرية وإثارة على مستوى البطولات العربية، يدعمها في ذلك التعليق المتميز بصوت فارس عوض وعامر عبد الله اللذان فرضا أصواتهم داخل منازل عشاق الكرة المستديرة، وأثارت برامجها الحوارية حفيظة الشارع السعودي ولاسيما برنامج خط الستة الذي يديره محمد نجيب وبرنامج الحلم الذي يدير دفة الحوار فيه المذيع اللامع يعقوب السعدي الذي لم يأخذ مساحة واسعة من النقد الحاد لسبب بسيط سأذكره لاحقاً. و فيما يخص الأخير، فهو برنامج يتناول مشوار المنتخبات الخليجية المشاركة في إطار التصفيات النهائية لكأس العالم 2010، وعلى الرغم من أن سياسة البرنامج تكمن في حرية الرأي ومقاطعة حديث الآخر والتطرق إلى مواضيع ساخنة تطول شخصيات مرموقة، علاوة على ذلك تفتح ملفات كتب على صدر غلافها بالخط الأحمر العريض (سري للغاية) إلا أنه لم توجه له سياط النقد المبرح أو يجمع عليه من قبل البعض على إقامة مظاهرات احتجاجا للبرنامج أو منعه من البث على قمر العربسات! وذلك يعود من وجهة نظري (السياحية) إلى سبب يتيم لم أكتشف غيره، وهو أن البرنامج يستضيف من كل منتخب خليجي مشارك في التصفيات لاعب دولي سابق لا يحتاج إلى أداة تعريفية في التاريخ الكروي، يمثل منتخب بلاده أثناء البرنامج وهذا كفيل بعدم الانحياز إلى البرنامج عند نظر المتابع إلى طرف معين. من جهتة، لم يشعر محمد نجيب بمدى التعصب الكروي الذي استفحل في الوسط الرياضي السعودي الذي يستوجب المخاطرة بتدخل جراحي طبي لاستئصال هذا العضو الفاسد،وهو يغفل جانبا أساسياً ليكتمل به الربع الأخير من الحيادية عندما استضاف في برنامجه خط الستة أبرز الكتاب السعوديين الذين يمثلون أنديتهم بصورة بديهية (لدى المشاهد) الاتحاد، النصر، والأهلي ويقفل الباب الحديدي في وجه الهلال ! أليس نادي الهلال أحد الأضلاع الأساسية والركائز في كرة القدم السعودية شأنه شأن بقية الأندية العريقة ؟! أيعقل أن يحط محمد نجيب رحاله في العاصمة ولم يسمع بالهلال قط ! يحزنني وأنا أرى القناة تستغل جنون الكرة السعودية ودخولها لمصحة عقلية، لتحقق أهدافها ضاربة بعرض الحائط المبادئ الشريفة بين الأندية، فلا أعتقد أن الهلال ستكون له قيمته وقدره على مسار التاريخ دون منافسه النصر، والعكس صحيح. ولذلك صبت الجماهير الهلالية غضبها على برنامج خط الستة، ولا أستبعد أيضاً أن الموقف سيكون مماثلاً لو أن ناديا آخر غير الهلال تعرض لمثل هذه الحادثة. صحيح نحن كمجتمع لا نتقبل الرأي الآخر، ونصم آذاننا عما هو معارض لآرائنا, لكن لا أحسب أن ما ذكرت أعلاه له علاقة بمسألة قبول الآخرين! قناتنا الرياضية كل جمعة لمعت فكرة من المشرف على القناة الذهبية عادل عصام الدين، بأن تجمع القناة الرياضية السعودية مساء كل يوم جمعة، نخبة من الكتاب الرواد في الإعلام الرياضي على طاولة محايدة، ليعلقوا على أبرز القضايا الأخيرة المتعلقة بالساحة الكروية. وعلى الرغم من تباين وجهات النظر واختلاف مصادرها إلا أن اللقاء كان يسوده الود ممتعا ومفيدا بكل المقاييس، وأجزم أنها أنارت عقول المشاهدين وأشبعتهم بالشفافية، فاللقاء يعد نسخة وافرة بالآراء المتزنة والأفكار البناءة بأسلوب حضاري، ترجح كفة المنطقية والمصلحة العامة، فالمشاهد سئم سماع الآراء الملونة بالغامق والتلاسن والأدوار العنترية في برامج. ولذلك أتمنى التوفيق للقائمين على قناتنا الرياضية الأولى وإلى الأمام. [email protected]
إنشرها

أضف تعليق