مؤشر السوق يتحرك بشكل جانبي .. هل يستعد لاختراق مستوى 6000 نقطة؟
بدأت الأسهم السعودية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على ارتفاع في أول أيامه متجاوزة بعض مستويات المقاومة الصغرى والقصيرة (متوسط حركة عشرة أيام)، ومما لاشك فيه فنياً أن مؤشرات بعض قطاعات السوق آخذة في الصعود على الأجل القصير والقريب منها قطاع الأسمنت والتجزئة والنقل والإعلام إضافة إلى قطاع البناء الذي يشحذّ همته ليرتفع بعد أن مُني بكثير من الخسائر في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعندما نتحدث عن ارتفاع مثل هذه القطاعات فكأننا نقول إن هناك حركة في الأسهم الصغيرة والمتوسطة.
مستوى 6000 يقاوم
أغلق مؤشر السوق أمس الإثنين عند مستوى 5889 نقطة كما في الشكل وفيه يتبين أن مؤشر السوق نجح في تجاوز متوسط حركة عشرة أيام وأصبح في مواجهة واضحة مع مستوى 6000 نقطة، وما يفرض هذه المقاومة هو وجود متوسط حركة 20 يوما البسيط عند مستوى 6048 نقطة حتى إغلاق أمس الإثنين، وكذلك المتجه الهابط الذي يبدأ من 8981 نقطة في نهاية آب (أغسطس) الماضي وحتى أمس الإثنين ليقاوم ويواجه مؤشر السوق عند مستوى 5950 نقطة تقريباً.
جميع المؤشرات الفنية المُتذبذبة Indicators لا تُظهر علامات قوة واضحة تؤهل مؤشر السوق للصعود بقوة، كما أن خطوط الاتجاه ومستويات المقاومة الأفقية لا تُرجح حدوث صعود قوي، حتى الإطارات الزمنية الأكبر على الرسم البياني الأسبوعي أو الشهري لا تُظهر علامات تدل على قدرة مؤشر السوق على تجاوز المقاومات القوية. إضافة إلى أن متوسط حركة عشرة أيام أخذ في السير إلى أسفل ولم يتقعر ويكون قاعا يسمح باحتضان مؤشر السوق وهذا واضح لو دققت جيدا ً في شكل متوسط حركة عشرة أيام، ولكن الأمر اللافت حتى الآن هو تزايد أعداد الأسهم المُتداولة، وفي حالة استمرار الهبوط فإن مستويات الدعم الأقرب يأتي من وجود متوسط حركة عشرة أيام البسيط عند 5777 ولوجود مستوى الدعم الأصغر عند 5640 نقطة.
كما أنه يُلاحظ تحرك مؤشر السوق بشكل جانبي في يومي الأحد والإثنين قريباً من مستوى 6000 نقطة فهل يعني هذا أن مؤشر السوق يُعد عدته لاختراق المقاومة عند 6000 أم أنه غير واثق ولا قادر على تجاوزه فينتظر قليلا ليحاول ثم يُعاود أدراجه، ومن هنا فإن الانتظار والترقب هو الأولى إلا على بعض الأسهم.
التعايش مع الوضع
صحيح أن السوق مرت بحالة خوف وهلع قد يكون له ما يُبرره أو لا يكون، ولكن المُلاحظ أن المُتداولين أصبحوا متعايشين مع الوضع حتى مع بقاء الأسباب التي هبطت بالسوق، والنفس البشرية من طبيعتها أنها تتأقلم مع مصائبها وتتعايش معها وترضى، وهذا ما نراه من خلال التداولات التي تتم يوميا، وسيستمر هذا الوضع بين مدّ وجزر حتى تخرج محفزات تدفع السوق للصعود أو مُعوقات تضغطه وتهبط به.
أسهل الاستراتيجيات
من أسهل الاستراتيجيات والتكتيكات التي تُتبع في وقت الهبوط القوي للسوق هي البحث عن الأسهم التي كانت أسعارها تكون أدنى من متوسط حركة عشرة و20 يوما، ثم أخذت في الارتفاع فوق متوسط حركة عشرة أيام ولكنها لا تزال دون متوسط حركة 20 يوما وأصبح متوسط حركة عشرة أيام متجه للارتفاع وأصبح قريبا من أن يتقاطع مع متوسط حركة 20 يوما تقاطعاً إيجابياً بأن يخترقه من أسفل إلى أعلى.
إن اقتراب حدوث هذا التقاطع الإيجابي سيُولد موجة صعود لا أتوقع أن تكون موجة طويلة لوجود متوسط حركة خمسين يوما، ويتطلب الأمر المراقبة اللصيقة للسوق لمن اختار المُتاجرة وأن يتحلى بالقناعة والحكمة وحُسن إدارة مخاطر صفقاته.